(أنا الوقوف رغم الظروف.. أنا الهلال) كتبها لاعب اتحادي في حسابه الشخصي بتويتر بعد أن قرر رئيس النادي "بقرار شخصي" الاستغناء عنه لصالح النادي المنافس، من يومها حقق اللاعب في ظرف سنة ونصف دوري ودوري أبطال ولعب نهائي مونديال الأندية والقرارات الشخصية التي تدار بها الاستراحات وكشتات الأصدقاء وعلى ضوئها يتم اختيار طقم كنب أو ملابس السهرة أو عطر الصباح لا مكان لها في الأندية الكبرى؟ "أنا الوقوف، رغم الظروف، أنا الهلال" والوقوف هنا ضد السقوط، هو شيء من اللاخوف وعدم الاستسلام لغياب المنجز صعوبة الطريق هو الانتظار مع العمل والقبض على المنجز حين يحين وقته، "لعبة الوقت" تحديداً هي ما يتقنه الهلال. هو القرار الفني والمصلحة العامة واحترام الكيان البطولي والمدرج المتعطش لكل منجز رغم الوفرة البطولية، كان ومازال الهلال صاحب أهداف واضحة، تتناوب الأجيال وتستمر الأحلام كما هي تبحث عن الأفضل لتكمل المسيرة وكأن رجالاته يركضون في سباق التتابع لتناول المنجز والطموحات واحداً تلو الآخر. رغم معاناتهم مع اللقب الآسيوي واستمرار السخرية عليهم، إلا أنهم استمروا في البحث عنه حتى غدا تأهلهم طبيعي وإنجازهم غير مستغرب، هم اليوم يخوضون نهائي أعظم لقب قد يحلم بتحقيقه أي نادي عربي - آسيوي - لاتيني، فقد تعدوا بطموحاتهم أحلام الأندية الفقيرة وطموحات دخلاء المشهد الرياضي، يخوضون لقاء خسارتهم فيه مكسب وفوزهم به تاريخ، ورغم ذلك يفكرون في الانتصار ويتفرغون له. هذه الطموحات ارتقت بآمال وأحلام جماهيرهم ولاعبيهم، حتى غدوا يسيرون بثبات نحو حصد البطولات، بعد ترتيب أولوياتهم وتنظيم روزنامة بطولاتهم المزدحمة. ميزتهم في صمتهم، وابتعادهم عن ضجيج الإعلام وانتقادات الجماهير، يرسمون الهدف بثقة ويتخطون السقوط بصمت ويحققون المنجز ثم يبحثون عما يليه. في المقابل كانت الصدارة البائسة "بطولة" للإدارة الاتحادية والفشل في تحقيق الرخصة "خسارة لآسيا" والسقوط في النهائي العربي "خطوة لاستقطاب المتدرب الروماني" وإرضاء الإداري الجاهل. لم تكن ظروف البطولة الآسيوية الحالية للمارد الاتحادي مغرية لإدارته، ولا غيابه عن تحقيقها منذ 18 عاما والدوري منذ 14 عاما غصة في قلوب القائمين عليه. في حين تفننوا في التنافس على توريث القضايا والتعاقد مع الفاشلين والتسبب في الكوارث المالية والتفريط في مكتسبات النادي والمساهمة في انهيار ألعابه، حتى غدت بطولات الكؤوس طموح ينتظره عشاق المارد الأصفر. على النقيض، كان المدرج هو العنوان الأبرز وسط كل هذا الصخب، يختلف حول الأسماء ويتفق في ضرورة الدعم، يكتب للنادي الأمل ويزرع في داخله روح العودة ويساهم في إنقاذ الفريق بعد كل سقوط وأثناء كل انهيار هذا المدرج تحديداً، هو التي يستمد منها النادي قوته، والتي جعلته حاضراً رغم الانهيار شامخاً رغم الانكسار، متسائلاً رغم الإحباط " متى يعود الاتحاد"!؟