يعيش القطاع الرياضي في المملكة العربية السعودية حراكًا كبيرًا على مختلف الجوانب والمستويات الاستثمارية والتنظيمية تزامنًا مع تطلعات وطموح صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي قاد عجلة التغيير والتطوير في المملكة من خلال رؤية 2030 التي بدأ المجتمع السعودي بجني ثمارها مبكرًا في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والتي من ضمنها القطاع الرياضي الذي سجل قفزات عالمية كسر فيها حاجز التراجع وزاد من طموحات وتطلعات المجتمع الرياضي في المملكة. أول تلك القفزات العالمية والتاريخية هو الانتصار الذي سجله المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني في بطولة كأس العالم للمنتخبات قطر 2022 والتي توج بها المنتخب الأرجنتيني بطلًا مما يعني أن المنتخب السعودي هو المنتخب الوحيد الذي استطاع أن ينتصر على بطل العالم في تلك النسخة بعد مباراة قدم فيها الأخضر مستوى عاليا أهله للانتصار بنتيجة هدفين مقابل هدف ليكون الأخضر حديث العالم طوال منافسات تلك النسخة من بطولة كأس العالم، ليلحق هذا الانتصار صفقة عالمية أدخلت الدوري السعودي في مجال الدوريات العالمية المتابعة حول العالم بعد أن أعلن نادي النصر عن تعاقده من النجم والأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو الذي كان توقيعه مع النصر بمثابة قفزة هائلة للدوري السعودي رفعت من جودة اختيارات الأندية السعودية للعنصر الأجنبي وجعلت دوري روشن السعودي ينضم لباقي الدوريات العالمية التي تحظى مبارياتها بمتابعة ونقل عالمي، حيث إنه بعد إعلان صفقة رونالدو أصبح الدوري السعودي منقولًا على أكثر من 37 قناة متواجدة في 125 دولة أبرزها البرتغال وإسبانيا والصين وتايلاند وإندونيسيا، وأكمل نادي الهلال مسيرة الرياضة السعودية للعالمية بعد مشاركته التاريخية الأخيرة في بطولة كأس العالم للأندية بالمغرب 2022 التي سجل من خلالها حضوره في نهائي البطولة بعد أن نجح في التغلب على بطل دوري أبطال أفريقيا نادي الوداد المغربي بركلات الترجيح في مباراة ربع النهائي ليتأهل إلى دور نصف النهائي الذي جمعه مع بطل الكوبا ليبرتادوريس نادي فلامينغو البرازيلي الذي هزمه الهلال بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، النتيجة التي أهلت الهلال إلى النهائي الأول للكرة السعودية في مونديال الأندية والذي التقى فيه الهلال ببطل دوري أبطال أوروبا نادي ريال مدريد الإسباني الذي قدم من أمامه الهلال مستوى عاليا جارى فيه الريال إلا أن التمرس وفارق الإمكانيات حال دون انتصار الهلال الذي خسر بنتيجة 5 أهداف مقابل 3 إلا أنه وبالرغم من هذه الهزيمة فقد سجل الهلال للكرة السعودية حضورًا عالميًا بعد تأهله للنهائي العالمي وهزيمة بطل الكوبا ليبرتادوريس فلامينغو البرازيلي في نصف نهائي البطولة. ولم يقتصر الحضور العالمي للسعودية على صعيد نتائج المشاركات فقط، حيث إن المملكة نجحت بالفوز في العديد من ملفات استضافة البطولات الرياضية على الصعيدين القاري والعالمي، وآخر تلك النجاحات كان في ملف استضافة وتنظيم بطولة كأس العالم للأندية 2023 والتي أعلن فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عن استضافة المملكة لبطولة كأس العالم للأندية 2023 كسادس وجهة في تاريخ البطولة، وواصلت المملكة حضورها في استضافة البطولات العالمية بعد اختيارها من قبل الاتحاد الدولي للفروسية لاستضافة نهائي كأس العالم لقفز الحواجز والترويض لعام 2024، أما على الصعيد القاري فقد اكتسحت المملكة ملفات استضافة البطولات والتي من أهمها ملف استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034 التي ستقام في العاصمة الرياض لأول مره في تاريخ الدورة بعد أن أعلن المجلس الأولمبي الآسيوي فوز السعودية بحق استضافتها لكون المملكة وصيف لدولة قطر في ملف استضافة دورة 2030، كما ستستضيف المملكة كذلك دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة والفنون القتالية 2025، وكذلك تمتلك المملكة ملف استضافة كأس آسيا 2027 للمنتخبات بعد أن أصبحت السعودية المرشحة الوحيدة لاستضافة البطولة، على إثر إعلان الاتحاد القاري انسحاب دولة الهند الدولة الوحيدة التي نافست المملكة على استضافة البطولة، إضافة إلى أن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في عام 2029 ستقام في المملكة بالتحديد بمدينة نيوم المستقبلية بعد أن أعلن المجلس الأولمبي الآسيوي اختيار السعودية لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في عام 2029 بمدينة نيوم المستقبلية العملاقة، وما زالت المملكة تنافس على العديد من ملفات استضافة البطولات والتي من أبرزها كأس آسيا لكرة القدم للسيدات 2026، حيث قدمت المملكة ممثلة بالاتحاد السعودي لكرة القدم ملفها النهائي الخاص باستضافة البطولة، كما أنه ليس من المستبعد أن تقدم المملكة ملف استضافة كأس العالم للمنتخبات رغم أن هذا الأمر لم يطرح بعد لدى الجهات المختصة وفقًا لوزير الرياضة السعودي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الذي أكد على أن المملكة لم تقدّم ملف ترشّح لاستضافة كأس العالم 2030، مؤكداً في الوقت نفسه أن كل شيء ممكن. وكتبت السعودية اسمها ضمن الوجهات الرياضية العالمية خلال الفترة الأخيرة بعد أن سجلت حضورها في العديد من روزنامات البطولات المختلفة وعلى رأسها سباقات فورمولا 1، ورالي داكار، بجانب استضافتها بطولات ليف غولف، ونزال العودة لحسم لقب بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل "نزال البحر الأحمر". نادي الهلال يحصد فضية العالم من أمام الريال