فشلت مجموعة G7 والاتحاد الأوروبي الجمعة الماضي، للوصول إلى اتفاق جماعي على السقف السعري للنفط الروسي ما بين 65 - 70 دولارا للبرميل والمقرر تطبيقه في 5 ديسمبر، حيث انقسمت دول الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان الحد الأقصى للسعر مرتفعًا جدًا أو منخفضًا، إنه تدخل سافر في آليات أسواق النفط الحرة وتدفق السلع بين بلدان العالم، كما أن له تداعيات سلبية على توازن أسواق النفط واستقرارها، كما أن ذلك لن يؤدي إلى خفض سعر الأورال (Oral) أكثر مما هو عليه حاليا عند سعر 52 دولارا، حيث تقدم روسيا خصما ما بين 20 - 30 % على بيع نفطها مقارنة بسعر برنت، وفقًا لبلومبيرغ. إن خطة تحديد سعر النفط الروسي، يوضح مدى فشل هؤلاء السياسيين في فهم اقتصادات أسواق الطاقة، في فترة يعاني الاقتصاد العالمي من نقص إمدادات الطاقة والمخزونات وارتفاع أسعارها، حيث بدأ يدخل حالة من الركود مع ارتفاع معدلات التضخم وتفاقم الأزمة الجيوسياسية، إن الغرب حتما سيدفع السعر مضاعفا، حيث أصدرت روسيا مرسوما بعدم بيع نفطها إلى أي دولة تكون طرفا في هذا الاتفاق، وهذا يعني أن رفع أو تخفيض الحد السعري للنفط الروسي لن يكون له تأثير وسيصبح بمثابة حظر على نفطها، وكما يرى الكثير من المراقبين أن هذا الإجراء مجرد محاولة لحفظ ماء الوجه للغرب وأميركا، وأن روسيا استبقت هذا المقترح بتوجيه أغلب إنتاجها بالفعل ناحية آسيا وخاصة الصين والهند. وشهدت العقود الآجلة لبرنت تسليم يناير تراجعًا 1.9 % أو ما يعادل 1.61 دولار عند 83.63 دولارا للبرميل الجمعة الماضية، لتسجل خسائر بنحو 4.1 % على مستوى الأسبوع، كما انخفض سعر غرب تكساس الأميركي 2.2 % أو 1.66 دولار عند 76.28 دولارا للبرميل، بخسائر أسبوعية 4.9 %. وقد ساهم تراجع الطلب الصيني في ظل سياسية صفر كوفيد وزيادة مخزونات البنزين الأميركي بشكل كبير في انخفاض أسعار النفط هذا الأسبوع. إن الحد الأقصى المقترح لسعر النفط الروسي، لو تم تنفيذه، سيزيد إيرادات منتجي النفط بينما سيجعل المستهلكين أكثر فقراً في الدول الأوربية، وقد تفقد روسيا 2 مليون برميل يوميًا من إنتاجها بحلول نهاية مارس المقبل، مقارنة بمستويات ما قبل الحرب، وستضخ ما متوسطه 9.6 ملايين برميل يوميًا العام المقبل، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري، الأسبوع الماضي. وقد يكون تدخل مجموعة G7 في أسواق النفط فرصة أخرى لأوبك+ لخفض انتاجها والمحافظة على توازن أسواق النفط وبقاء المخزونات العالمية منخفضة مع التقلبات الحادة للأسعار وتراجعها. إن تحديد سقف سعري للنفط الروسي «ليس فقط غير ممكن، أعتقد أنه أكثر الأفكار سخافة التي سمعتها على الإطلاق» هكذا قالها وزير الخزانة الأميركي السابق ستيف منوتشين.