علَّق الراحل غازي القصيبي - رحمه الله - في مقابلة تلفزيونية على مسألة (قطع الأرزاق) قائلاً: أرجو أن ألقى ربي دون التسبب بقطع رزق (شرعي ونظامي) لمواطن، أما المُخالفين فإنني أرجو أن ألقى الله، وقد منعتهم من الاستمرار في المُخالفة، وهذه حكمة (قيادي مُحنَّك) تدل على أن العاطفة عدو للنجاح!. الظاهرة المشتركة بين معظم مطاراتنا اليوم هم (الكدادة)، الذين نتعامل معهم بعاطفة، لا أعرف هل ستستمر مع تطور مطاراتنا، أم لا؟!. بمجرد وصولك لمطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، يستقبلك الكدادة (بزفة حجازية مُعتبرة) من بوابة الخروج بالصالة، وحتى المواقف الخارجية، وأنت تستمع للمغريات واحدة تلو الأخرى: (تاكسي ياسِيدي)، مرحباً (الحرم) باقي راكب ونحرّك، صلي على نبيك (حخدمك) عندك سكن وإلا ندبرك؟!. أما في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، فبمجرد ظهور (ملامحك) من بوابة الخروج في صالة القدوم، ستجد (عشرات الأسود) تزأر في وجهك (دفعة واحدة): وين تبا يالطيب؟ تعال معي (كامري جديدة)؟.. يالحبيب سيارة؟.. يالخو مشوار لحالك؟.. تفضل يا خوي معنا (حنا أفضل من الأجنبي)، وفجأة تجد أحدهم وهو يحتجز جوازات (4 عمال) من القادمين للتو ويقول: علامكم ما تشجعون السعودة؟ ترانا نكد على (بيوت وراعين)؟!. كل من سبق لا يملكون رخصة (سيارة أجرة) هم بحسب قاعدة الراحل أعلاه (مخالفون)، ولكن لأن العاطفة حاضرة سيبقون، فما الحل إذاً؟!. هناك أكثر من سيناريو مقترح، الأول أن تستفيد (هيئة السياحة) من الموقف، بتحويل هؤلاء إلى (أصدقاء السائح)، بتأهيلهم لكيفية الاستقبال والإرشاد والتسويق السياحي - دون تكلفة عليها - ويتم معرفة هوياتهم من (الناحية الأمنية) ووضع قوائم لهم، لمنع العشوائية الحاصلة الآن، ومنحهم تصاريح تخوّلهم بالتحدث وتقديم الخدمات للقادمين، لأن هؤلاء سيعملون (كمرشدين سياحيين) بوقت جزئي وبشروط ميسرة، وهنا نقضي على الظاهرة العشوائية، ونمنحهم فرصة للكسب المُحترم وفق آلية مراقبة مُعتبرة ومُنظمة، تشمل نقل المسافر (بالسيارة المؤهلة)!. السيناريو الثاني المفقود أن القادم إلى مطاراتنا، لا يملك قرار اختيار (سيارة الأجرة) قبل خروجه من صالة القدوم، بمعنى أن تكون هناك لوحة (سيارات الأجرة فقط)، ومسار خاص للخروج مباشرة لسيارات الأجرة، أو على الأقل وضع (كاونتر للفواتير) داخل (صالة القدوم) ليخرج المسافر (للبوابة الخارجية)، وقد حصل على فاتورة ليركب مع (أول تاكسي نظامي) يقف في الطابور!. الأمور ضائعة مع (الكدادة) بين (المرور)، و (إدارة المطار)، وسط غياب (وزارة النقل)، بينما الحل لدى (هيئة السياحة)؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.