واصل نادي جازان الأدبي احتفائه بالسرديين وكُتّاب القصة والتي تأتي ضمن موسمه الثقافي، وجاءت ليالي السرد في أدبي جازان تحت عنوان "رشفات سردية" احتفاء بهذا الفن الأدبي الباذخ، واستضافت صالة النشاط الثقافي بالنادي يوم أول من أمس أمسية قصصية شارك كلا من القاص محمد علي مدخلي، والقاصة تهاني إبراهيم مخيزن. في أمسية أدارها عبدالعزيز طياش الذي استهل الأمسية مرحبا بالحضور. ثم قدم مدير الأمسية، القاصة تهاني مخيزن معرجا على سيرتها ككاتبة ومترجمة ولها مشاركات نقدية وأمسيات شعرية وطنية، وقبل أن تبدأ القاصة تهاني استشهدت بما قاله سقراط: "إن الحياة التي لا يمكن فحصها ونقدها غير جديرة أن يحياها الإنسان"، وإحدى طرق الحياة لفحصها هي القصة القصيرة والقصير جدا حيث إنها تسلط الضوء على محكات اجتماعية ووقفات إنسانية تختصر في كلمات موجزة ومشهد طويل، وبدأت سردها في جولتها التي عنونتها بوقفات وحملت عناوين قصص (أروقة المغادرة، أصابع، ظنون، بقايا عطر، شفاء، أزرار، غيمة صيف، الأفق الباهت، ثقب، سوشل ميديا) وحملت هذه العناوين قصصا قصيرة جدا من قوالب الحياة الاجتماعية والوجدانيات، فيما اتخذت تهاني مخيزن حكاياها وقصصها من واقع الحياة العملية ووقفات مع الحياة العملية وإرهاصاتها. وانطلقت الجولة الثانية من الأمسية بقراءة مدخلي لعدة نصوص من واقع مجموعاته القصصية الثلاث التي أصدرها (ثمن الحرية – كان له أمل – وجف كل شيء) وتابع مدخلي بقراءة نصوص قصصية قصيرة منها: "عجاج، وصراع، وبورتريه، وتمركز" وهذه الأخيرة جاءت متماهية مع أحداث كأس العالم الأخيرة والتي ما تزال أصداءها وآثارها قائمة، واختتم بقصة "ماراثون". وفي الجولة الأخيرة، قرأ المدخلي نصا حدس وآخر بعنوان وديعة، فيما كانت تهاني هي محاكاة للأطفال وأشجان الأطفال حيث قرأت (وثيقة تخرج، بركة، إشاعة، دعاء، توبة مؤجلة)، ليختتم مساء السرد بعدد من المداخلات بدءًا بالقاص أحمد زين، حيث أشار أن تهاني تعرف كيف تحول القصة القصيرة المفعمة بالشعرية بصورة مغايرة لذلك كلياً. من خلال ترجمتها لقصته (زامر الحي)، من إصدارات أدبي جازان، أما القاص صاحب المخزون القصصي الذي تجاوز تسع مجموعات محمد رياني بدأ مداخلته بفارسي الأمسية، وقال: إن منطقة جازان ولادة بهؤلاء المبدعين في القصة القصيرة. وفي مداخلته قال الناقد والقاص وليد كاملي: "على أننا ندور في مربع واحد لا نخرج منه". مشيراً للإشكاليات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي، والتغريدات التي تكتب، ثم تطبع، ثم تقرأ، مؤكداً أنه لا يؤيد فكرة الارتهان لسجن الجوال. وفي ختام الأمسية قدم رئيس نادي جازان الأدبي الأستاذ الشاعر حسن الصلهبي، شكره لضيفي الأمسية ومديرها والحضور، لافتا أن عدد الحضور الأنثوي الذي طغى على الحضور من الرجال، ويرجع ذلك لحضور أسرته وطالبات الأستاذة مخيزن لمؤازرتها، مشيدا بالفكاهة الأدبية التي سادت أجواء الأمسية.