بعيدا عن المثاليات الزائدة، وبعيدا عن المديح المبالغ فيه، اسمحوا لي يا من تروجون لهذه المقولة إنكم خالفتم الواقع والحقيقة تماما، ولن أشارككم فيما ذهبتم إليه بأن الهلال فريق محظوظ يرافقه الحظ أينما حل وارتحل. ما يحدث مع الهلال طبيعي لفريق تم العمل عليه منذ سنوات طويلة، ترسخت في داخله ثقافة تقوم على أن الهلال فريق بطولات لديه شخصية البطل لا يمكن أن يقبل الخسارة بسهولة مهما تكالبت عليه ظروف الغيابات والقناعات الفنية، وحتى إن اجتمع معها أخطاء تحكيمية وغيرها. موقعة الوداد المغربي هي امتداد لمواجهات كثيرة خاضها الهلال بظروف قاسية مر بها وتجاوزها بكل اقتدار وليس بالحظ كما يروجون لذلك، بل بمنظومة عمل متكاملة تقوم على شعار "لن نتركك تسقط مهما كلف الأمر يا هلال". في مواجهة الوداد قدم الهلال درسا مفاده قيمة الكيان والقتالية من أجله للوصول إلى أهدافك مهما كنت تلعب خارج أرضك وأمام جماهير غير عادية بقيمة وقوة وتشجيع جماهير الوداد، وفي محفل عالمي، وغيابات ليست عادية ولحقتها إصابة أهم لاعب في الفريق، ثم التجاوزات التحكيمية. ولن أنسى المدرب الأرجنتيني رامون دياز والتغير الكبير الذي حصل في طريقة إدارته للمباريات واستمراره على بعض القناعات الخاطئة، ولكنه محظوظ بهذه الكتيبة من لاعبين أبطال حملوا على عاتقهم شعار فريقهم ومسؤولية تمثيل وطنهم ليحققوا نتيجة مشرفة أمام الوداد. واليوم تنتظر الهلال مهمة ليست عادية أمام فريق قوي وصعب ومن أفضل فرق أميركا الجنوبية، وبإذن الله سيكون لنجوم الأزرق الهلالي كلمتهم في وسط الميدان إذا ما واصلوا روحهم القتالية العالية نفسها، وإصرارهم لتجاوز خصمهم نحو النهائي، وهذا الأمر ليس صعبا لفريق اعتاد الإنجازات والبطولات. * نقاط آخر السطر: وفقت الإدارة الاتحادية كثيرا بالتعاقد مع المدرب نونو سانتو، والذي كانت أولى خطواته إعادة شخصية الاتحاد في أرضية الميدان، وأصبح الاتحاد قادرا على الحضور المميز دفاعا وهجوما وتحقيق الانتصار في أصعب أوقات اللقاء كما حدث أمام الطائي. تركيبية الاتحاد الحالية بقيادة غروهي وحجازي وشراحيلي ومهند وطارق حامد وبرونو وكورنادو وروما وحمدالله قدمت اتحادا مختلفا هذا الموسم رغم ظروف الإصابات وضعف دكة البدلاء، ولكن نونو نجح بامتياز في التوصل لهذه التوليفة المثالية. في الاتحاد أعداء الفرح تجدهم في كل انتصار للفريق يحاولون سحبه إلى خارج أرض الملعب بافتعال المشكلات والبحث عن الخلافات وإثارة مشكلات قديمة لا تقدم ولا تؤخر، والمفترض أن يصبح هؤلاء مكشوفون أمام الجماهير الاتحادية ووضع حد لتصرفاتهم المستمرة. يبدو أن المحترف البرازيلي في صفوف النصر تاليسكا يعيش ضغطا نفسيا بعد أن سحب البرتغالي كريستيانو رونالدو البساط من تحت قدميه وما طرده الأخير أمام الفتح إلا دليل على ذلك، وعلى إدارة النصر أن تدرك ذلك جيدا فاللاعب يقوم بدور كبير في الفريق وحضوره أفضل من البرتغالي ولكن النفس البشرية هذا طبعها.