بعد ثمانية وثلاثين عاماً، عادت المملكة لاستكشاف الفضاء من جديد، بعد الرحلة التي قام بها الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي وسعودي إلى الفضاء، في العام 1985.. هذه المرة تعود المملكة للفضاء تحت مظلة رؤية 2030، التي وعدت ببناء مملكة حديثة ومتطورة، تثبت نفسها في جميع المجالات، وتطرق أبواب العلم والأبحاث والتقنيات الحديثة. وجاء إعلان المملكة بإرسال رائدي فضاء سعوديين، إلى محطة الفضاء الدولية، خلال الربع الثاني من العام الجاري (2023) ليكون بداية الانطلاقة السعودية في أبحاث الفضاء، وبناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء، وصناعاته عالميًّا، إلى جانب الإسهام في الأبحاث العلمية، التي تصب في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولوية، مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء. وتعوّل المملكة على برنامج رواد الفضاء في تعزيز موقعها في السباق العالمي نحو الفضاء واستكشافه، وتسعى من خلال البرنامج إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء، وتعزيز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل، وهذا الأمر ينعكس إيجابًا على مستقبل الصناعات، ويزيد من اهتمام الخريجين في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وتنمية رأس المال البشري، من خلال جذب المواهب، وتطوير المهارات اللازمة. عودة المملكة نحو استكشاف الفضاء، حملت في طياتها رسالة مهمة، تعكس إصرار الحكومة الرشيدة على تعزيز تمكين المرأة في جميع المجالات، بما فيها مجال الفضاء، من خلال إرسال أول رائدة فضاء سعودية إلى المحطة الدولية. ولم تقتصر العودة على إرسال الرائدين إلى محطة الفضاء الدولية فحسب، وإنما اشتمل أيضاً على برنامج تدريب رائد ورائدة فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة، في إشارة إلى أن المملكة ستواصل جهودها في المجال، من خلال إيجاد جيل من رواد الفضاء القادرين على تحقيق تطلعات المملكة في هذا القطاع المهم. وهنا، يبرز الدور الذي تقوم به الهيئة السعودية للفضاء، في تعزيز مكانة المملكة في القطاع، واستثمار علومه، ورفع الطموحات، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 وترسيخ قدرة البلاد على إجراء الأبحاث العلمية، وتعزيز مساعي الدولة نحو الريادة في القطاع بحلول 2030.