لم يبالغ سمو سيدي ولي العهد عندما أن قال: الشرق الأوسط سيكون أوروبا الجديدة.. ولم نكن نحن نتوقع برغم ما توقعناه ولم يخطر في بال أحدنا أن الأمر سيصل إلى ما وصل إليه، فقد فاق في تخطيطه كل التوقعات حينما قلب موازين الأمور لترجح لصالح بلدنا الأم المملكة العربية السعودية في بعد استراتيجي، سياسي واقتصادي لم يسبق له مثيل بحكمته وحنكته، حتى استطاع أن يرسخ حضورنا ويجعل للدول الخليجية والعربية الصديقة أوفر الحظ والنصيب في كل ما يصبو له في بلده، حينما خطط وهندس ليجعل من كلمته واقعًا ملموسًا فاجأ به الشرق والغرب حينما عقد القمة الصينية وعزز معها أوجه العلاقات الثنائية، وسعى من خلالها إلى خلق قوة اقتصادية من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي أصبحت حديث الصحف العربية والعالمية، وفي خلال يومين من زيارة الرئيس الصيني وسط حفاوة واستقبال رسمي صنع منها مستقبل وطن في مخرجات أذهلت العقول والطاقات البشرية في ظل اتفاقيات الطاقة الهيدروجينية واتفاقيات نقل تقنية وعسكرية متطورة، وكسب بلد الصين صديقا للنفط السعودي وجعل من مدينة جازان بقعة اقتصاد جديدة حينما وقع عليها الاختيار كمدينة رئيسة للاستثمار، مستغلين بذلك الموقع والتنوع الجغرافي المميز وجمال جزرها، ما يجعلها مستقبلاً واعدًا ووجهة سياحية وتجارية واستثمارية تدار فيها الصناعة الصينية كما هي الوطنية بعائد استثماري يفوق غيرها من الصناعات العالمية، ولعلي اختم مقالي بما ختم به القمة سمو سيدي ولي العهد بكلمته البليغة التي تعد وسام شرف لكل مواطن عربي: "العرب سوف يسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى.. وسوف نثبت ذلك كل يوم". إن سموه يحمل هم العرب عموما وليس السعودية فحسب، ويسعى دوما إلى تعزيز وترسيخ اتحاد الكلمة وتعزيز اللحمة العربية التي تعلمها من مدرسة والده السياسية، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أطال الله في عمره -، وليس بغريب فهذا هو نهج الدولة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز "طيب الله ثراه".