يمر علينا العديد من الأفكار ومن بينها فكرة ملحة تأتي مراراً وتكراراً، وتحرك مشاعرنا ونشعر معها كأنها جزء منا، ربما تكون عن هدف ما يظل يراودنا دائما، بعضنا يقتنص هذه الفكرة ويتعمق في هذا الإحساس فيكون أجمل شيء سعى له وتحقق، وبعضنا يتغافل عن هذا الإحساس الملح. هذه الأفكار والأحاسيس الملحة ربما تكون إلهاما يفتح الخير الكبير لنا فهي لم تأت عبثاً هناك نصيب منها لنا. كم مرة كان لدينا هدف ما أو فكرة عمل مشروع نشعر بقربه منا وأنه يمثلنا وفعلا هذا ما نريده ولكن أحيانا تحدثنا بالصوت العالي أمام الآخرين يهبط تلك العزيمة ويخفض وهج هذه الفكرة. البعض منا عندما يعبر ويتحدث عن هدفه أو ما يريد تحقيقه يفقد الهمة والعزيمة والدافعية وكأنه اكتفى بالتحدث والشعور لهذه الفكرة وبداخله يشعر وكأنه حققها لكنه لم ينجز على أرض الواقع ثم يستغرب من نفسه لماذا اختفت الدافعية والقوة في تحقيقها على أرض الواقع. يوجد عدة أسباب لذلك: ربما من الأساس لم تكن فكرة حقيقية يؤمن بها تحدث بها ثم اختفى وهجها، وربما تماهى فقط مع الشعور أنه حققها شعوريا واكتفى في ذلك ولم يبذل الجهد في تطبيقها على أرض الواقع، وربما تحدث بها أمام الآخرين فأحبطوا حماسته ودافعيته بسبب آرائهم المختلفة. مهم معرفة أن كل فرد ينظر من منظوره الخاص حسب ما يؤمن بأهميته، أكبر عائق عندما نسمع للآخر ولا نسمع ما نؤمن نحن فيه. ما نراه نحن في حياتنا من أهمية يختلف عن ما يراه الآخر الكل حسب قناعته، كل ذلك يسبب التشتت والابتعاد عن الفكرة التي نؤمن بها ويضعف عزيمتنا في القدوم إليها. لذا عندما نؤمن بفكرة أو هدف علينا معرفة هل هو ما نريده حقيقة ثم نبدأ في جمع المعلومات عنه وحينها نبدأ الإجراءات والخطوات ومراحل عملية التطبيق. علينا الثقة في أنفسنا بالأشياء التي نريد تحقيقها لا نلتفت كثيرا حتى لا نصاب بالوهن والضعف في تطبيقها، كم منا كان لديه هدف وتخلى عنه بسبب رأي الآخرين وبعد فترة وجد أن الآخرين قد طبقوا هذه الفكرة وتبنوها ليس لسوء ربما غيروا قناعتهم فيما بعد هذا يعطينا درسا عندما نؤمن بما نريد نثق في أنفسنا وننطلق.