شهدت الجلسة الثالثة من فعاليات ملتقى قراءة النص في دورته ال(19)، والذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، تقديم 4 أوراق تحت عنوان "الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة"، حيث انطلقت الجلسة مساء أول من أمس تحت إدارة الدكتور خالد أبو حكمة. وقدم الباحث محمد المشوح، ورقته التي تناولت "الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة"، أشار فيها إلى أن قوالب الصالونات والمنتديات تنوعت وتراوحت بين الاحتفاء والتكريم إلى المحاضرات والندوات مرورًا بالشعر والمجالس المفتوحة والمشاركات المتعددة، وشكّل الحوار محورًا رئيسًا مشتركاً لجميع تلك المسارات. واتخذ الباحث من ثلوثية محمد المشوح في الرياض نموذجًا للتدليل على فرضيته، مبينًا أن هذه الثلوثية حفلت بالتكريم للرموز من الشخصيات الرسمية والثقافية والفكرية والأدبية والاجتماعية، وزادت لقاءات الاحتفاء والتكريم على (187) شخصية محتفى بها، لافتًا إلى المنجز الاحتفائي الذي نهضت به اثنينية عبدالمقصود خوجة بجدة طيلة مسيرتها الطويلة وعلاقتها بالمنتديات الثقافية الأخرى. وتناولت ورقة الدكتورة دلال بنت بندر المالكي، موضوع الصالونات النسائية في المملكة العربية السعودية من حيث النشأة والتكوين، مشيرة إلى أن هذه النشأة تزامنت مع حقب فكرية واجتماعية معينة فرضت عليها الأطر الشكلية التي تكونت خلالها، محاولة استجلاء التوجهات الثقافية لتلك الصالونات الثقافية، وتحديد عناصر تكوينها وسماتها، وبالتالي فهم ذلك الحراك الثقافي وأثره النقدي والأدبي على المسيرة الثقافية في المملكة. ومن جانبها، ناقشت الدكتورة ميساء الخواجا في ورقتها "الدور الثقافي للصالونات الثقافية النسائية عبر التاريخ"، وأشارت فيها إلى أن فكرة الصالون الثقافي تقوم على أن تجتمع نخبة من مثقفي دولة سواء كانوا شعراء أو رجال فكر وفنانين في موعد دوري أسبوعي أو شهري، ليعرض كل منهم عملاً ما أو شيئاً جديدًا، ويتناقش الحضور في ذلك العمل أو في طرح قضية ما أو أمر مشترك بينهم. منوهةً إلى أن ما يلفت النظر في تاريخ تلك الصالونات أن معظمها كان يدار من قبل نساء ينتمين إلى ما يعرف ب"الطبقة الراقية"، كما أن معظمها أسسته نساء كان لهن تأثير في الحركة الأدبية والفكرية في عصرهن. فيما قدم الدكتور عائض الردادي ورقته بعنوان "ندوة الرفاعي.. أم الندوات"، عبر برنامج "zoom" مشيرًا إلى أن ندوة عبدالعزيز الرفاعي تمثّل أوّل المنتديات في المملكة، وأن صاحبها كان يصفها بأنها "جلسة عفوية للأصدقاء"، وبقي حتى آخر حياته ينفي عنها صفة الندوة أو الصالون من باب التواضع، وأحياناً يطلق عليها الخميسية لأنها تعقد يوم الخميس، وتنقلت بين مكةالمكرمةوالرياض والطائف وجدة والأندلس وإن كان عمق جلساتها في الرياض. وكانت مقصداً لكبار رجال الأدب والثقافة من الداخل والخارج، وأحدثت حراكّاً ثقافيّاً، حيث استمرت (32) عامًا في حياة مؤسسها، وامتدادها بعد وفاته باسم "ندوة الوفاء" في منزل أحمد باجنيد، واحتفالها عام 1432ه/2010م بالذكرى الخمسين من عمرها، وما زالت مستمرة.