كشف استطلاع حديث للرأي أن غالبية الألمان يعتقدون أن أجهزة الاستخبارات في بلدهم، ليست معدة بشكل مناسب لدرء خطر الجواسيس الأجانب. وقد يكون أحد أسباب هذا التقييم هو اعتقال عميل مزدوج مشتبه به لدى وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية قبل فترة وجيزة من الكريسماس. ويُشتبه في أن الموظف، الذي عمل منذ سنوات طويلة لدى وكالة الاستخبارات الخارجية، قد نقل معلومات سرية إلى جهاز استخبارات روسي. ويواجه الموظف اتهامات بخيانة الدولة الألمانية. وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد "يوجوف" لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من وكالة الأنباء الألمانية رأى 55% من الألمان أن أجهزة الاستخبارات الألمانية لا ترقى إلى مستوى التحديات الحالية، بينما رأى العكس 20% فقط. ونظرا لأن أجهزة الاستخبارات غير مرئية للمواطنين في الحياة اليومية على غرار الشرطة على سبيل المثال، لم يتمكن 25% من الذين شملهم الاستطلاع من تقييم أداء الاستخبارات. يُذكر أن آخر عميل مزدوج لدى الاستخبارات الخارجية الألمانية تم الكشف عنه عام 2014 وبعد عامين حُكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات لتجسسه لصالح الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه). وأشار الاستطلاع إلى أن أنصار التحالف المسيحي وحزب الخضر والحزب الاشتراكي الديمقراطي لديهم ثقة أكبر في أجهزة استخبارات بلدهم، من أنصار حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي وحزب اليسار. ولا يُعتبر ذلك مفاجئا، حيث يطالب حزب اليسار بإلغاء هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، ويحاول "البديل الألماني" الدفاع عن نفسه قضائيا حاليا ضد تصنيف الهيئة له كحالة اشتباه في نطاق اليمين المتطرف، وهو القرار الذي أيديته محكمة كولونيا الإدارية.