تظل المملكة العربية السعودية في صدارة الدول المقدمة للمساعدات الإنمائية الرسمية، بداية من تقديم المساعدات لدعم الشعوب في الدول الهشة التي تعاني من أزمات إنسانية، وانتهاء بتقديم القروض الميسرة والمنح للبلدان النامية ذات الدخل المنخفض من أجل إقامة بنى تحتية أساسية. وأظهر تقرير للمنظمة الدولية زيادة كبيرة في حجم المساعدات السعودية إذ بلغت (14.5 مليار دولار أمريكي أي ما يعادل 54 مليار ريال سعودي)، في عام 2014، وهو ما يمثل نسبة 1.9% من الدخل القومي الإجمالي للمملكة، فيما احتلت المركز الرابع في مجموعة الدول المانحة بعد كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، والمملكة المتحدة، وألمانيا، والسابع كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية. وأوضح التقرير الطبيعة الشاملة للمساعدات الإنمائية والإنسانية التي قدمتها المملكة على مر السنوات، والتزامها بتقديم الاستجابة العاجلة لبعض الأزمات الإنسانية الطارئة في السنوات الأخيرة كما حصل في هايتي وميانمار ونيبال والعراق وسورية وأخيراً في اليمن، لافتاً إلى أن المساعدات السعودية تصل إلى جميع البلدان المحتاجة بصرف النظر عن الدين والعرق والموقع الجغرافي. وأبان التقرير آلية المساعدات السعودية، وكيفية تقديمها بشكل ثنائي من خلال مؤسسات مثل الصندوق السعودي للتنمية ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي تأسس حديثاً، وبشكل متعدد الأطراف من خلال هيئات إقليمية كالبنك الإسلامي للتنمية والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبنك الأفريقي للتنمية والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا ومنظمات دولية مثل الأممالمتحدة وصندوق النقد الدولي وصندوق أوبيك للتنمية الدولية، والبنك الدولي. ويوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيزالربيعة أن الاستجابة السريعة وارتفاع حجم المساعدات والعطاء الشعبي هي أبرز مميزات المساعدات الإنسانية السعودية، مشيراً إلى أن مسيرة العمل الإغاثي والإنساني في المملكة تشهد تناميا متسارعا خلال الفترة الماضية وهو ما جعلها في صدارة الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإنمائية. واعتبر الممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والمنسق المقيم للأمم المتحدة في المملكة الدكتور أشوك نيغام، المملكة العربية السعودية قدوة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ليس فقط على الصعيد المحلي ولكن أيضا على الصعيد العالمي. كذلك يسلط التقرير الضوء على التزام المملكة العميق بمساعدة المحتاجين في الداخل وحول العالم على السواء، وهي تقدم مساعداتها دون أي اعتبار لعرق أو دين، وتفخر بسجلها كواحد من كبار البلدان مانحي المعونات في العالم، من حيث الأرقام المطلقة وكنسبة من الدخل القومي الإجمالي على السواء، وتقدم غالبية المساعدات على هيئة منح، كنهج ثابت لمملكة الإنسانبة.