حقق قطاع الإسمنت للشركات المدرجة في السوق السعودية نموا في الأرباح يقدر بنسبة 17 % في الربع الثالث 2022 مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق ونمو بنسبة 14 % مقارنة مع الربع السابق، فهل هذا النمو يلبي طموحات المستثمرين؟ بتحليل إحصائيات الإسمنت التي تنشرها شركة إسمنت اليمامة لقطاع الإسمنت السعودي بعد استبعاد شركتين غير مدرجتين في السوق المالية السعودية فإن الأرقام جاءت كالتالي: أنتجت شركات الإسمنت خلال الربع الثالث نحو 12.1 مليون طن من مادة الإسمنت تمكنت من بيع 11.4 مليون طن في السوق المحلية وصدرت للخارج 651 ألف طن بنسبة زيادة عن الربع المماثل بلغت 121 %، أما المخزون من مادة الإسمنت فقد تراجع في نهاية الربع الثالث بنسبة 17 % عن الربع المماثل، حيث سجل مخزون مادة الإسمنت في نهاية الفتر ة نحو 1.1 مليون طن وعلى أن هذا الرقم يعتبر عاليا لأن مادة الإسمنت لا يمكن تخزينها لفترات طويلة إلا أن الرقم جاء أقل من الرقم المسجل في الربع المماثل عند 1.3 مليون طن، أما إنتاج مادة الكلنكر والتي تعد المادة الرئيسة لصناعة الإسمنت فقد أنتجت المصانع السعودية نحو 13.4 مليون طن تم بيع 532 ألف طن في السوق المحلية عن طريق شركة واحدة فقط وهي شركة إسمنت حائل، ونجحت بعض شركات الإسمنت في تصدير 1.6 مليون طن مقارنة مع 1.4 مليون طن بنسبة نمو بلغت 15 % والتصدير اقتصر على الشركات التي تقع بالقرب من الحدود مثل إسمنت تبوك ونجران أو التي تقع بالقرب من السواحل البحرية؛ لأن تكلفة النقل البحري أقل بكثير من النقل البري مما يساعد الشركات المصدرة على المنافسة في الأسعار، المخزون من مادة الكلنكر ارتفع بنسبة 4 % في الوقت الذي كنا نتوقع أن يتراجع المخزون لأن الطلب على الإسمنت زاد هذا العام مع زيادة الإنفاق على المشروعات، زيادة مخزون مادة الكلنكر لا شك أن له آثار سلبية مثل زيادة تكلفة الإنتاج مع أن المادة يمكن تخزينها في الهواء الطلق لفترات طويلة إلا أن كلفة النقل تزيد من تكاليف الإنتاج ولذلك تحاول بعض الشركات تخفيض مخزونها من الكلنكر من خلال التصدير أو البيع على الشركات الأخرى، كما فعلت شركة أسمنت حائل حيث باعت نحو 1.1 مليون طن من بداية العام الحالي محليا ونجحت في تخفيض مخزوناتها بنسبة 21 % ما جعلها تحقق نموا في الأرباح بنسبة 31 %، عدد الشركات التي حققت نمو في الأرباح 8 شركات في مقدمتها شركة إسمنت اليمامة التي حققت نمو بنسبة 154 % بعد سنوات من تراجع الأرباح بسبب نقل المصنع الى موقعه الجديد خارج مدينة الرياض على عدة مراحل كان آخر ما أعلن عنه هو نقل خط الإنتاج رقم 7 من في 20 أبريل 2021 ويبدو أن الانتقال النهائي قد اكتمل لأن إنتاج الإسمنت نما هذا الربع بحدود 52 % وإنتاج مادة الكلنكر نما بنحو 40 % أما مبيعات الإسمنت في السوق المحلية فقد نمت بنحو 57 % وأتوقع استمرار النمو الإيجابي لعمليات شركة إسمنت اليمامة خلال الفترة المقبلة لأن المصنع الحديث روعي فيه خفض تكاليف الإنتاج، شركتا أسمنت ينبع والعربية نمت أرباحها على التوالي بنسبة 95 % و56 % وهذا يعود إلى سببين قربهما من المشروعات الكبرى والسبب الآخر القدرة على التصدير عن طريق البحر الذي يعتبر أقل كلفة من التصدير عن طريق النقل البري. من خلال تحليل الأرقام نتوقع أن تنمو أرباح قطاع الإسمنت خلال الفترة المقبلة مع زيادة الإنفاق الحكومي على المشروعات بالإضافة إلى التوسع في تطوير الأحياء العشوائية في منطقة مكةالمكرمة، ولكن الشركات الصغيرة والتي تقع في الدخل قد تعاني خلال الفترة المقبلة ولذلك لا بد أن يكون خيار الاندماج مطروحا على طاولة مجالس إدارات هذه الشركات من أجل خفض التكاليف والتوسع الجغرافي، عدد مصانع الإسمنت 16 مصنعا بالإضافة إلى مصنع الرياض المتخصص في إنتاج الإسمنت الأبيض، وأعتقد أن هذا العدد من المصانع كبير ولا يحقق عدالة المنافسة لأن السنوات الماضية شهدت حربا في الأسعار أضرت بمعظم الشركات، وقد نرى قريبا عددا من عمليات الاستحواذ والاندماج، البداية كانت قبل شهر، حيث وقعت شركتا إسمنت القصيموحائل مذكرة تفاهم للاندماج وإن نجحت عملية الاندماج فهذا من شأنه أن يرفع حجم الإنتاج لتكون الشركة الثانية بعد إسمنت اليمامة.