يوم التأسيس ذكرى لملحمة كبرى عن رجال ونساء نهضوا بالوطن بعد ملاحم دموية وحصار قائم على إمارة الدرعية، العاصمة السياسية في الدولة السعودية الأولى، قدموا كل التضحيات في بطولات خالدة مازال التاريخ يشهد بها على الرغم من تفوق العدو، إلا أن أبطال الجيش السعودي قدموا كل مقدرتهم في التصدي بكل شجاعة وبسالة في معارك حربية كثيرة في بطولات الجولة الحربية الأولى أو عبر ملحمتي المغيصيب والحريقة أو ملحمة غبيراء، إلى جانب ملحمة سمة النخل وملحمة السلماني وملحمة عرقة والرفيعة، وجولات متعددة في مقاومة صراعات كبرى. الإمام محمد بن سعود –رحمه الله– الإمام المؤسس وعلى مدى مسيرة عظيمة في تأسيس الدولة السعودية الأولى مع الأبطال السعوديين من رجاله رسخوا جذوراً عميقة في توحيد البلاد والتنمية التي لا تزال مستمرة على مدى ثلاثة قرون. مواجهة الصعاب في هذه الملاحم كان للنساء نصيب منها، فقد كن يؤدين مهمات عظيمة في المعارك الحربية، وهن يحملن قُرب الماء لسقيا الجرحى وعلاجهم، وكن يبثثن في صفوف الجيش روح الحماسة والثبات في ساحات المعارك. شاركت المرأة السعودية الباسلة في ملاحم الدرعية ببطولات منقطعة النظير، حيث ساندت قوات الجيش السعودي في القتال بأدوار إنسانية تمثلت بعلاج الجرحى ونقلهم وإخفائهم أحياناً، فكانت مقاومتهن للجيش الغازي، وفق طبيعتهن الإنسانية، لا تقل كفاءة عن مواجهة رجال الجيش السعودي لتلك القوات، ويأتي ذلك نتيجة للقيم الإنسانية الفاضلة التي غرسها الإمام محمد بن سعود في الدستور الأخلاقي لدولة السعودية الأولى الذي حث على رعاية المرأة والاهتمام بشؤونها وإنصافها أسوة بالرجال. وتلك جاءت وفق صياغة الرسائل الوعظية التي كان يوجهها المؤسس للقائمين على شؤون المرأة في مجتمع الدولة السعودية الأولى؛ لأنه كان قد ألغى قضية تحيير المرأة في أمور الزواج لابن عمها وتركها حرة القرار في مصيرها بالارتباط. وشجع الإمام محمد بن سعود ومن جاء بعده من الأئمة على تعليم المرأة في شتى أصناف العلوم الموجودة في مدارس الدرعية في مقرها في مسجد الطريف ومسجد البجيري، حيث تتلقى المرأة مختلف أصناف العلوم المتاحة في ذلك الوقت.