التقى جو بايدن الأربعاء بقادة الدول الشرقية في حلف شمال الأطلسي في إظهار للدعم والتضامن بعد أن علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل بمعاهدة تهدف للحد من التسلح النووي واتهم الولاياتالمتحدة بتحويل الحرب في أوكرانيا لصراع عالمي. وفي بولندا الثلاثاء، أعلن بايدن استمرار الدعم دون كلل لأوكرانيا ولحلف شمال الأطلسي الذي تعتبره روسيا مصدر تهديد وجودي لها. وفي تصريحات أدلى بها الثلاثاء أيضا، حذر فلاديمير بوتين الغرب من مغبة دعم أوكرانيا بتعليق آخر معاهدة كبرى مع الولاياتالمتحدة للحد من انتشار الأسلحة النووية. وقال بوتين لقادة الجيش الروسي والنخبة السياسية في موسكو إن الولاياتالمتحدة تحول "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا إلى صراع عالمي وأعلن تعليق مشاركة روسيا في معاهدة نيو ستارت. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في وقت لاحق أنها تعتزم مواصلة الالتزام بالقيود التي تنص عليها المعاهدة بشأن عدد الرؤوس النووية التي يمكن نشرها. وقال بوتين "النخب في الغرب لا تخفي غرضها. لكنه لا يمكن أن يفوتهم أيضا أن يدركوا أن من المستحيل هزيمة روسيا على أرض المعركة". وأضاف "يعتزمون تحويل صراع محلي إلى مرحلة للمواجهة العالمية... هكذا تحديدا ندرك الأمر برمته وسنرد وفقا لذلك لأننا في هذه الحالة نتحدث عن وجود دولتنا". وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تعليق بوتين لمشاركة بلاده في المعاهدة النووية بأنه "مؤسف للغاية وغير مسؤول". وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج إن تلك الخطوة تجعل العالم مكانا أكثر خطورة وحث بوتين على إعادة التفكير في الأمر. وذكر سفير الصين لدى الأممالمتحدة تشانغ جون للصحفيين أن معاهدة نيو ستارت والأدوات الأخرى المماثلة مهمة للبنية الأمنية العالمية. وأضاف "على الأطراف المعنية مواصلة التفاوض معا للتوصل إلى حل جيد". من جانبه قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو ستكون مستعدة للعودة إلى تطبيق معاهدة "ستارت" حالما يصبح الغرب مستعدا لمراعاة مخاوف روسيا المشروعة. واعتبر المتحدث باسم الكرملين في تصريح صحفي الأربعاء، أن رد فعل الغرب على تعليق روسيا لمشاركتها في معاهدة "ستارت" لا يجعلنا نأمل في استعداده للمفاوضات. وأضاف أن روسيا ستتحلى بالصبر في انتظار أن ينضج الغرب لإجراء حوار طبيعي حول "ستارت". وفي تصويت خلال جلسة صباح أمس الأربعاء، أقر الدوما، وهو مجلس النواب، قرار تعليق المشاركة في المعاهدة. قبل التصويت، حمل رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين الأربعاء الولاياتالمتحدة مسؤولية تداعي المعاهدة أيضا. وقال في بيان "بالتوقف عن الامتثال لالتزاماتها ورفضها مقترحات بلادنا بشأن قضايا الأمن العالمي، دمرت الولاياتالمتحدة بنية الاستقرار الدولي". وقال سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، الذي يشرف على دبلوماسية بلاده المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة مع الولاياتالمتحدة، الأربعاء إن إمكانية استئناف المعاهدة تعتمد على واشنطن وأشار أيضا إلى أن موسكو تراقب عن كثب قوتين نوويتين في حلف شمال الأطلسي وهما بريطانيا وفرنسا. ونقلت وكالة تاس للأنباء عن ريابكوف قوله "سنولي بالتأكيد اهتماما خاصا لتوجهات وقرارات لندن وباريس، حيث لم يعد بالإمكان، ولو نظريا، اعتبارهما خارج الحوار بين روسياوالولاياتالمتحدة فيما يتعلق بالحد من انتشار الأسلحة". وقال إنه لا يوجد حوار مباشر حاليا بين موسكووواشنطن فيما يتعلق بالقضايا النووية وليس من المعروف إن كان سيجري استئناف مثل ذلك الحوار. وقالت وزارة الخارجية الروسية مساء الثلاثاء إنها ستواصل الالتزام بالحدود التي فرضتها المعاهدة على عدد الرؤوس النووية التي يمكن نشرها وإنها منفتحة على العدول عن قرار تعليق المشاركة فيها. وصرح ريابكوف، بأن وسائل التحكم الفنية الروسية ستسمح بمراقبة الإمكانات النووية في الولاياتالمتحدة بشكل موثوق بعد تعليق تبادل المعلومات مع واشنطن. ونقلت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية عن ريابكوف قوله للصحفيين، إن "هناك وسائل تقنية وطنية تجعل من الممكن إجراء تقييم موثوق به إلى حد ما لما يحدث. بالإضافة إلى ذلك، لدينا خبرة متراكمة في تتبع ما يحدث في الولاياتالمتحدة، وليس فقط في الولاياتالمتحدة، في هذا المجال، باستخدام الاحتمالات. نعم، هذا ليس هو نفسه تبادل المعلومات في إطار الاتفاق. لكن الوضع تغير بشكل جذري، لذلك سننطلق مما هو متاح". ولفت بوتين في خطابه إلى أن "الناتو" يريد إلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا، وفي نفس الوقت "يريد أن يشرف على منشآتنا النووية"، مؤكدا أن "روسيا لا يمكن أن تتجاهل ذلك". وقال الرئيس الأمريكي إن سوف يتم فرض عقوبات جديدة ضد روسيا "هذا الأسبوع". وقال بايدن إن الولاياتالمتحدة وأوروبا- اللتان تزودان كييف بالأسلحة والمساعدات المالية- "لا تسعيان إلى تدمير روسيا أو السيطرة عليها". إلى ذلك رفض الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف دعوات الرئيس الأمريكي جو بايدن لسحب القوات الروسية من أوكرانيا. وكتب نائب رئيس مجلس الأمن الوطني الروسي في تطبيق تيليجرام " إذا توقفت الولاياتالمتحدة عن إمداد النظام في كييف بالأسلحة، إذن سوف تنتهى الحرب". وأضاف "إذا أنهت روسيا العملية العسكرية الخاصة بدون نصر، إذن سوف تنتهى روسيا، سوف تنقسم". وانتقد ميدفيديف بايدن لتوجيهه كلمة للشعب الروسي من وارسو أمام المواطنين البولنديين". وقال " من هذا الجد الغريب بأي حال، يتحدث بنظرة زائغة من بولندا؟ لماذا يتحدث لشعب دول أخرى في الوقت الذي لديه مشاكل كافيه في بلاده؟". واتهم ميدفيديف الولاياتالمتحدة، التي قال إنها سبب الكثير من الحروب حول العالم، ب"جنون العظمة".