تحرص السعودية - أكبر منتج في الأوبك - كل الحرص على استقرار أسواق النفط العالمية وتوازنها لصالح المستثمرين والمستهلكين بمشاركة أكبر منتج خارج الأوبك "روسيا"، وما يؤكد ذلك هو اتصال الرئيس الروسي بوتين بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مرتين في الأسبوع الماضي، لما للسعودية من قدرة فاعلة في استقرار الأسواق العالمية، فبالتأكيد إن هذه الجهود الدبلوماسية المكثفة سوف تؤتي أكلها على المديين القصير والطويل، بإعادة التوازن إلى أسواق النفط عند أسعار محفزة على زيادة الاستثمارات، وذلك لاستمرار تلبية الطلب العالمي مع انتعاشه مستقبلا. وتشهد أسعار النفط تقلبات يومية في ظل عدم اليقين التي تعتري هذه الأسواق، وقد أوضح وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بأن التزام أوبك+ بالمبادئ الثلاثة؛ الفاعلية، معلومات دقيقة تحدد مسار أسواق النفط مستقبلا، تفادي أي مخاطر مسبقا أو الاستعداد للتعامل معها للحد من آثارها السلبية في تسابقا مع الزمن. لذا على الدول التي لم تلتزم بتنفيذ خفض الإنتاج أن تفي بوعودها قبل نهاية هذا العام، كما ينبغي على الأوبك+ احتساب عودة إنتاج ليبيا، أو عدم فوز ترمب بالرئاسة في 3 نوفمبر، ونمو اقتصاد الصين. مازالت أسواق النفط تعاني من هشاشة الطلب العالمي على النفط في ظل انتشار جائحة كورونا وفي موجتها الثانية، التي تسببت في المزيد من الإغلاقات الكاملة أو الجزئية في الولاياتالمتحدة الأميركية، أوروبا، الهند، فقد خفضت الأوبك، وكالة الطاقة الدولية، إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات الطلب العالمي على النفط بمقدار 9.46، 8.4، 6.9 ملايين برميل يوميا إلى 90.2، 91.7، 93.1 مليون برميل يومياً، وارتفاعه ب6.6 ، 5.5، 6.5 ملايين برميل يوميا إلى 96.9، 97.2، 99.6 مليون برميل يوميا العام المقبل على التوالي. كما أوضحت وكالة الطاقة الدولية أن حجم مخزونات النفط في الدول المتقدمة تراجع بوتيرة أقل إلى 3.4 ملايين برميل يوميا في النصف الثاني من 2020، أي أقل بمليون برميل يوميا مما كانت تتوقعه سابقا. وبهذا لا يمكن للأوبك+ التغاضي عن تخمة سوق النفط العالمي مع تراجع الطلب العالمي، وكذلك ارتفاع إنتاج ليبيا إلى مليون برميل يوميا خلال الأسابيع القادمة، حتى لا ينعكس ذلك سلبا على اتجاه أسعار العقود الآجلة التي تشهد ارتفاعا طفيفا في 2021، حيث تراجع سعر غرب تكساس إلى دون 40 دولارا، وبرنت إلى 42 دولارا في نهاية الأسبوع الماضي، وتشير معظم التوقعات أن أسعار النفط ستبقى منخفضة ما بين 41 و50 دولاراً خلال 2021. فمن المحتمل أن يتم تمديد حفض الإنتاج الحالي أو حتى تعميقه في الربع الأول من 2021، وقد توصي بذلك للجنة المراقبة الوزارية لأوبك+ في 17 نوفمبر، إذا مازالت النظرة المستقبلية سلبية.