حققت المملكة قفزات كبرى في تعليم الكبار ومحو الأمية بجميع أشكالها القرائية والكتابية والثقافية والحضارية ونجحت في خفض نسبتها بشكل ملحوظ منذ انطلقت مسيرة تعليم الكبار عام 1374ه من 60 % إلى 3.7 % في هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. وتؤكد رؤية المملكة 2030 على أهمية الاستثمار الأمثل برأس المال البشري من خلال الاهتمام بالنظام التعليمي والأكاديمي وتمكين جميع فئات المجتمع من الحصول على التعليم المناسب. ويمثل اليوم العربي لمحو الأمّية الذي يصادف ال 8 من يناير من كل عام مناسبة مهمة للتعريف بأهمية التعليم ونشره على مستوى الأفراد والمجتمعات وتكثيف الجهود لزيادة قدرة الأشخاص على القراءة والكتابة وتعزيز إمكانيات المجتمع ورفعته من خلال صقله بالعلوم والمعرفة، وتطوير مفاهيمه وأدواته كي تتناسب مع الحراك التنموي من خلال الاستفادة من التقنية، التي منحت العالم فرصة أكبر نحو الاستزادة المعرفية. جهود فاعلة واتخذت المملكة جهوداً فاعلة في مواجهة الأمية، وتحقيق نتائج إيجابية مما جعلها تحظى بإشادة المنظمات الدولية والإقليمية في تجربتها للتصدي للأمية وإعداد البرامج النوعية لمكافحتها والتغلب عليها من أجل الوصول إلى مجتمع حيوي وحضاري، حيث اهتمت بدعوة الأميين للالتحاق ببرامج تعليم الكبار ومحو الأمية ضمن مشاريع عِدة، واستمرت الجهود في نشر العلم لتجعل التعليم ميسراً لجميع فئات المجتمع. تعليم الكبار واستمرت جهود التعليم خلال السنوات الماضية في افتتاح مدارس تعليم الكبار في المدن والقرى والهجر وذلك ضمن خطة وطنية تهدف للقضاء على الأمية وتعزز مفهوم التعلم المستمر والتعلم مدى الحياة، الذي تشدد عليه خطة التنمية المستدامة لعام 2030م. حملات صيفية وركزت خطط التعليم على برنامج الحملات الصيفية للتوعية ومحو الأمية، الذي ينفذ كل عام خلال فترة الصيف لمحو الأمية الأبجدية والحضارية وتعزيز الوعي البيئي والثقافي والاجتماعي والصحي لدى الأميين في المناطق النائية، إضافة لتنفيذ البرامج التدريبية عن بعد في مراكز الحي المتعلم وتصميم البرامج المتنوعة الخاصة بمحو الأمية وتعليم الكبار، وتنفيذ الدورات التي تناسب خصائص وتوجهات الكبار والإسهام في تحقيق مجتمع حيوي كأحد محاور رؤية 2030، وتقديم خدمات التعليم المستمر، وذلك بالتحوّل السريع إلى الخدمات الإلكترونية، من خلال قناة عين التعليمية الخاصة بالمرحلة الابتدائية في التعليم المستمر، وقنوات عين للمرحلتين المتوسطة والثانوية، ومنصة مدرستي للبث المباشر بالاضافة للعديد من المبادرات من إدارات وأقسام التعليم المستمر في جميع إدارات التعليم والتي ساهمت في تحقيق النجاح المنشود. أبرز البرامج ومن أبرز مبادرات وزارة التعليم خدمة برامج الحي المتعلم وهو برنامج تعليمي تدريبي يهتم بتنمية الأفراد عن طريق تعليمهم وتدريبهم على مهارات مهنية، حياتية وتوعوية ترفع من مستواهم ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً ليكونوا أعضاء فاعلين ومشاركين في التنمية، وبعد البرنامج أنموذج للتنمية المستدامة والطريق إلى التعلم مدى الحياة. إلى جانب خدمة قناة عين لتعليم الكبار ومواد الرائية تعليمية للكبار، وهي خدمة تبث البرامج التعليمية والدروس الخاصة بالطلاب عبر قناة تعليمية تخص طلاب تعليم الكبار. خدمات مرنة وشاملة ومن مبادرات الوزارة خدمة التسجيل في مجتمع بلا أمية، وهو برنامج تعليمي لمحو الأمية الأبجدية، يصل إلى الأمي في مكان وجودة في جميع مناطق ومدن ومحافظات المملكة وتتسم الخدمة بالمرونة والجاذبية مع توفير الحوافز المادية لزيادة الدافعية نحو الالتحاق بالبرنامج. إلى جانب خدمة النظام الإلكتروني الشامل لتعليم الكبار، وهو نظام يربط إدارات التعليم في المناطق والمحافظات بالإدارة العامة للتعليم المستمر من أجل تستقبل العمليات الإدارية المعتادة مثل رفع الاحتياج والترشيحات المختلفة، وتستهدف الخدمة إدارات وأقسام تعليم الكبار في إدارات التعليم في كافة المناطق والمحافظات في المملكة العربية السعودية. الحملات الصيفية.. ولمحو الأمية تعد الوزارة حملات انتقائية مركزة مدتها (شهران) تقام في الأماكن التي يصعب فيها إعداد فصول منتظمة، وتعد هذه الحملات أحد البرامج التعليمية التي مستهدف فئة من المواطنين في أماكن تواجدهم في المدن والقرى لمحو أميتهم بمشاركة جهات من القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع الثالث تحت إشراف وزارة التعليم. وذلك بهدف محو الأمية وتعليم المستهدفين المهارات الأساسية ونشر الوعي الديني والثقافي والاجتماعي والصحي لدى المستهدفين وتعزيز الحس والانتماء الوطني ويقوم على تعليمهم نخبة من المعلمين والمعلمات من عدد من مناطق المملكة ويشمل عدداً من المواد الدراسية منها اللغة العربية ومواد الدين والرياضيات. كما تقدم الحملة الصيفية للتوعية ومحو الأمية برامج وأنشطة اثرائية: أسرية واجتماعية وثقافية تخدم الدارسين والدارسات في حياتهم. بالإضافة لمساندة مهاراتهم القرائية والكتابية، بالإضافة المساندة مهاراتهم القرائية والكتابية. ملتقى التعليم المستمر كما تنظم الوزارة ملتقى سنويا تعقده الإدارة العامة لتعليم المستمر بمشاركة إدارات التعليم، تقدم فيه التجارب وتتبادل فيه الخيرات من خلال فعاليات الملتقى وأوراق العمل والورش المصاحبة، وتستهدف جميع معلمي وقادة مدارس النيل التعليم المستمر ومديري ورؤساء إدارات تعليم الكبار والمشرفون والمهتمون لها التي من الأكاديميين والمهتمين من داخل وخارج الوزارة. إلى جانب الاهتمام بالتعليم المستمر، حيث انتقل إلى مفهوم أوسع تمثل في التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة لمساعدة جميع الفئات المستهدفة لمحو أمية القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة تماثلياً مع رؤية السعودية 2030. اليوم العالمي وتواصل المملكة جهودها الكبيرة في مجال التعليم المستمر ومحو الأمية والتي أسفرت عن خفض نسبة الأمية الأبجدية إلى 3.7 %. وشاركت المملكة الاحتفاء باليوم العربي لمحو الأمية، الذي يوافق 8 يناير من كل عام؛ تعزيزاً لتكافؤ الفرص في عملية التعليم والتعلّم مدى الحياة، وتغيير هياكل التعلّم لمحو الأمية، بما يدعم تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. وأثمرت جهود الوزارة في مجال التعليم المستمر ومحو الأمية عن خفض نسبة الأمية الأبجدية إلى 3.7 %، واعتماد مدينة الجبيل الصناعية كأول مدينة تعلّم سعودية، ضمن شبكة اليونسكو العالمية، وحصولها على جائزة أفضل مدن التعلّم، وكذلك اعتماد انضمام مدينة ينبع الصناعية مؤخراً إلى مدن التعلّم، إلى جانب إطلاق قناة التعليم المستمر ضمن قنوات عين التعليمية، التي سجلت ما يقارب 2705 دروس من مقررات التعليم المستمر خلال العام الدراسي 1443ه، وقدمت التعليم ممثلةً في الإدارة العامة للتعليم المستمر حزمة من البرامج والدورات القصيرة في مراكز الأحياء المتعلمة لمحو مختلف الأميات تلبيةً لمتطلبات سوق العمل واحتياجاته، اشتملت على 1142 برنامجاً تدريبياً (عن بُعد)، استفاد منها حوالي 29 ألف مستفيد ومستفيدة، إضافةً إلى 21746 برنامجاً تدريبياً (حضورياً)، استفاد منها 884603 مستفيدين ومستفيدات ممن أعمارهم 15 عاماً فأكثر في مختلف المناطق، وعملت الإدارة العامة للتعليم المستمر ومركز تطوير المناهج بوزارة التعليم على تطوير الخطط الدراسية ومناهج التعليم المستمر، بما يتواءم مع الخصائص النمائية للطلبة من كبار السن، ويتوافق مع نظام الفصول الدراسية الثلاثة. ونفذت الوزارة حملات صيفية للتوعية ومحو الأمية بالشراكة مع عدد من القطاعات الحكومية والخاصة والقطاع الثالث خلال صيف 1443ه، استفاد منها ما يقارب 1831 دارساً ودارسة من كبار السن في المنطقة الشرقية ومحايل عسير وسراة عبيدة، تلقوا تعليمهم في 39 مركزاً على أيدي 110 معلمين ومعلمات؛ وذلك لمحو الأمية القرائية والرقمية والحضارية لدى الدارسين، وتطوير مهاراتهم الحياتية، إلى جانب مساعدتهم على التكيّف مع التحوّل الرقمي وحسن التعامل مع متطلبات العصر واحتياجاته.