ما أن يخرج المسافرون من مطاراتنا إلا ويتلقفهم "الكدادة" في منظر غير حضاري، رأيت كدادة يتفاوضون مع مسافرين من خلف الحواجز الزجاجية قبل خروجهم من صالة القدوم، يمارسون هذا العمل يوميا وعلى مدار الساعة بكل ثقة وبلا خوف، تجدهم يجوبون صالات المطار بحثا عن الركاب على مرأى ومسمع رجال الأمن وكاميرات المراقبة، ولولا علمهم المسبق بأن العقاب لن يطالهم لما تجرؤوا على فعل ذلك. للأسف الكثير منهم يعطي انطباعا سيئا عن المملكة سواء بالتعامل غير اللبق أو بالأسعار العالية ناهيك عن نظافة المركبة وتوفر معايير السلامة، حكى لي سائح أجنبي عن تجربته مع الكدادة يقول استقبلني أحدهم في صالة القدوم وقال لي هل تريد تاكسي فأجبته بنعم، أخذ مني الحقائب ومشيت خلفه، قلت في نفسي وأنا مسرور هذه خدمة رائعة أن يستقبلني سائق التاكسي، وأردف يقول قطعنا مسافات طويلة في مواقف متعددة الطوابق حتى وصلنا إلى موقع المركبة بعد جهد جهيد وحر شديد، كانت المركبة قديمة ومقاعدها مهترئة، ركبت على مضض لكي لا أعود إلى المسار الشاق الذي سلكته، ثم علمت لاحقا أني وقعت ضحية لسائق غير مصرح له بخدمة النقل. المملكة مقبلة على نهضة سياحية كبيرة تنفق عليها الحكومة مليارات الريالات من أجل استقطاب ملايين الزائرين سنويا والانطباع الأول الذي يرتسم في ذهن السائح هو تجربته في منفذ الدخول ولذلك تحرص الدول على تحسين هذه التجربة من خلال سرعة الإجراءات وحسن الاستقبال وجودة خدمات النقل، لدينا مشكلة في تصميم بعض مطاراتنا ويجب معالجتها وهي أن خدمات التاكسي والنقل التشاركي بعيدة عن صالات الاستقبال وقد تكون في الطوابق السفلية وهذا ما يجعل الزائر يعتقد أن "الكدادة" من مقدمي خدمات النقل في المطارات السعودية، مسؤولو وزارة النقل والمرور هل يعلمون عن هذه التجارب السلبية التي يتعرض لها المسافرون؟ أكاد أجزم أنه لا يوجد مسؤول لم يرى الكدادة عند بوابات المطار، فتجاهلهم لهذه الظاهرة التي تشوه تجربة القادمين إلى السعودية فيها إخلال بالمسؤولية وتمكين لمخالفي الأنظمة.