صدر حديثاً للدكتور أحمد الخاني كتاب"الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية"، مستعرضاً 16 منتدى أدبياً، من بينها صالونان نسائيان. يلقي الكتاب الضوء بشكل خاص على خميسية الشيخ عبد العزيز الرفاعي، ويقول المؤلف في مقدمة كتابه:"لم يكن الرفاعي مجرد عميد ندوة أدبية فحسب، وإنما كان أيضاً رجل مكارم الأخلاق"، مشيراً إلى أنه أقام ندوة، انتشرت بعدها الندوات لا في الرياض وحدها، بل في المملكة العربية السعودية كلها. ويضيف الخاني:"الندوات الأدبية ميدان مفتوح، وعبدالعزيز الرفاعي الفارس الأول في هذا الميدان"، موضحاً أن منهج الخميسية الرفاعية"كان فريداً بعفويته وبعده عن المنهج الأكاديمي". ويوضح المؤلف أن ندوة الرفاعي بدأت عام 1382، فيما تولى رجل الأعمال الشيخ أحمد محمد باجنيد إقامة ندوة عرفت باسم"خميسية الوفاء"، تعد امتداداً ووفاءً للندوة الرفاعية". وعرّج الكاتب على"ضحوية الشيخ حمد الجاسر"، إذ أشار إلى أن الراحل الشيخ حمد الجاسر، كان يستقبل محبيه من أهل العلم والثقافة وتلاميذه كل خميس بمجلسه، منوهاً بأن الندوة كانت تقام من العاشرة صباحاً إلى قبيل صلاة الظهر. بينما يبين المؤلف أن"اثنينية"عبدالمقصود سعيد خوجه التي تقام في مدينة جدة، تعد صالوناً أدبياً له منهجه الخاص إذ إنه يهتم بتكريم الأدباء والمثقفين. ويصنف الخاني الصالونات الأدبية إلى 3 أنواع، تتمثل في الصالون الأدبي الخاص، ويمثله صالون الشيخ عبدالعزيز الرفاعي، ويعتبر المؤلف أن هذا النوع انقرض بتحوله عن خطه الأصلي، داعياً إلى ضرورة عودة هذا المنهج. أما النوع الثاني فيطلق عليه المؤلف الصالون الأدبي المبرمج، وتمثله كل الصالونات الأدبية في الرياض مع بعض الفروق بينها. ويوضح المؤلف أن النوع الثالث هو النوع الاحتفائي الذي يمثله صالون عبدالمقصود خوجه. وفي إشارة إلى الصالونات الأدبية النسائية يستعرض الكتاب صالون الأميرة سلطانة السديري. أما المنتدى النسائي الثقافي في مكةالمكرمة، فبدأ باجتماع العضوات المؤسسات للمرة الأولى في جمادى الأولى عام 1423، واستضافته الدكتورة وفاء المزروع بمنزلها. إن تصفح كتاب"الصالونات الأدبية"يتيح فرصة الإطلال على زمن الثقافة الجميل، وأثر المجتمع في تنمية العمل الثقافي، وتحفيز روح الإبداع، فمن خلال المنتديات الأدبية خرجت أقلام أثْرت الساحة، ونبتت رؤى أضافت إلى الفكرين السعودي والعربي.