سحر المرأة الخالد أنها سر غامض لم يستطع الرجل حله حتى الآن ! قد تكون المرأة بسيطة شفافة - في نظرها الكريم بالطبع - ولكنها معقدة غير واضحة ولا مفهومة بالنبسة لعدد كبير من الرجال .. و لهذا كثر في مأثورات الشعوب ورود عبارات تدل على تناقض المرأة وصعوبة فهمها و اختلاف مواقفها فهي أحيانا رقيقة كورق الورد ، لطيفة كأنسام ربيع ناعمه كراحة وليد ، وهي نفسها في أحيان اخرى قاسية كصخرة ، جافية جافة كصحراء لم تر المطر، وهي أحيانا خائفة تذعر من فأر وتفر من صرصار ، وفي أحيان أخرى هي - نفسها أيضا - قوية كالحديد، صارمة كالسيف ، تقف شامخة امام أعتى الرجال ، وتواجه بشجاعة ضراوة الأسود .. المرأة ة حيرت الرجل على مر العصور فهي تعصب من أشياء صغرة لا نغضب منها رجل ، وتتسامح في أمور خطيرة لا يتسامح فيها أي رجل، وهي في نظر كثير من الرجال - تجمع بشكل عجيب بين الحب والبغض، الوفاء والغدر الإقدام والإدبار وقد عبّر عن هذا شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي حين قال : إِذا غَدَرَت حَسناءُ وَفَّت بِعَهدِها فَمِن عَهدِها أَن لا يَدومَ لَها عَهدُ وَإِن عَشِقَت كانَت أَشَدَّ صَبابَةً وَإِن فَرِكَت فَاِذهَب فَما فِركُها قَصدُ وَإِن حَقَدَت لَم يَبقَ في قَلبِها رِضىً وَإِن رَضِيَت لَم يَبقَ في قَلبِها حِقدُ كَذَلِكَ أَخلاقُ النِساءِ وَرُبَّما يَضِلُّ بِها الهادي وَيَخفى بِها الرُشدُ انا المرأة من فضاءِ بعيد لا بالوعود البين ولا بالوعيد فكأن عاطفة عصفةً ركَبتْ فيها ، إذا أرادت شيئاً فلا تقبل أن يرد عليها الرجل بالمنطق والعقل، فلها منطقها الخاص النابع من القلب، وفهم القلب أقوى من فهم العقل ! وهي حين تريد. شئياً من الرجل تحققه مهما راوغ ولف ودار وأجل وحاول ! حاشا وكلا أن تترك ما تريد! فلها وسائل عديدة وإرادة عنيدة والحاح يمازجه الدلال وتبريرات كثيراً ما ينهار أمامها أقوى الرجال ! وفي حياتها بشكل عام تجمع بين كثير من المتناقضات ، فهي كام أرحم المخلوقات، وهي كامرأة أب قد تكون اقسى المخلوقات ، وهي تستولي على الجزء الاكبر من دخل الرجل وتصرفه على زينتها وماربها والرجل هنا كأنه (حمار البرسيم يحمله ولايذوقه ! )... واذا نظرنا إلى أنثى الحيوانات حمدنا الله عز وجل على أن أنثى البشر أكثر رقة ورحمة، وأجمل قدا ووجها ، وأراف بالذكر البشري ! . . ملكة النحل تقتل الذكر فوراً الإخصاب ! وأصلاً لا يصل لها من ذكور النحل الزاحفين بالألون الا الأقوى بعد أن تقتل العاملات جميع الذكور الطامعين في اقتحام مخلع سيدة الحسن والجمال ( ملكة النحل) حتي بل إن جميع الإناث غير البشرية لا يصل اليهن الذكور الا بعد معارك طاحنة تكسر فيها القرون وتثور الحروب ويتقاتل الطالبون الود والقبول ، بع الفيل وثور المسك وانتهاء بملك الغابة الأسد غير ان الأسد حين ينتصر على بقية الأسود ويحظى برضى اللبو يرتاح وتقوم هي بالصد وكسب العيش! وهذا لا يحدث في دنيا الرجال الذين أخذت الكثير منهم حيرة بالغة في اختيار الزوجة أولاً ثم في وسيلة العيش معها براحه وسلام كما قال حميد ان الشويعر : وانا جرت يا ابوك من العذارى وصرت بينهن له مثل بايع وسايم وذي ماننيني وذي ما ما أبيها وذي ما توافق وذي ما تلايم والمرأة أصبر من الرجل وأقدر على التضحية ، فملايين النساء متن وهن يلدن، لم يفعلها رجل واحد، وفي سبيل أولادها تفعل المستحيل ! أنا جزت يابوك من العذارى وصرت بينهن مثل بايع و سايم وكم رأينا من أرملة شمرت عن ساعد وأظهرت من القوة ما لم نجده عند كثير من الرجال ذوي العزم !.. فهي تسهر على صغارها الأيتام ليلاً وتسعى لرزقهم نهاراً وتتفرغ لهم وتهبهم شبابها وحياتها وقوتها وتضحي بكل شيئ في سبيل سعادتهم وراحتهم وتعليمهم بما لا همه بقدر هائل لا يفعله كثير من الرجال الأرامل مع أطفالهم . بل إن أكثر الرجال حين تموت زوجته تتزوج أخرى وقد تتغاضى عما تفعله في أولاده الأيتام ! المرأة لا يمكن أن تفعل هذا الا في النادر ! وهي قد تصمد في مواقف يخور فيها اقوى الرجال لكنها قد تخور في مواقف يوجهها بعض اضعف الرجال ... ولله حكمة. رقيقة كورق الورد تهب صغارها شبابها وحياتها وقوتها لسعادتهم عبدالله الجعيثن رحمه الله