ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية الاثنين أن القوات الروسية قصفت أهدافاً بالصواريخ والطائرات المسيرة والمدفعية في شرق أوكرانياوجنوبها في الوقت الذي يظل فيه الملايين بدون كهرباء وسط درجات حرارة دون الصفر بعد تكثيف روسيا ضرباتها على البنية التحتية الرئيسية. وفي نشاط مكثف للدبلوماسية الأوكرانية، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا والتي قد يتفقون خلالها على فرض مزيد من العقوبات على روسيا. ولا توجد محادثات سلام أو نهاية تلوح في الأفق حالياً لأكثر النزاعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تصفها موسكو بأنها «عملية عسكرية خاصة» بينما تصفها أوكرانيا وحلفاؤها بأنها عمل عدواني غير مبرر. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرجي فيرشينين قوله الاثنين: «روسيا لا ترى بعد نهج أميركي بناء تجاه الصراع في أوكرانيا. وأجرى البلدان سلسلة من الاتصالات في تركيا لحل هذه الأزمة». وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ زيلينسكي خلال اتصال هاتفي الأحد بأن واشنطن تعطي الأولوية لجهود تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية. وقال زيلينسكي إنه شكر بايدن على المساعدة «الدفاعية والمالية غير المسبوقة» التي قدمتها الولاياتالمتحدة لبلاده. من جهة أخرى، استأنف ميناء أوديسا المطل على البحر الأسود الاثنين عملياته بعد توقفه عن العمل لمدة يومين جراء تعرض منشأتين للطاقة لهجوم روسي بطائرات مسيرة إيرانية الصنع يوم السبت. وقال مسؤولون إن الكهرباء بدأت تعود للعمل ببطء إلى نحو 1.5 مليون شخص. وقال زيلينسكي إن مناطق أخرى تعاني من ظروف «صعبة للغاية» فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، من بينها العاصمة كييف وأربع مناطق في غرب أوكرانيا ومنطقة دنيبروبتروفسك في وسطها. وقالت إدارة منطقة كييف إن 14 تجمعاً سكنياً هناك ما زالت بلا كهرباء وإن 37 أخرى بلا كهرباء جزئياً. قتال ضار وصل منسق مساعدات الأممالمتحدة مارتن غريفيث إلى أوكرانيا الإثنين ليقف بنفسه على «تأثير الاستجابة الإنسانية والتحديات الجديدة التي نشأت مع تزايد الأضرار التي تلحق بالبنية التحتية وسط درجات حرارة شديدة البرودة في الشتاء»، حسبما قال مكتبه. وفي تحديثها اليومي للوضع العسكري، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية على أربع تجمعات سكنية في منطقة دونيتسك الشرقية وعلى ثماني تجمعات في منطقة لوغانسك المجاورة. وواصلت روسيا هجماتها على باخموت، التي أصبحت الآن في حالة خراب إلى حد بعيد، وعلى أفدييفكا وليمان وشنت هجومين صاروخيين على البنية التحتية المدنية في كوستيانتينيفكا، وجميعها في منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق تزعم موسكو أنها ضمتها من أوكرانيا بعد «استفتاءات «وصفتها كييف بأنها غير قانونية. وقالت أوكرانيا إن القوات الروسية تكبد خسائر فادحة على الجبهة الشرقية في قتال عنيف أدى أيضا إلى خسائر كبيرة في صفوف قواتها. من جهة أخرى، نفذت القوات الروسية أكثر من 60 هجوما بأنظمة إطلاق الصواريخ استهدفت البنية التحتية المدنية في خيرسون، المدينةالجنوبية التي حررتها القوات الأوكرانية الشهر الماضي، والقوات الأوكرانية المتمركزة هناك، بحسب هيئة الأركان العامة. وقالت إن روسيا قصفت أيضا تجمعات سكنية على امتداد خط جبهة زابوريجيا في جنوب وسط أوكرانيا، بينما قصفت القوات الأوكرانية نقاط سيطرة روسية ومخازن ذخيرة وأهدافا أخرى. العقوبات على الصعيد الدبلوماسي، من المقرر أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حزمة تاسعة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا والتي ستضع ما يقرب من 200 شخص وكيان آخر على قائمة عقوبات الاتحاد. وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه يأمل التوصل إلى اتفاق بشأن الحزمة اليوم الثلاثاء. وسيناقش الوزراء أيضا تقديم شحنات أسلحة إضافية بقيمة ملياري يورو لأوكرانيا. وفي واشنطن، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن دعم واشنطن لجيش أوكرانيا واقتصادها سيستمر «مهما استغرق الأمر» وأكدت أن إنهاء الحرب هو أفضل شيء يمكن للولايات المتحدة فعله للاقتصاد العالمي. وقال زيلينسكي إنه أجرى محادثات «محددة للغاية» مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن ضمان صادرات الحبوب الأوكرانية. وقال بوتين الأسبوع الماضي إن خسارة موسكو شبه الكاملة للثقة في الغرب ستجعل الوصول إلى تسوية نهائية بشأن أوكرانيا أكثر صعوبة وحذر من حرب طويلة الأمد.