من الحماقة أن تكون طموحاتك متعلقة بالآخرين، وهذا ما نشاهده من زمن على أرض الواقع من فئة استمرأت الوقوف محلياً وخارجياً أمام الهلال ليس دعماً ولكن انتظاراً لانكسار جاء مرة وتوقف مرات. التندر والشماتة سمة أضحت غير مستغربة على تلك الجماهير التي باتت لا تعول على فرقها ولا تبني عليها أي طموح سواء في تحقيق البطولات التي باتت كالسراب المستحيل أو بالمنافسة على البطولات التي لا تشكل فيها تلك الفرق أي علامة سوى تكملة عدد. ويبدو أن وجود الهلال في حياتهم يشكل رعباً أزعجهم في الماضي وسيزعجهم في المستقبل، فالفرحة الكبيرة بخروج الهلال من البطولة الآسيوية الأخيرة أحدثت صخباً كبيراً على كافة المستويات سواء في الإعلام الرياضي المحتقن أو عالم التواصل أو في العلاقات الشخصية لأولئك الأشخاص، هذه الفرحة تعكس الواقع المرير الذي يعيشه ذلك المشجع مهما كان ميوله وتعكس حجم المعاناة التي يمثلها وجود الهلال في الساحة الرياضية بصفته زعيماً للأندية الآسيوية برمتها خلافاً لزعامته للأندية السعودية وبفارق ليس بقليل. المشجع النصراوي الذي تناسى خروج فريقه المتوالي من البطولات المحلية والخارجة بصفر مكعب من البطولات وطارد الهلال ليقف ضده وبمختلف الشعارات يبدو أنه لا يعلم عن تاريخ فريقه المحلي والخارجي واكتفى بترديد مقولة مستهلكة لا يعدو كونها تنفسياً لضغوطات نفسية جراء الانتكاسات، ولا يعلم كذلك بأن فريقه منذ تحقيقه لآخر بطولة خارجية وهي بطولة السوبر الآسيوي 1998 شارك في 10 بطولات خارجية خرج منها خالي الوفاض اثنتان منها على يد الهلال الذي حقق أمامه بطولتي كأس الكوؤس العربية 2000 والنخبة العربية 2001 خلافاً للبطولات المحلية التي راح النصر فيها يمثل الطريق السريع للبطولات الهلالية، وراح ذلك المشجع يبحث عن أي سقوط للهلال ليفرح بعدما حرمه فريقه الفرحه لسنوات!!؟؟ اما المشجع الأهلاوي فيبدو بحال أفضل من زميله النصراوي كون فريقه تحسنت حالته بعض الشيء بسبب بطولتي كأس الملك للأبطال في العامين الأخيرين، ولكنه ظل يعاني من وجود الهلال ومراقبته لحظة بلحظة لعله يتشفى من سقوطه بالرغم من أن فريقه لم يفرح على المستوى الآسيوي أبداً من خلال 8 مشاركات آسيوية سابقة بخلاف مشاركته الحالية والتي تعتبر التاسعة، كما أن الفريق الأهلاوي خرج خالي الوفاض هذا الموسم وتاريخه مع بطولة الدوري متوقف منذ 29 سنة لم يتذوق خلالها أي بطولة للدوري ومع ذلك يضع نفسه في مقارنة مع الهلال!!؟ فيما المشجع الاتحادي الذي عاش الأمرين هذا العام بشكل كبير قبل عملية التصحيح التي شاهدناها، هذا المشجع الذي وضع الهلال معياراً له ربما لا يعلم بأن فريقه بعد تحقيقه لدوري أبطال آسيا 2005 شارك في 10 بطولات خارجية لم يحقق أي بطولة خلالها كما أنه ابتعد عن بطولة الدوري لأربع سنوات متتالية لم يحقق خلال هذه السنوات الأربع سوى بطولة وحيدة فقط.. وفي الجانب الشبابي نجد أن فريقه قد شارك في 11 بطولة خارجية لم ينجح في تحقيق أي بطولة منها ولكن الضغوطات أقل في الجانب الشبابي بسبب جماهيريته غير الكبيرة مقارنة بالفرق الثلاثة الأخرى.. أما في الجانب الهلالي فظل عاجزاً عن البطولات الخارجية التي شارك فيها ولكنه واصل سيطرته على البطولات المحلية وبتفوق ووسع الفارق البطولي مع البقية.. قائل يقول: إن الهلال الأكثر مشاركة في البطولات الخارجية وهذا عين الواقع لأن مشاركاته تتويج لأحقية بالبطولات التي يتلهمها محلياً، وعلى هؤلاء حرمان الهلال من البطولات المحلية لكي يتسنى لهم المشاركة بدلاً منه!؟ المحصلة الهلالية تقول أن مشاركته جاءت في 15 بطولة خارجية من بعد تحقيقه لآخر بطولة خارجية وهي فوزه ببطولة كأس الكؤوس الآسيوية 2002، ولم ينجح في تحقيق أي بطولة خارجية طوال العشر سنوات الماضية ولكنه يحقق البطولات المحلية، بعكس تلك الفرق التي لم تحقق أي منجزات محلية، ومع ذلك شاركت في بطولات خارجية جاءت بالترشيح تارة وبسبب احتلاله لمراكز متأخرة تارة أخرى ليتم ترشيحه لبطولتي دوري أبطال العرب والخليج كمكافأة تشجيعية!!؟؟ أخيراً هذا الكبير الزعيم الهلالي وبالرغم من كم الأخطاء سواء على الجانب الإداري أو الفني أو حتى على مستوى اللاعبين والذي تسبب في خروجه من المحفل الآسيوي وبعده عن الدوري لسنتين متتاليتين، إلا أنه ظل غصة في حلوق الآخرين وهو في يقدم أسوأ مستوياته منذ سنوات واستطاع تسجيل اسمه في سجل الأبطال كالعادة في كل موسم ببطولة كاس ولي العهد، فيما بات الآخرون يقتانون فرحتهم بخسارة هلالية، كما أن المشجع الهلالي دوماً ما يقف مع الكيان ولا يلتفت لسفاسف الأمور وصغائرها ولا يقيم حفلات لسقوط الآخرين بل دائماً ما يطالب بالتصحيح لأنه يريد فريقه دوماً في القمة ولا ينتظر الفرحة سوى من فريقه لا من الآخرين وهذا سر من أسرار عظمة الهلال.