عند مراجعة وتصفح قواميس اللغة العربية ونبحث عن مرادفات كلمة"الإبداع" لغويا واصطلاحاً، فنجد عدة مرادفات لها في الجانب اللغوي مثل" الإتقان، الإبتكار المحدث، الإجادة.."، أما اصطلاحاً فمعنى كلمة الإبداع هو الإتيان بجديد أو إعادة تقديم القديم بصورة جديدة وغريبة، وهو الأمر الذي ينطبق على مونديال قطر 2022 عند تعريفه، فهذا المونديال جاء مختلفا عن باقي المونديالات منذ أزيد من تسعين سنة خلت، فأبدعت قطر في تقديم مونديال بصورة جديدة في موعده وملاعبه ومرافقه "وتكنولوجيا التحكيم"، وكان استثنائيا عن باقي النسخ الماضية في معظم المجالات، وأنا بعيد عن قطر بمسافة تزيد عن 6000 كم منبهر بالأجواء واللحظات التي تنقلها الشاشات والمحطات وكأنني أعيش اللحظة، فما بالك بمن عايش الأجواء عن قرب، تغطيات هنا وهناك نقلت للعالم إبداع قطر والدوحة والوكرة والريان ولوسيل ثانية بثانية، شاشات وقنوات نقلت للجمهور الأجواء المونديالية الخرافية، من تنظيم أمني محكم مرورا بجمال بيئة وعمران وحدائق دولة قطر، تصريحات لضيوف قطر الإبداع عن كرم الضيافة وحسن المعاملة، فكانت ردّا جميلا وشهودا لمن لا شهود لهم، فغيّر الآلاف من البشر نظرتهم "السلبية" عن العرب والمسلمين بل واعتنق آخرون الإسلام ونشروا قيمه الإنسانية الراقية. قطر أبدعت في هذا المونديال من حيث الجوانب "المعاملاتية" والإنسانية والأخلاقية من استضافة وضيافة وإحسان للبشر والحجر، أبدعت أيضا من حيث الجوانب المعمارية والثقافية والرياضية والسياحية. نعم.. حققت قطر عدة نجاحات، ولم يذهب تعبها سدى فمنذ أن فازت بشرف تنظيم المونديال عام 2010 وهي تسعى دون كلل، وغامرت فأصابت، وجاءت النتيجة الإيجابية بقطف ثمار وسنابل النجاح وكسب ود الشعوب والقبائل، وقدمت صورة حسنة لنفسها وللعالمين العربي والإسلامي اللذَين كانت تضرب سمعتهما شمالا ويمينا، وضربت 5عصافير بحجر واحد بهذا المونديال، فنجح مونديالها، وروجت للسياحة وروجت لثقافاتها وعاداتها وملابسها وأُكلاتها وسماحة دينها وأخلاق شعبها، وكانت مسرحا لتبادل الثقافات والألسنة بين شعوب القارات الخمس، قطر أبدعت في الماضي والحاضر وستبدع حتما في المستقبل في استضافة واحتضان تظاهرات رياضية وثقافية وإنسانية ضخمة أخرى.. ولم لا، احتضان نسخة من الألعاب الأولمبية، نعم.. قطر أبدعت وضربت 5عصافير بحجر واحد.