يتبددّ شعور الحزن أحياناً بكوب قهوة.. وتُشرق الصباحات السعيدة بفنجان قهوة.. كتب محمود درويش: أُريد رائحة القهوة، لا أريد غير رائحة القهوة، ولا أريد من الأيام كلها غير رائحة القهوة، رائحة القهوة لأتماسك، لأقف على قدمي، لأتحول من زاحف إلى كائن، لأوقف حصتي من هذا الفجر على قدميه، لنمضي معًا، أنا وهذا النهار، إلى الشارع بحثًا عن مكانٍ آخر. وفي الآونة الأخيرة أصبحت القهوة متعددة المسميّات والمواد وأصبح لها محبيها كباراً وصغاراً، وانتشرت القهوة المختصة في المجتمع السعودي من القهوة السعودية إلى القهوة التركيّة والعالميّة وغيرها من النكهات اللذيذة التي يبتكرها صاحب المقهى لإرضاء ذائقة المُستهلِك. القهوة أشبه بأُغنية فرائحية يشدو بها عازف النّاي في ليلةٍ شتائية ممطرة، في أحد الايّام اتجهت إلى أحد أماكن القهوة الجديدة فطلبتُ قهوة جديدة بنكهة جوز الهند فأصبحت من مدمني هذا المكان ووضعت بطاقة شُكر على الطاولة حين خروجي، والجميل أن (الباريستا) من بنات الوطن المُكافحات فقرأتها وحينما زرتهم المرّة القادمة قدّمت لي القهوة مجانيّة ودفعت الحساب وذلك تقديراً منها لما كتبته في ذلك الكرت فلقد كتبت:(وجدتُ مزاجي يقودني إليكم كل أسبوع فحققت له ما يريد شُكراً لأنّكم صنعتم لي مزاجاً ينساب مع لذة قهوتكم لينتشلني من الشلليّة إلى الشغف وفراشات الابتهاج)، ثم ذيلتها بتوقيعي واسمي. حقيقة كمية الإبداع في شباب وبنات الوطن في صُنع القهوة بنكهات مُختلفة وإدخال عليها مكونات لذيذة تُحسب لهم كعماد لاقتصاد البلد وتحقيق الرؤية كما أن المكان والمقاعد لها دور في جذب عشّاق القهوة فكلمّا كانت الألوان مُبهجة أو حتّى يتخللها الألوان الأُحادية جذبت الزبّون أكثر.. ويحضرني بيت شعر شعبي في حب القهوة السعودية للشاعر الأمير راكان بن حثلين - رحمه الله - حينما قال: يا محلا الفنجال مع سيحة البال في مجلساً مافيه نفساً ثقيلة هناك من يتذمّر من ارتفاع سعر كوب القهوة ولكن لا يخفى على المستهلك أن صاحب القهوة قد كلفته الآلات مئات الآلاف والديكورات والأثاث لذلك يوجد ارتفاع قلبل في بعض أماكن القهوة والمُستهلك ليس مُجبراً أن يشتري فوق ميزانيته فبامكانه عملها في المنزل أو شراؤها من مكان أقل سعراً. بقي أن أكتب للقهوة حُبًّا وعِشقاً وجزءاً من أجندة يومي اختلسي يا فاتنة اللون البُندقي سويعاتي الثّكلى بضجيج البارحة.. واغمري راحة يداي المرتجفة برداً من دفأ رائحتك الموشومة في ذاكرتي كعبق النّدى وأكثر.