هي رحلة تعتلي صهوة الذاكرة للعودة إلى ذكريات وعواطف مرت بحياتنا سابقا عن أشخاص أو أحبة أو أماكن قمنا بزيارتها، ويبقى شيء من عبق الماضي عالقا بنا رغم الزمن، وتعجز يد النسيان أن تطاله، نعم حينما نكتب عن ماضي ذكرياتنا ونسترجع ذلك الأمس البعيد بكل مكوناته الجميلة تتزاحم لغة المشاعر بحنين الاشتياق وعطرها الأخاد، تستهويك ذائقة المتعة وأنت تكتب بأنفاس الماضي، تأتيك صور وأحداث ومواقف ورائحة زمن مازال عطره باقيا في ذاكرة الأيام مهما حاولت أن تنسى وينسيك صخب الحياة ومشكلاتها، تعود لا شعوريا لصندوق ذكرياتك تقلب سنين الماضي وتسافر مع أفكارك وتستدعي قلمك لكتابة عرش ذكرياتك بكل مساراتها المفرحة والمحزنة كشريط فيلم لم تبحث أنت عن تسجيله وإعداد صوره بل جاءت بعفوية متزامنة متدرجة لتسكن في ذاكرة الماضي وترسم إمتاع النفس بقيمه، إرجاع الذكريات ولو لدقائق في زمنها تعادل سنوات، نعم عندما نهرب لماضي الأمس تنطفي معاها ساعات التردد والحيرة، وتمضي حاملا في قاموس الذكريات لتجمع أشياءك وأوراق ماضيك وحروف كتاباتك بصفاء وبنفس حالمة وبيدك قلم هو مفتاح فرح لا أبواب أغلقت ومساءات كتبت ولم تقرأ وحفظت كذكرى، َويتسابق عطر الذكريات فيها تواريخ لقاء أرواح لم تمت بل هي حية تحركها مشاعر الود والاشتياق لماضٍ وحكايات الأمس البعيد هي الأحلام والروى بحثا عن زوايا وأمكنة في ذكريات لم تمسها عولمة الضجيج ومساحات آثاره المفتعلة، إنها ببساطة ذكريات وأحاديث زمن الطيبين ومهما حاولنا النسيان إلا أن الذكريات تبقى محفورة داخلنا، تأخذنا لعالم جميل نتذكر فيه أجمل اللحظات حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها شريط من الذكريات المحفوظ في ذاكرة النسيان. وختاما، إن الذكريات الجميلة بعظمة محتواها الإنساني باقية ولن تزول من الذاكرة ما بقيت الحياة، نستعيد عبق ذكرياتنا بمكان رأيناه أو عبر صوت سمعناه، هي باقية ما بقيت قلوبنا تنبض بالحياة.