عندما نحاول تعريف الإبداع، فأعتقد أنه ليس له تعريف محدد، هو عبارة عن شيء خارج عن المألوف.. فكرة جديدة، صورة وليدة الفكرة، شيء فريد من نوعه في أي مجال كان من مجالات الحياة بمختلف أنواعها وأشكالها. وفي كثير من قصائد الشعراء والشاعرات نجد الإبداع والجمال والتميز ولكن ينقصها بعض الأمور التي ربما تقلل من إبداع وجمال تلك القصائد.. حتى لو كانت مكتملة من جميع الأمور الفنية من حبك وسبك ورصانة ووزن وقافية. قرأت مؤخراً إحدى القصائد الرائعة والمتميزة ووجدت فيها من الإبداع والجمال الشيء الكثير، ولكن عند التأمل فيها نجد على الرغم من التمكن والإبداع وعذوبة المفردات إلا أن هناك غموضا لبعض الكلمات، المعنى عميق مغلّف، فالواجب على الشاعر أن يجعل من معنى القصيدة جزءا للمتذوق يستطيع فهمه، وجزءا للناقد يجذبه لتأمل وإظهار مواطن القوة والضعف.. فالناقد له حق، والمتلقي له حق. وهناك من الشعراء والشاعرات من يبهرك في عرضه، في طرح فكرته، أو طريقة تفكيره، أو كتاباته، ويقاس على ذلك جميع المجالات المختلفة مثل الاختراع وإلخ... إن المبدع الحقيقي هو من يخرج عن "الروتين" المألوف بعمل مبهر ومشوق ورائع مهما كان ذلك العمل قصيدة شِعرية.. تصوير.. كتابة.. رسم.. قصة.. لحن.. أي شيء. وفي هذا الاتجاه تقول الكاتبة جميلة الزحيفي: "الإبداع.. كلمة تشعرنا بالبهجة والغبطة؛ لأن خلفها كنوز مبهرة من التميز، تفرّد به صاحبها -أيًّا كان اهتمامه- بما يدعو إلى الفخر، فالإبداع شيء خرج عن إطار المألوف إلى شيء يُشار إليه بالبنان" انتهى. وعندما يجتمع الإبداع والجمال في القصيدة فبدون شكل تظهر للمتلقي بشكل مختلف غير السائد والمتكرر.. فالقصيدة التقليدية مملة بدون روح، بدون طعم، ولا نكهة، عكس قصيدة التميز والإبداع الحقيقي التي تبحر بك في بحار الدرر، وتغوص بك في عمق الكنوز حتى ترسي على المواني الهادئة بعد رحلة التحدي والوصول إلى بر الأمان. قبل النهاية للشاعر سعد السبيّل: مواقف تترجمها المشاعر بلا تكليف الأفكار صاغتها بأساليب منظومه على كل شكل ألوانها مثل لون الطيف خواطر صداها مثل لوحات مرسومه