أفادت وسائل إعلام رسمية بأن القضاء الإيراني وجه اتهامات إلى 11 شخصاً، في قضية مقتل أحد أفراد قوة الباسيج الأمنية خلال الاضطرابات، فيما تسعى السلطات إلى إخماد احتجاجات مستمرة منذ تسعة أسابيع. وقالت وكالة الأنباء الايرانية (إرنا) إن بعض المتهمين، وهم عشرة رجال وامرأة واحدة، يواجهون تهمة "الإفساد في الأرض" التي تصل عقوبتها إلى الإعدام، وذلك لارتكابهم جرائم ضد قوات الباسيج الموالية للحكومة، في مدينة كرج بالقرب من طهران. وتشكل الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق بسبب "ملابسها" أحد أجرأ التحديات التي تواجه النظام منذ ثورة 1979. وشاركت النساء بشكل بارز في الاحتجاجات، ولوحت بعضهن بالحجاب وأحرقنه. ونُشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، قيل إنها تظهر منتخب كرة السلة الوطني، وقد امتنع عن ترديد النشيد الوطني خلال مباراة مع الصين في طهران، فيما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه علامة أخرى على دعم الرياضيين للاحتجاجات. وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 336 محتجا قتلوا في الاضطرابات حتى أمس، بينهم 52 قاصرا. وأضافت أن 39 فردا من قوات الأمن قتلوا أيضا، فيما تم اعتقال ما يقرب من 15100 شخص. ونشر حساب "1500" الذي يحظى بمتابعة عدد كبير من مستخدمي تويتر، مقطع فيديو قال إنه من احتجاجات ليلية في بلدة بابلسر الساحلية، المطلة على بحر قزوين، تظهر إلقاء قنابل حارقة على قاعدة للباسيج، تغطيها لافتات موالية للحكومة. ونشرت هرانا، مقطعي فيديو يقال إنهما يظهران أصحاب متاجر مضربين في مدينة سردشت، ومدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني. وأظهرت مقاطع آخرى قيل إنها احتجاجات طلابية في مدينة بابل، في شمال البلاد. ونشرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، مقاطع فيديو قالت إنها لاحتجاجات واعتصامات، في ثلاث جامعات في طهران واحتجاج في كرج يوم أمس. وأدانت الحكومة الإيرانية الاحتجاجات ووصفتها بأنها أعمال شغب، أثارها خصوم من بينهم الولاياتالمتحدة، وقالت إن جماعات انفصالية من المواطنين تقف وراء أعمال العنف. وحث خبراء في الأممالمتحدةإيران، على "وقف استخدام عقوبة الإعدام، كأداة للقضاء على الاحتجاجات"، مشيرين إلى توجيه تهم تعاقب بالإعدام إلى ثمانية إيرانيين في طهران يوم 29 أكتوبر. وشارك إيرانيون من جميع فئات المجتمع في الاحتجاجات، وشعر معارضون للحكومة بالارتياح، لما اعتبروه سلسلة من مواقف إبداء الدعم من الرياضيين والفنانين الإيرانيين. وفي وقت سابق، نشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لفريق كرة الماء الإيراني، وهو يمتنع عن ترديد النشيد الوطني، أثناء المشاركة في بطولة في تايلاند. تكثيف الضغط دعا رجل دين مقرب من النظام بمدينة أروميه في شمال غرب البلاد، خلال صلاة الجمعة، إلى محاكمة الرياضيين الذين امتنعوا عن ترديد النشيد الوطني. وقالت لاعبة القوس والسهم الإيرانية بارميدا قاسمي، إنها لم تلحظ سقوط حجابها من على رأسها خلال مراسم لتوزيع الجوائز في طهران، بعد أن بدت في مقطع مصور، وكأنها سمحت بسقوط حجابها، في لقطة فُسرت على نطاق واسع، على أنها لفتة لإظهار دعمها للاحتجاجات التي تشهدها البلاد. وتسببت الاحتجاجات في مزيد من التصدعات في علاقات إيران مع الدول الغربية، التي فرضت عقوبات على منظمات وأفراد إيرانيين للضلوع في حملة القمع. من جانب متصل، قال المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه يؤيد فرض حزمة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي، في الأسبوع الجاري. وقال في مقطع مصور نُشر على تويتر، "نريد مواصلة تكثيف الضغط على الحرس الثوري والقيادة السياسية". وأضاف، "يوجد هنا في ألمانيا مئات الآلاف من المواطنين من أصول إيرانية، يخافون على أقاربهم. إنهم فزعون وتنتابهم الشكوك بسبب ما يفعله نظام الملالي بالمتظاهرين. أنا مصدوم أيضا من الصور التي تصل إلينا كل يوم". وقالت فرنسا، إن من المرجح أن اثنين آخرين من مواطنيها احتُجزا في إيران، مما يرفع إجمالي عدد الفرنسيين المحتجزين هناك إلى سبعة. ووجهت باريس انتقادات لاذعة إلى طهران، في السادس من أكتوبر متهمة إياها بارتكاب "ممارسات دكتاتورية" واحتجاز عدد من مواطنيها، رهائن . وقالت وزارة الخارجية الإسبانية الأسبوع الماضي، إن إسبانيين يدعيان سانتياجو سانتشيث وآنا بانيرا، اعتُقلا في إيران خلال الاضطرابات.