سفر جميل ورشيق في ثنايا رحاب الحرف الذي لا يخفت بريقه، يأتي بوجهه المشرق ليسعد القلوب بالجمال، فهناك العديد من الكُتُب ترى وأنت تغرق في بحر قراءتها ما بين المدِّ والجزر أن عنوان الكتاب كان معبراً تماماً عن مضمونه، يشعل جذوة الفكر، مبلوراً ما احتوت صفحاته وهذا الوصف ينطبق على كتاب «لطائف المعنى»، الصادر عام 2019م في طبعته الأولى، للأستاذة نادية عبدالوهاب خوندنة، محاضر أدب إنجليزي - جامعة أم القرى، التي قامت في هذا الكتاب بالدراسات في السرد الأدبي السعودي وإبراز مكانته عالمياً لبعض الكتاب السعوديين وذلك من خلال عرضها لمجموعة قصصية تعكس الصورة المشرفة عن المرأة السعودية. كما جاء في هذا الكتاب الذي تستطلع فيه الكاتبة الكيفية والأسلوب اللذين من خلالهما رسم الأديب السعودي الراحل عزيز ضياء صورة المرأة في مجموعته القصصية «ماما زبيدة»، ومدى تأثر ذلك بوقائع وذكريات طفولته التي يقدمها للقراء بكل شفافية وواقعية في سيرته الذاتية «حياتي مع الجوع والحب والحرب»، فقد أتاح لصوت المرأة وعواطفها ومعاناتها وجوداً كبيراً وحيزاً فاعلاً في هذه المجموعة القصصية. فكرة الكتاب لكل كتاب قصة، تبدأ من فكرة في مخيلة المؤلف حتى تنتهي، وعن فكرة الإصدار تقول المؤلفة: «يضم الكتاب بين دفتيه بعض الأوراق النقدية التي تناولت فيها السرد الأدبي في بعض الروايات السعودية الحديثة، وكذلك قراءة نقدية لمجموعة قصصية لرائد من رواد الأدب السعودي وهو: الأديب عزيز ضياء، وذلك بالتحليل الأدبي الذي يعد المدخل الأساسي لدراسة النصوص الأدبية مما يزيد القدرة على فهمها وإدراك نواحي الجمال فيها وتذوقها تذوقاً أدبياً، باستجلاء لطائف المعنى وظلاله المكنونة بين سطور السرد وعتبات النص وسبر أغوار الخصائص الفنية التي اختارها كتاب الروايات والقصص المختارة». وتأمل أ. نادية خوندنة أن يسهم عملها في إلقاء نزر من ضوء على الأعمال المختارة، وقد يوافقها بعض النقاد والقراء في تأويلها للنصوص وتحليلها لها وقد يختلف بعضهم معها، وكل ذلك أمر طبيعي، بل هو جوهر الجمال في النقد الأدبي، الذي يتعامل مع النصوص على أساس قابليتها للتحليل والتفسير من زوايا مختلفة وبقراءات متعددة. الأديب عزيز ضياء نادية خوندنة