لا شك أن الإعلام يسيطر على كل شيء في كل مكان، ويعمل على كل شيء من خلال الإعلان والدعاية، ويمثل التحدي الأكبر منه المحتوى الهادف والمميز، وماذا يمكن أن يقدم للطفل منه في مراحل العمر المختلفة، حيث إن هذه الشريحة العمرية يسهل معها التشكيل الفكري نظير الخيال الواسع الذي يتميز به الطفل خصوصا مع التقدم التقني اليوم أصبح الطفل أكثر ذكاء وأسهل تواصلا مع العالم الخارجي. ويمكن للإعلام الهادف أن يقدم محتوى ثريا لأجيال المستقبل، ويمكن إساءة المحتوى المقدم لهذه الشريحة العمرية، وأن يتسبب في تدمير الكثير من القيم والأخلاقيات، حيث إن اللغة المستخدمة في الإعلام الهادف تمثل ثروة حقيقية للطفل، فيمكن أن تساهم في تطوير المهارات اللفظية وإثرائها من خلال البرامج الهادفة التي تعزز من القيم والأخلاقيات، وتساهم في بناء جيل يحمل فكرا نيرا، ويثري المحتوي اللغوي من خلال استخدام لغة صحيحة وسليمة. وتمثل تحديات الإعلام الموجهة للطفل التأثير التراكمي خصوصا مع التوجه المستقبلي، كيف سوف يكون الإعلام الموجه للطفل؟ وما أبرز التحديات التي سوف تواجهها وسائل الإعلام المختلفة؟ حيث التقدم التكنولوجي الكبير الذي أصبح يخدم الفكرة أكثر من ذي قبل. لقد أصبحت المسؤولية مشتركة على جميع الجهات سواء التعليم أو الإعلام والمؤسسات ذات العلاقة من كليات إعلام واتصال من خلال الأبحاث والدراسات التي يجب أن تقوم بها لصناعة إعلام موجه للطفل يحمل أفكارا سوية ومحتوى ذا قيمة اجتماعية، وأيضاً الجهات التربوية من خلال تبني استراتيجيات محتوى هادف موجهة للطفل على مختلف القنوات، فالطفل شريحة اجتماعية مهمة جدا وجزء من الأسرة، لا يمكن إهماله أو إغفاله، أو أن يترك عرضة لقنوات مسمومة تبث سمومها في رحلة تدميرية لأخلاقنا وقيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة، والتي تعد ميزة فريدة تنفرد بها مجتمعاتنا، حيث إن التجربة الإعلامية المتميزة في قنوات التلفزيون السعودي تمثل مناخا خصبا ومناسبا لبث برامج للطفل هادفة في محتواها خصوصا بعد غياب برامج الأطفال عنها منذ فترة زمنية بعيدة، فلا يمكن إغفال برامج الأطفال عن قنواتنا المحلية، وكلنا أمل أن يعيد المسؤولون النظر في برامج الأطفال على قنواتنا المحلية للمحافظة على فكر رجال المستقبل وحمايتهم من الأفكار المنحرفة والمتطرفة. ويمكن لنا صناعة برامج تبث جزئياً على القنوات الرسمية وتكمل أجزاء منها بشكل مدفوع من خلال رسم برامج اشتراك أخرى لتجاوز المشكلات المالية والتي قد تكون إحدى عقبات إنتاج برامج عالية الجودة، وأن يدخل القطاع الخاص شريكا في التمويل، فكل شيء يمكن تجاوزه مقابل الحفاظ على ثروتنا الوطنية، والمحافظة على فكر أطفالنا وحمايتهم أخلاقياً وفكرياً واجتماعياً.