لا أعرف هل من يمتنع عن الاعتماد على (حسبة عداد) سيارة الأجرة الراكب أم السائق؟ -في ظني- أنَّ الراكب هو المتضرِّر الأول من العملية لأنَّ مسافات المدن عندنا بعيدة، وطرقاتنا طويلة، إضافة لكون التعرفة تحتاج لإعادة تقييم لتصبح قيمة (الرحلة) مقبولة عند الجميع، أخشى أنَّ إلزام وزارة النقل في لائحتها المُحدَّثة بتشغيل العداد في كل رحلة (سيبقى صورياً) ما لم يتم وضع تسعيرة عادلة لجميع الأطراف في المشاوير (القريبة، والبعيدة)، صحيح أنَّ تشغيل العداد حالة صحية وضرورة تنظيمية وحضارية مع قدوم السياح، ولكن التطبيق سيبقى مُختلفاً حتى لو (أغريت الراكب) بأنَّ الرحلة مجانية إذا لم يلتزم السائق بتشغيل العداد. وزارة النقل مشكورة أعادت تنظيم عمل سيارات الأجرة (العامة والعائلية وأجرة المطار) وهي خطوة إيجابية، ولكن ما زال أمامها -برأيي- استحقاق مهم لتنظيم عمل (الكدَّادة) في المطارات- وهم الأفراد الذين ينقلون المسافرين بسياراتهم الخاصة- وهي ظاهرة عالمية في كل المطارات تقريباً، ولكنها لدينا تمارس بطريقة عشوائية وعلنية تقريباً، لا تتناسب مع شكل مطاراتنا الجديدة ونوعية القادمين إليها، لذا فهي تحتاج تدخل لتنظيم عمل هؤلاء واستيعابهم، وقد سبق أن قدمت هنا مقترحات آخرها في20 يوليو 2017 بعنوان (الحل لاستيعاب وتنظيم كدَّادة المطار)، ومن ذلك إطلاق خدمة (أصدقاء المطار) بالتعاون بين الوزارة والمرور وإدارة المطار للاستفادة من الشباب السعوديين المُمارسين لهذا العمل وتحويلهم من (ظاهرة سلبية) إلى حل إيجابي، بتنظيم عملهم والترخيص لنشاطهم الفردي، واشتراط حصولهم على دورات سريعة في كيفية الاستقبال ووضع ضوابط للسيارة والزي، حتى يصبح هؤلاء بمثابة مرشدين سياحيين وأدلاء لمُساعدة السائح والقادم والمسافر حتى لو كان من داخل المملكة، سنمنح بذلك شبابنا فرص عمل جديدة، ودخلاً إضافياً، وسيصبحون (واجهة مُشرفة) يعملون في وضح النهار وأمام الأعين بكل ثقة، بدلاً من تركهم حبيسي العشوائية والتخفي وإزعاج المسافرين بصورة غير حضارية. تخيل لو أنَّ لهؤلاء (كاونترات ومواقف خاصة)، ومعلوماتهم مسجَّلة ومنظَّمة؟ يشعر من خلالها المُسافر والسائق بالأمان والراحة، أعتقد أنَّ الصورة النهائية للمطارات وصالات القدوم ستكون مُغايرة تماماً لما هي عليه الآن، فأعداد المسافرين والقادمين لمطاراتنا تستوعب عمل شركات الأجرة والتاكسي الذكي وخدمات هؤلاء معاً. وعلى دروب الخير نلتقي.