شارك وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برئاسة مساعد المشرف العام على المركز للتخطيط والتطوير الدكتور عقيل بن جمعان الغامدي في الاجتماع العالمي لمقدمي التعاون الإنمائي، والذي تنظمه لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في العاصمة الفرنسية باريس أمس . وقدم الدكتور الغامدي خلال الاجتماع كلمة أوضح فيها بأن العالم يواجه مرحلة غير مسبوقة من تعدد الأزمات منها الكوارث الطبيعية والأوبئة والنزاعات المسلحة وانعدام الأمن الغذائي وانتشار الفقر والهجرة غير النظامية، مبيناً بتجاوز الاحتياج الإنساني والموارد المالية المتاحة وتفوق قدرة المانحين على الاستجابة، وأنه من المرجح أن تتسع هذه الفجوة بين المتطلبات والموارد المالية في عام 2023م وأنها ستؤثر بالتأكيد على مخصصات التمويل وتحديد الأولويات، مضيفاً سعادته بأن الدول المانحة تعاني في السنوات الأخيرة من تحقيق التوازن بين الاستجابة المالية للأزمات المتعددة والإيفاء بالتزامها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة . ولفت النظر إلى أن المملكة العربية السعودية تغلبت على تحديات العمل الإنساني بدعمها لتوطين العمل الإنساني من خلال تعزيز القدرات الوطنية والمحلية على الاستمرار في العمل وتقديم الاستجابة الإنسانية لمجتمعاتهم، حيث أسهمت المملكة بدعم المنظمات الدولية والمحلية في اليمن والسودان والنيجر وباكستانولبنان وغيرها، ومشيراً إلى أن المملكة تعمل مع 80 شريكا لتقديم العمل الإنساني في اليمن، منهم 41 شريكًا وطنيًا ومحليًا يُقدم لهم التمويل للاستجابة للاحتياجات الإنسانية مما ساعد ذلك على تقديم استجابة إنسانية أسرع لتركز على المستفيدين وبتكلفة معقولة . وأكد الدكتور الغامدي أن المملكة دعمت مبادرات التمويل المشترك مع المانحين للاستجابة الإنسانية، كالشراكة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في تمويل صندوق المجاعة لليمن، وشراكة المملكة العربية السعودية والحكومة الفرنسية في صندوق المساعدات السعودي الفرنسي في لبنان، وشراكة المملكة العربية السعودية مع منظمة الدول الإسلامية في الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان، علاوة على ذلك تعد المملكة العربية السعودية أيضًا جزءًا من صندوق مبادرة العيش والمعيشة الذي يعد شراكة مع صندوق أبوظبي للتنمية، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس، ووزارة الخارجية والتنمية بالمملكة المتحدة، وصندوق قطر للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، موضحاً بأن المبادرة تدعم 33 دولة نامية وتركز على الحد من الفقر . وأضاف: "بأن المملكة العربية السعودية دأبت على الاستجابة العاجلة وبنجاح للأزمات الإنسانية الناتجة عن الصراع والكوارث الطبيعية في العديد من الدول، حيث استجابت المملكة على سبيل المثال في العامين الماضيين للفيضانات في باكستان والسودان والمجاعة في الصومال، فمن عام 2020م إلى عام 2022م بلغت المساعدات الإنسانية السعودية 5.0 مليار دولار أمريكي (34% من إجمالي المساعدات الكلية المقدمة في نفس الفترة)، مبيناً بأن المملكة قدمت بالإضافة إلى ذلك مساعدات بلغت 862.7 مليون دولار أمريكي للدول النامية للمساعدة في مكافحة جائحة كورونا – 19 . وفي الختام أفاد الدكتور عقيل الغامدي بأن المملكة تركز على تقييم أثر المساعدات الإنسانية وذلك عبر منهجية مدروسة وتقييم لمؤشرات الأداء وذلك لحصر الدروس المستفادة . من جانبها أشارت رئيسة لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سوزانا مورهيد في إلى أن عام 2023م يعد في منتصف الطريق لتنفيذ خطة 2030م لأهداف التنمية المستدامة، وأن جائحة كورونا -19 والصراعات أدت إلى زيادة الفجوة التمويلية لأهداف التنمية المستدامة في الدول النامية بنسبة 56% حيث بلغت 3.9 تريليون دولار أمريكي، وأنه لوحظ خلال الأعوام الماضية إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة أثرت بشكل كبير على الدول النامية، مبينة بأن التعاون الإنمائي يؤدي دوراً كبيراً في دعم الدول للاستجابة والعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030م . بعد ذلك، قامت سوزانا بإتاحة الفرصة للدول المشاركة في الاجتماع بالنقاش حول: كيف تعمل الدول المانحة في مواجهة الأزمات المتعددة في الدول النامية، وكيفية التنسيق وتبادل المعرفة للعمل معاً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعلى إثرها قدمت عدد من الدول والهيئات الدولية المشاركة بالاجتماع تجاربها حول التنسيق والتعاون الإنمائي بين دول الجنوب والتعاون الثلاثي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .