أعلن عدد من كبار المسؤولين الأوكرانيين استقالاتهم الثلاثاء بعد أن كشفت وسائل الإعلام عن فضائح فساد بعمليات شراء إمدادات للجيش بأسعار مبالغ بها وفق ما ذكرت السلطات، في وقت تواصل روسيا هجومها العسكري على البلد. ومن بين المسؤولين المستقيلين نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجستي للقوات المسلحة ومساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو ونائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو. وأكدت وزارة الدفاع في بيان "وإن كانت هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة" فإن مغادرة شابوفالوف "سيسمح بالحفاظ على ثقة المجتمع والشركاء الدوليين وكذلك ضمان موضوعية" الجهود الرامية إلى الكشف عن ملابسات هذه القضية. ويأتي ذلك بعد أن أقالت الحكومة نائب وزير تنمية البلديات فاسيل لوزينسكي بشبهة تلقيه رشوة بقيمة 400 ألف دولار "لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها"، بينما تواجه أوكرانيا نقصًا في الكهرباء. وبرز تيموشينكو، أحد المتعاونين القلائل مع الرئيس منذ انتخاب فولوديمير زيلينسكي في عام 2019 والذي أشرف بشكل خاص على مشاريع إعادة إعمار المنشآت التي تضررت من القصف الروسي، في عدد من الفضائح قبل غزو موسكو وخلاله. في أكتوبر، اتُهم خاصة باستخدام سيارة دفع رباعي منحتها مجموعة جنرال موتورز لأوكرانيا لأغراض إنسانية. وبعد الكشف عن ذلك، أعلن تيموشينكو نقل السيارة إلى منطقة قريبة من خط المواجهة. فيما اتهمت صحيفة "أوكراينسكا برافدا" الأوكرانية النافذة سيمونينكو بأنه سافر مؤخرًا إلى إسبانيا في إجازة، في حين يحظر على الرجال الأوكرانيين في سن القتال السفر إلى الخارج إلا لأغراض مهنية. وبحسب الصحيفة، ذهب على متن سيارة مملوكة لرجل أعمال أوكراني يرافقه الحارس الشخصي لهذا الأخير. وكان زيلينسكي قد أعلن مساء الاثنين أن مجموعة من المسؤولين الأوكرانيين سيغادرون مناصبهم.من جانب أخر قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) الثلاثاء إن حرب روسيا في أوكرانيا أثرت على تعليم أكثر من 5 ملايين طفل. وقالت اليونيسف إن الصراع المستمر منذ 11 شهرا أدى إلى تفاقم المشاكل الرئيسية في قطاع التعليم في أوكرانيا بسبب جائحة فيروس كورونا. والوضع أسوأ بالنسبة للأطفال في شرقي أوكرانيا، حيث تستعر الحرب منذ ثماني سنوات. وأدى القتال في المناطق السكنية إلى تضرر أو تدمير آلاف المدارس والمرافق التعليمية الأخرى في جميع أنحاء البلاد. وفي الوقت نفسه، يتردد العديد من الآباء في إرسال أطفالهم إلى المدارس لأسباب تتعلق بالسلامة، وفقا ل "يونيسيف". وفي حين أن أكثر من 1,9 مليون طفل كانوا يحصلون على "فرص التعلم عبر الإنترنت" وتم تسجيل 1,3 مليون طفل في مجموعة من الدروس ذات الحضور الشخصي والافتراضية، تسببت الهجمات الأخيرة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، مما يعني أنه حتى الوصول إلى التعلم الافتراضي يمثل تحديا. وقالت سونيا خوش، مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في أوكرانيا: "لقد أُجبر ملايين الطلاب على التعلم من المنازل بسبب التهديد الدائم للقصف والضربات الصاروخية، والآن تضعف قدرتهم على الدراسة عبر الإنترنت بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت المتكرر". ووفقا للمنظمة، فقد تم تدمير مدرسة في أوكرانيا كل يومين منذ بداية العام الدراسي. وقالت منظمة إنقاذ الطفولة نقلا عن أرقام من وزارة التعليم والعلوم الأوكرانية إن ما مجموعه 3025 منشأة تعليمية، بما في ذلك المدارس ورياض الأطفال والجامعات، تعرضت للقصف منذ أن بدأت روسيا غزو أوكرانيا في فبراير الماضي، مع تدمير 406 منها بالكامل. وفي الوقت نفسه، فإن اثنين من ثلاثة أطفال لاجئين أوكرانيين يعيشون في الخارج غير مسجلين حاليا في نظام التعليم في البلد المضيف، حسبما ذكرت اليونيسف. وقالت أفشان خان، المديرة الإقليمية لليونيسف في أوروبا وآسيا الوسطى: "توفر المدارس وأماكن التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة إحساسا حاسما بالكيان والسلامة للأطفال، وقد يكون لفقدان التعلم عواقب مدى الحياة". وأضافت: "لا يوجد زر إيقاف مؤقت. وليس من الخيارات ببساطة تأجيل تعليم الأطفال والعودة إليه بمجرد معالجة الأولويات الأخرى، دون المخاطرة بمستقبل جيل بأكمله". .