أبدت رياضية إيرانية أخرى، وهي لاعبة القوس والسهم بارميدا قاسمي، تأييدها للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعم البلاد وذلك بخلع حجابها خلال مراسم لتوزيع جوائز في طهران. وظهرت البادرة في مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي التي أذكت اضطرابات انطلقت شرارتها في سبتمبر إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق بزعم ازدراء قواعد الزي الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء. ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة مقاطع الفيديو. وتحولت الاحتجاجات سريعا إلى انتفاضة شعبية مع انضمام فئات متعددة لها من طلبة وأطباء ومحامين وعمال ورياضيين. وشنت ميليشيا الباسيج وقوات أمنية أخرى حملة قمع ضارية لمواجهة الاضطرابات لكن المحتجين متمسكون بالمطالبة بإنهاء الحكم المتشدد بقيادة الزعيم الأعلى علي خامنئي. وتظهر قاسمي في المقطع المصور وهي تترك حجابها يسقط أثناء وقوفها بجانب رياضيات أخريات على المنصة بينما صفق أشخاص من بين الجمهور الذي لم يظهر في المقطع وهتفوا "أحسنتِ". وحاولت اللاعبة التي بجوارها إعادة الحجاب إلى رأسها لكن قاسمي أشاحت برأسها بعيدا. وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها رياضي إيراني عن التضامن مع الاحتجاجات، أحد أكبر التحديات التي يواجهها حكام البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة أخرى يُزعم أنها تظهر لاعبي فريق كرة الماء الإيراني لا يرددون النشيد الوطني لبلادهم أثناء المشاركة في بطولة في تايلاند. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن نائبة وزير الرياضة الإيرانية مريم كاظمي بور قولها يوم الأربعاء إن بعض الرياضيات الإيرانيات تصرفن بما يخالف التعاليم الإسلامية ثم لم يلبثن أن اعتذرن عن ذلك. وأفاد حساب 1500 تصوير الناشط على تويتر بأن لاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم الشاطئية رفضوا ترديد النشيد الوطني في بداية مباراة مع الإمارات في دبي. وأضاف أن اللاعبين لم يحتفلوا بعد الفوز على البرازيل وإحراز لقب البطولة. شهران من الثورة دخلت الانتفاضة في جميع أنحاء إيران يومها السادس والخمسين يوم الخميس بعد ليلة مزدحمة من المسيرات الاحتجاجية المناهضة للنظام في العديد من المدن في جميع أنحاء البلاد والعديد من المناطق في جميع أنحاء العاصمة طهران. وبدأت الاحتجاجات يوم الخميس بإضرابات في مهاباد بعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة. وتشير التقارير الواردة من هذه المدينة المضطربة الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران إلى خروج السكان المحليين إلى الشوارع وبدؤوا في إقامة حواجز على الطرق. وفي مدينة مريوان، تجمع السكان المحليون لإحياء الذكرى الأربعين لمقتل مختار أحمدي على يد قوات الأمن التابعة للنظام. وأصبحت مثل هذه المراسم مشاهد احتجاجات مناهضة للنظام. وتشير التقارير الواردة من مشهد في شمال شرق إيران إلى أن المتحدث الرسمي باسم الحكومة زار جامعة الفردوسي المحلية فقط ليهزأ به الطلاب الشجعان. وفي شيراز، جنوب وسط إيران، ألقت السلطات القبض على إلهام أفكاري، شقيقة بطل المصارعة الوطنية الإيرانية نافيد أفكاري، مع زوجها وطفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات، والذين أطلق سراحهما لاحقًا. لا تزال أفكاري في عهدة وزارة المخابرات التابعة للنظام، وذهب والديها المسنين إلى منشأة حكومية للحصول على إجابات حول ظروف ابنتهما ومكان وجودها. وأقام طلاب جامعة العلوم التطبيقية للثقافة والفنون اجتماعاً مناهضاً للنظام وغنوا أغنية ثورية قاموا بتأليفها معاً. وفي زاهدان، فرض النظام الأحكام العرفية غير المُعلنة حيث تمركزت القوات العسكرية والأمنية في الشوارع. وفي طهران، أضرم محتجون النار في تمثال آخر للقيادي الإرهابي في فيلق القدس التابع لحرس الملالي، قاسم سليماني، في ساحة أرجنتين بالمدينة. وألقى المتظاهرون في مدينتي أصفهان ويزدان شهر زجاجات حارقة على قواعد قوات الباسيج التابعة لحرس الملالي. في الوقت الحالي، ترد تقارير عن وقوع احتجاجات من مختلف أحياء طهران والعديد من المدن الأخرى. وانضم التركمان في محافظة كولستان، شمال إيران، إلى الانتفاضة التي عمت أرجاء البلاد دعماً لأهالي زاهدان. في سلماس، محافظة غرب أذربيجان، تم إطلاق النار على قاعدة الباسيج من قبل الشبان المنتفضين. وهاجمت قوات الأمن سكن الطالبات في كلية الطب كرمان في كرمان وأطلقت الرصاص على العديد من الطالبات. ودعا المتظاهرون إلى التواجد في جميع أنحاء البلاد في الشوارع يوم 15 نوفمبر، بمناسبة ذكرى اندلاع انتفاضة نوفمبر 2019. دعم دولي وكان البرلمان الاتحادي الألماني، قد وافق على مشروع قانون الحكومة الائتلافية بشأن دعم المحتجين في إيران وزيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية. وتم تقديم هذه الخطة من قبل الأحزاب الثلاثة للحكومة الائتلافية الألمانية؛ بما في ذلك الديمقراطيين الاجتماعيين؛ وحزب الخضر والديمقراطيين الأحرار. هذا المشروع بعنوان "ادعموا الحركة الاحتجاجية في إيران!" وزيدوا الضغط على نظام طهران "المقدم إلى البرلمان الألماني يهدف لدعم الحركة الاحتجاجية للشعب الإيراني وزيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على الجمهورية الإسلامية ؛ وعدم منح التأشيرات للضالعين في القمع وتشديد العقوبات التجارية والمالية. في جزء من هذه الخطة، تم مطالبة الحكومة الألمانية بدعم عقد اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان في إيران وتمديد ولاية المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بإيران. كما تطالب الخطة التي تمت الموافقة عليها الحكومة الألمانية بدراسة المزيد من العقوبات على مستوى الاتحاد الأوروبي لمحاسبة النظام الإيراني على أعمال العنف ضد المعارضة، بما في ذلك حظر تأشيرات الدخول للأشخاص المسؤولين عن هذا العنف وتشديد العقوبات التجارية والمالية.