لقد قال قضاء العربدة في نظام الملالي إنه جاسوس ومفسد في الأرض! فهل كان علي رضا أكبري البريطاني الجنسية والمعاون السابق لوزير الدفاع الإيراني وأحد رجال خاتمي الذي أعدمه نظام ولي الفقيه الجاسوس والمفسد الوحيد في الأرض من ذوي المراتب في النظام؟ هل من الممكن أن يكون هناك جواسيس أكبر منه مرتبة في هذا النظام الذي يدعي القوة والتماسك، بمعنى جواسيس بدرجة وزير أو أعلى، أو قادة في الحرس؟ أليس للإفساد في الأرض معنى أكبر عندما يتعلق الأمر ببريطاني الجنسية وتم تعيينه كمسؤول في زمن خاتمي؟ هل جملة الإفساد في الأرض جملة فضفاضة إلى هذا الحد تنطبق على المتظاهر الأعزل صاحب الرأي يستحق القتل أو الاغتصاب أو الاغتيال ولا نسمع للغرب صدىً كما سمعناه من الغرب الذي لا يئن صراحة إلا لما يعنيه فقط. وفي باقي القضايا يكيل بمليار مكيال إن استطاع! أيسمح ويتغاضى الغرب عن إعدام 30 ألف سجين سياسي في مجزرة إبادة جماعية يندى لها جبين العالم الحر (العالم الحر فقط) ولم يكن فيهم جاسوس واحد ولا قاتل ولا خائن بل كان فيهم من أتم أحكاما بالسجن وينتظر لحظات الإفراج عنه وبدلا من أن يذهب إلى بيته ذهب إلى مقاصل الإعدام؟ وتغاضى الغرب عن كل ذلك وتغاضت عنه المؤسسات الدولية التي يهيمن الغرب على قرارها وتوجهها ولم يعتبروها حتى الآن جريمة إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية علما بأن الخبراء يصنفونها في هذا الإطار وصنف الغرب نفسه جرائم أقل منها بأشد التصنيفات. ونعود إلى ملالي الرذيلة والضلال والكذب الإدعاء، ألستم من يقول وينعق بشعارات الاستكبار وأهلكتمونا بتلك الشعارات حتى غررتم بالبعض وانخدع بكم وصدقكم، فكيف تم تعيين شخص بريطاني الجنسية من الاستكبار العالمي على حد وصفكم وتعبيركم في هذا المنصب في حين لا تعطون بيان ولادة رسمي لطفل عراقي ولد تحت مظلة حكمكم؟! كيف تم تعيينه إن لم يكن مجاملة للغرب من مجاملات خاتمي الذي شبِع فسادا في الأرض بعمامته السوداء التي جاب بها الأرض ينشر الكذب والباطل ويأمر الغرب أكتبوا عندكم هذا إرهابي واكتبوا عندكم هذا لديه كذا، وذاك كذا واسجنوا كل من ذكرنا بسوء وكل من عادانا وتراقص الغرب طائعا مستجيبا تحت أنغام ألحان خاتمي ونظامه وأفلت نظام ولاية الفقيه من العقاب أكثر من 43 سنة بفضل هذا التراقص والتناغم والكيل بمليار مكيال. ويوم يفرضون على شركائهم الملالي عقوبات ما يهدونهم دولة كالعراق أو يجبرون كسرهم لاحقا جبرا كريما ككم المليارات التي حصل عليها الملالي من الإدارة الأميركية في حقبة أوباما، أو بتقنية الطائرات المسيرة التي تهدد العالم الآن، أو كالسبعة مليارت دولار التي أُفرِج عنها من سيؤول أو إعادة الولاة التابعين لخامنئي في العراق إلى عرش السلطة والسلب والنهب وتهريب نفط الملالي خارج القوانين في ظل العقوبات، أو غيرها وغيرها. اليوم يصرخ الغرب لإعدام الإيراني علي رضا أكبري لأنه بريطاني الجنسية أما بقية المعدمين ويعدمهم نظام الملالي بعشرات الآلاف فلا يعنون الغرب في شيء، وأما الذين يقتلهم نظام الملالي في العراق واليمن وسورية ولبنان فلا أهمية لهم ووجودهم على ظاهر الأرض خطيئة والأولى دفنهم، أما ما يحصده العرب من أموال فيجب سلبها وابتزازها في مبيعات السلاح لمواجهة القوة العسكرية التي تعمل بالنيابة عن نظام الملالي وتحقق رغبات ومخططات وطموح خامنئي كميليشيات الحوثي وميليشيات الحشد في العراق وغيرها من الميليشيات في سورية ولبنان وكذلك حقائق قائمة على الأرض. إن كان علي رضا أكبري جاسوسا ومفسدا في الأرض فهو ليس الجاسوس والمفسد الوحيد في الأرض فاتهام الخصوم السياسيين بالإرهاب والإفساد في الأرض وقتل الأبرياء أكثر من إفساد في الأرض، وماذا تسمون قتل الأطفال والنساء، ومنع الماء وسبل الحياة عن البشر، ماذا تسمون إعدام شخص على رأي ومطلب مشروعين والتنكيل بالبشر وبأعراضها وأرواحها وقتل المتظاهرين والبطش بهم وقتل فتاة على ملابسها واغتصاب الأخريات بحجة الإصلاح، هل تسمون كل ذلك إصلاحا في الأرض، وهل يتم الإصلاح بالقتل والإفساد ونشر وتشريع الرذيلة وتبريرها؟ إن كان هناك من يجب محاكمته بتهمة الإفساد في الأرض فهو نظام ولاية الفقيه ومن تبعها من أعلى قمة الهرم إلى قاعدته. الجواسيس العاملون في جسد وقلب النظام على أعلى المستويات وقد اعترف النظام نفسه بذلك وأعدم الكثير منهم وما زال البعض ممن لم يُفتضح أمره بعد قيد الاعتقال وقد فُضِح أمر بعضهم في حريق سجن إيفين المفتعل الذي راح ضحيته أسرى أبرياء (سجناء عُزل، بحكم الأسر، يقتلونهم رميا برصاص القناصة والبنادق دون محاكمة). ولم يقتصر وجود جواسيس في صلب النظام على الجيش بل وصل إلى قلب حرس خامنئي وجهاز المخابرات والشرطة، وقد تكون في الرئاسة أيضا، وتدخل دول وتسرح وتمرح في قلب طهران وتحمل معها أرشيف معلومات النظام وتذهب بكل سهولة وبساطة، وفي كل الأحوال لا يتم إعدام هؤلاء إلا فضيحة تمس المعدوم بالخيانة وتم سلطات النظام بالفساد والضعف والتدهور، والفضيحة تمس الغرب وتكشفه للعلن لأنه يكيل بمكيالين في تقيمه للإنسان أحدهم على قدر عالٍ من الأهمية يجب الصراخ من أجله والثاني لا قيمة يمكنهم أن يصرحوا لأجله. الوجه الآخر للحقيقة على الجانب الآخر من الصورة لإعدام علي رضا أكبري وهو المرجح أن إعدامه ليس لأنه جاسوس بل قد يكون في إطار صراع الضباع والتصفيات الجارية في النظام خاصة إذا كانت المعلومات والتقارير صادرة عن وزارة مخابرات الملالي. لا نعلم على أي دين وملة تلك الطغمة الحاكمة المتجبرة في إيران، لكننا نعلم أنهم يدركون أن نهايتهم قريبة وأن ما فعلوه دينٌ واجب السداد وسيسددونه عاجلا أم آجلا.