وصف الشاعر اللواء عبدالقادر عبدالحي كمال، جماليات الصورة الشعرية في نصوص الأمير خالد الفيصل من الشعر الشعبي، بأنها دقة في التصوير وسمو اللفظ، ومعمارة رائعة قوية السبك، وحركة غنية بالمشاهد وأدواتها تمتلك مخزونا ثريا من الثقافة والأدب، وهي صدى لإحساس المتلقين. وأورد خلال محاضرته مساء أمس بنادي جدة الأدبي، مقاطع لنصوص الأمير خالد المبدعة على الحاضرين، ثم أضاف: هو رسّام ماهر في تشكيل الحروف، صانع متمرس ينتقل من معنى لمعنى بصور بديعة، يقطف الثمار من بستان تألقه، فشِعْره آخاذ، وصوره تنداح في كل نصوصه الشعبية المحلّقة في سماء الإبداع. كما وظف موهبته في الرسام وكذلك في الحروف سبكا رقراقا وسموا. المحاضرة حملت عنوان: «الصور الجمالية في شعر الأمير خالد الفيصل»، وأضاف المحاضر: «بقايا شمس» من أدق التعابير الشعرية التي تبرز البيئة الصحراوية، وفي نص «أنا والصحاري» نجده نصًا يعج بالحركة والألوان الزاهية، ولغة القصيدة منتقاة بجمال، والأمير خالد الفيصل ذكيًا في بحر الطويل، وقافية النون ساعدت على بيوت الشِعْر أن تستقيم لإبداعه، وكلمة «ترتعش» جميلة بجمال شعره، صور بديعة فيها رسم بيئة الصحراء الخلابة واختراع شخوصها وأحداثها، فهو شاعر بلاغة وصور ومفكر وأديب، يدخل إلى الموضوع مباشرة، ويتمثل ذلك في نص «حومة فكر» عن الصقّار والليل والقمر، فسموه جمع بين شرايين إحساسه، وجمر ناره يقلّبه، فشعره يحلق في إبداع طريق من البيئة الشعرية، وطريق الحاضر المتجدًد، فلم يتقيد بالتعابير المكرورة، وجدّد الخطاب الشعري. ثم يكمل اللواء عبدالقادر بأبيات شعرية للفيصل نالت استحسان الحضور، مضيفًا: لأول مرة ُتستخدم الغيمة وسيلة من وسائل السفر ويرسم الحبيبة بالصباح الضاحك، فسموه شاعر مبدع وقدير، وخياله جموح، وإحساسه مكثف، والمتلقي يتذوّق ذلك ويطرب، وفي قصيدة «جمال الروح» غاية في الجمال تقطر روعة ما يرسمه الشاعر من أحداث هي مرآة مجتمعه، كما فعل في نصوصه الزاهية حرفًا ورِيشةً وكأنها لوحة تحمل شِعْرًا بالحروف وريشة بالألوان. المحاضرة أدارها عضو النادي د. عبدالرحمن السلمي، وسرد في بدايتها السيرة الذاتية والعلمية والعملية للضيف، وعن آخر دواوينه «معزوفة الريح». ثم بدأ الشاعر اللواء عبدالقادر شاكرًا أدبي جدة على هذه الاستضافة. وشهدت المحاضرة في ختامها عدة مداخلات، فداخل الدكتور عبدالله دحلان عن سبب عدم ذكر البحر وجدة في شِعْر سمو الأمير خالد الفيصل، كما داخل الدكتور حامد الرفاعي، وكذلك الدكتور فهد الشريف الذي أبدى إعجابه بالمحاضرة والمحاضر، وأشار إلى قصيدة الفيصل «لا هنت يا روس الرجاجيل لا هنت» وبما تحمله من صورة شعرية إبداعية، متمنيًا من المحاضر إلقاؤها. كما داخل عبده القوزي، ومشعل الحارثي. وقد أجاب اللواء كمال عن مجمل المداخلات بصدر رحب وعمق ثقافي بديع.