أيقونة شعرية وأدبية ونقدية تميزت بنظمها للقصائد الجميلة والرنانة وتميزت بالعديد من الكتب والأبحاث التي كانت تحكي عن تراث وحاضر بلاد العرب السعيدة إنه ليس بالسر أن تبحث عن جماليات اللغة العربية عند عبدالعزيز المقالح الشاعر اليمني الفذ الذي يحتاج منا بعد رحيله عن عالمنا أن نعيد قراءة إنتاج وتراث عبدالعزيز المقالح وهو أحد أهم أركان الشعر في بلاد اليمن السعيد إلى جانب الشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني، وكون عبدالعزيز المقالح يقف جنبا إلى جنب مع البردوني ليس بسبب الدراسات والابحاث التي وضعتهما إلى جنبيهما دائما وإنما لأنني أحببت الشعر والغزل على يديهما ويعود الفضل في تميز ذائقتي النقدية وذخيرتي اللغوية إلى عبدالله البردوني والمقالح وكلاهما - رحمهما الله - قد كتبا عن صنعاء تلك المدينة الجميلة التي لم يحالفني الحظ وأزورها ولو لمرة واحدة فقط، وكم كان كبيرا حظي حين عثرت على كتاب (عبدالعزيز المقالح، الشاعر المعاصر) للدكتور محمد النهاري والذي صدر عن الهيئة العامة للكتاب عام 2003 وهو دراسة نقدية لديوان أبجدية الروح لشاعرنا المقالح وكم هو جميل أن تتناول بنية القصيدة عند المقالح مابين الأصالة والمعاصرة فمن ناحية نجد شيئا من الكلاسيكية في كتابته ومن ناحيه نجده يتجه توجها حداثيا في شعره الذي خلده بماء الذهب في سجل الخالدين وأمثال عبد العزيز المقالح لايليق بنا أن نكتب عنهم مايعرف بالسيرة الذاتية التي تعرف عند العامة فأمثال عبد العزيز المقالح من الشعراء والأدباء والمفكرين الذين حملتهم الكلمات والقصائد الرنانة الجميلة إلينا أمثالهم ننظر إليهم كتجربة إنسانية شعرية صرفة كانت وستظل بعد رحيلها وردة صنعانية يكسوها الندى نضمد بها الجراح ونشرب من نداها مايروي هذا العطش الوجداني الخالص رحل الشاعر والناقد اليمني عبدالعزيز المقالح عن عالمنا المادي ولكنه مازال يسكن بطون الكتب والدواوين وقبل ذلك مازال المقالح قابعا في الذاكرة العربية وحديث الشعراء والمفكرين العرب الذين تعلموا منه نظم القصائد ولغة السرد، تراه يكتب أحيانا إلى الأصدقاء القدامى في الشعر كسعدي يوسف في قصيدته العجوز والمقهى يقول : (الرجل العجوز، ذلك الذي يجلس عند مدخل المقهى وحيدا، يكتب الشعر الحديث لايكلم الناس ولا يكلمونه فروحه مشغولة بالبحث عن قراءة المعنى وعن شفافية العبارة) كثيرة وجميلة هي القصائد التي تركها الشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح أضف إلى ذلك قائمة الشعراء والمفكرين الذين تناولوا شعر المقالح بالنقد، ولذا أقول لك إن قراءة شعر المقالح شبيهة بمن يحمل السراج في عتمة الليل يناجي فيها النجوم والكواكب ويسير فيها على ضوء السراج والنجوم والأقمار، رحل الشاعر اليمني عبدالعزيز المقالح تاركا خلفه جيوشا من الكلمات وعوالم شعرية وثقافية مختلفة.