بعد أن أوضحنا في الحلقة الأولى أهم الإيجابيات التي شهدها الموسم الماضي بتأهل المنتخب السعودي لمونديال ألمانيا 2006 وعودة الجماهير السعودية للمدرجات بشكل لافت ومحبب من القائمين على الشؤون الرياضية، وانعكاس هذا الحضور على مستوى المسابقات المحلية، نواصل اليوم ذكر بعض الإيجابيات التي شهدها الموسم الماضي ولا تقل أهمية عن الإيجابيات السابق ذكرها، وهي تتعلق هذه المرة بمواصلة الأندية السعودية تميزها وتفوقها على المستويين العربي والآسيوي ممثلة في نادي الاتحاد، وتسجيل فريق الهلال تميزاً جديداً في مسيرته البطولية بتحقيق جميع بطولات الموسم بعد أن غاب عن البطولات المحلية الموسم الماضي. الاتحاد وتحقيق الحلم سجل الاتحاد اسمه من ذهب في سجل البطولات الآسيوية والعربية وهو يحقق هذين اللقبين المهمين والصعبين على رغم أن مسيرته التنافسية على اللقبين لم تكن ممهدة بالورد وسهلة المنال - كما يعتقد الكثيرون والقريبون من فريق الاتحاد المطعم بأبرز النجوم المحلية والخارجية - فما تعرض له"العميد"خلال نهائيات البطولة الآسيوية للأندية، وبالتحديد أمام الفريق الكوري لم يعطِ المؤشر الإيجابي على أن الفريق مؤهل لكسب اللقب، خصوصاً مباراته الأولى التي أقيمت على استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة وخسر نتيجتها بثلاثة أهداف في نتيجة محبطة للهمم، وهي النتيجة التي أعطت الفريق المنافس الأفضلية في مباراة الرد التي تقام على أرضه، وبين جماهيره ومنحته الكثير من الارتياح، خصوصاً أن فارق الأهداف سيكون في مصلحته في مباراة التتويج المنتظرة، ولكن جاءت مباراة الرد عاصفة وعنيفة من أبناء"العميد"على لاعبي الفريق الكوري وسجل الاتحاديون ملحمة كروية رائعة وقدموا مباراة تدرس لجميع اللاعبين أنه لا مستحيل في كرة القدم وأن العزيمة والإصرار يجب أن يكونا شعار كل لاعبي كرة القدم، وتمكن لاعبو"العميد"من كسب اللقاء بخمسة أهداف مكنتهم من تزعم أندية آسيا، وسجلوا اسم الكرة السعودية واسم ناديهم الاتحاد من ذهب في سجل البطولات الآسيوية، وأصبحت فرصة وجود ناد سعودي في كأس العالم للأندية قريبة جداً بوجود الاتحاد وشقيقه الأهلي المنتظر منهما تقديم هدية للكرة السعودية بتأهل أحدهما إلى المونديال المصغر في اليابان. وبعد أن فرغ الاتحاديون من مهام المنافسة الآسيوية بنجاحهم في تحقيق اللقب اتجهت طموحاتهم هذه المرة نحو اللقب العربي الغائب عن خزانتهم البطولية والذي انتظروه كثيراً ولكنه أخيراً رضخ لواقع"العميد"وتقبل أن ينضم إلى بقية كؤوس البطولات التي يتمتع بها سجل"العميد"البطولي بعد منافسة شرسة مع صاحب اللقب الأخير فريق الصفاقسي التونسي الذي وجد صعوبة، وهو يجابه الاتحاد خلال مباراتين تمكن أبناء"العميد"من حسم نتيجتهما باكراً وعلى أرض منافسهم في تونس كرغبة باكرة من الاتحاديين في كسب اللقب الغائب والقريب منهم، وكان شعارهم الوحيد"لا مجال للتفريط هذه المرة"واستطاعوا الحصول على مرادهم مستوى ونتيجة وهو ما مكنهم من التربع على هرم الكرة العربية في إيجابية جديدة للموسم الماضي. الهلال أصرّ على الزعامة لم يختلف الهلال عن شقيقه الاتحاد سوى أنه تزعم الأندية المحلية بتحقيق جميع البطولات المحلية كنتاج إيجابي للعودة القوية للفريق الهلالي الغائب في الموسم الماضي عن تحقيق البطولات المحلية. وتركزت الجهود الزرقاء على خطف الألقاب المحلية والتضحية ببطولة دوري الأبطال العرب وهي البطولة الوحيدة الخارجية التي يشارك فيها والتي دخلت على خط المنافسات المحلية له خصوصاً قبل نهائي كأس ولي العهد أمام فريق القادسية. وكانت جهود الإدارة الهلالية واضحة المعالم على رغبتها في ترميم خطوط الفريق من بداية الموسم بدعمه باللاعبين المميزين، سواءً المحليين أو الأجانب واستقطاب جهاز فني قادر على ترجمة هذه الجهود على أرض الواقع، وبالفعل كانت النتائج والبطولات المحلية جميعها الدليل القاطع على حال الاستقرار التي شهدها الفريق في هذا الموسم. وتعتبر هذه الإنجازات الخاصة بالفريق الهلالي من إيجابيات الموسم لفريق تمكن من السيطرة المطلقة على جميع ألقاب الموسم المحلي ويتضح كذلك أن العمل الجاد والالتفاف الشرفي أبرز عناصر التفوق والتميز، وهذا ما أراده محبو الهلال.