كعضو في مجموعة العشرين، من المتوقع أن تكون المملكة العربية السعودية صاحبة أسرع نمو اقتصادي ضمن المجموعة هذا العام، فقد تصدرت دول المجموعة كأفضل أداء اقتصادي بنسبة 7.6 %، على أساس سنوي، متفوقة على الهند التي حققت ثاني أفضل أداء اقتصادي بنسبة 6.8 %. ورغم موجة التضخم التي طالت الجميع إبان الجائحة، تلتها الأزمة الروسية - الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتشديد السياسات النقدية، فإن السعودية كانت أقل ضررا، مع كونها ثالث أقل دول العشرين في معدل التضخم، وفقاً لأحدث تقارير صندوق النقد الدولي حول آفاق الاقتصاد العالمي. فمنذ بداية العام الجاري أظهرت المؤشرات الاقتصادية تقدما ملحوظا في أداء القطاعات الرئيسة. فسجل مؤشر ثقة المستهلك ارتفاعاً بنسبة 8.1 %، خلال شهر أكتوبر مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، كما حافظ الناتج المحلي الإجمالي على معدلات نمو إيجابية ليسجل ارتفاعاً بنحو 8.6 % في الربع الثالث. كذلك، تصدرت المملكة دول مجموعة العشرين في معدل تدفق السياح الدوليين الوافدين خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2022، وفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، مع معدل إنفاق سياحي داخل المملكة فاق مستويات ما قبل الجائحة بكثير، وقد بينت وزارة السياحة السعودية في سبتمبر الماضي أن المملكة أصبحت أول دولة في مجموعة العشرين، تحقق نموا إيجابيا للقطاع السياحي بعد آثار جائحة كورونا المدمرة لهذا القطاع عالميا. وأعادت ذلك لسياسة القيادة الحكيمة في تمكين الاقتصاد الوطني ورفع إسهام قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة. وتعليميا، سجلت المملكة تقدما في 16 مؤشرًا من مؤشرات التنافسية العالمية في قطاع التعليم، وصعدت 8 مراكز مقارنةً بالعام الماضي 2021، بينها مؤشر تعليم الإدارة ومؤشر تطوير المهارات اللغوية ومؤشر المهندسين المؤهلين، ومؤشر تبادل المعرفة، ومؤشر المهارات الرقمية والتقنية بحسب المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة "أداء". أما بيئيا، فقد تقدمت السعودية في مؤشر المستقبل الأخضر لعام 2022، عشرة مراكز مقارنة بالعام الماضي، وذلك تتويجا لمبادرتي "السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" وغيرها من برامج ومبادرات رؤية "المملكة 2030" التي يقودها صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، في مواجهة تحدي التغير المناخي. نسخة هذا العام من مجموعة العشرين تترأسها إندونيسيا، كما كانت السعودية المضيف لنسخة 2020. السعودية قادت المجموعة التي تعتبر المنتدى الاقتصادي الدولي الرئيس، الذي يضم نحو 80 % من الناتج الاقتصادي العالمي ويمثل ثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، في وقت كان هو الأكثر صعوبة حين اندلعت أزمة جائحة كورونا للعالمية، ورغم ذلك أعدت قيادة المملكة برنامجًا شاملًا وطموحًا للعبور بالعالم من كبوته، حتى سلمت رئاسة المجموعة إلى إيطاليا، فركزت على تمكين الإنسان من خلال تهيئة ظروف العيش والعمل والازدهار، والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود التعاونية فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والمناخ والطاقة والبيئة، إضافة إلى تشكيل آفاقٍ جديدة عبر اعتماد إستراتيجيات جريئة وطويلة المدى لتبادل منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي. 1