تتطلع المملكة العربية السعودية لتحقيق إنجاز يحسب للعالم أجمع، وليس لها بشكلٍ خاص، وذلك من خلال تحقيق التوازن البيئي، واتخاذ خطوات عملية جادة في جانب مهم وهاجس دولي يتمثل في التغيير المناخي، عبر مبادرات، الشرق الأوسط الأخضر، السعودية الخضراء، لرسم خريطة إقليمية لحفظ الحياة ورفع جودتها، في بادرة تقدمها المملكة لصنع الفارق العالمي في حفظ الطبيعة والإنسان والحيوان ومواجهة تحديات التغير المناخي، لحماية كوكب الأرض. وأعلنت المملكة إنشاء منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، وتأسيس مركز إقليمي للتغير المناخي، وإنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وتأسيس مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف، وتأسيس مركز إقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية، وإنشاء برنامج إقليمي لاستمطار السحب، وسيكون لهذه المراكز والبرامج دور كبير في تهيئة البنية التحتية اللازمة لحماية البيئة وتخفيض الانبعاثات ورفع مستوى التنسيق الإقليمي، خاصة وأن مواجهة التغير المناخي تتطلب تطوير التقنيات وخلق البيئة المناسبة لتمويلها، والحفاظ على الثروات الطبيعية التي تمتلكها منطقتنا، وتعزيز التعاون بيننا لأجل ذلك. تسعى مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إلى التصدي لأزمة المناخ من خلال حشد وتكثيف جهود التعاون في المنطقة وتعزيز العمل المناخي إقليمياً وعالمياً، إذ تقدم المبادرة خارطة طريق طَموحة وواضحة للعمل المناخي الإقليمي، مما يضمن المساهمة بشكل كبير في تحقيق الأهداف المناخية العالمية، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 10 %، من المساهمات العالمية، والمساهمة في تحقيق 5 %من الهدف العالمي للتشجير. وتساهم المملكة بتمويل 15 % من أصل 39 مليون ريال مخصصة لتطوير حلول الوقود النظيف للطهي، والصندوق الإقليمي للاستثمار في تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون، ونجحت المملكة في تسريع وتوسيع نطاق التعاون والعمل المشترك مع العديد من الدول. وتجمع مبادرة الشرق الأوسط الأخضر قادة العالم المشاركين في مؤتمر كوب 27 لتسليط الضوء على احتياجات المنطقة عالمياً، وإيجاد حلول تسهم في دعم رحلة الانتقال الأخضر دون ترك أحد خلف الركب. وتهدف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر إلى توفير الدعم اللازم لدول المنطقة لخفض انبعاثاتها الكربونية بنسبة تتجاوز 10 %من المساهمات العالمية، والحدّ من الانبعاثات الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من 60 %، وزراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط 10 مليارات شجرة داخل أنحاء المملكة خلال العقود القليلة المقبلة أي ما يعادل 5 ٪ من الهدف العالمي للتشجير، وتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنوياً بحلول عام 2030، وزيادة مساحة المحميات الطبيعية إلى أكثر من 30 %من إجمالي مساحة المملكة. تواصل المملكة حشد جهود العديد من أصحاب المصلحة لتحقيق الأهداف المشتركة والمتمثلة في التصدّي لتغير المناخ، وإتاحة المجال للعمل الجماعي وتعزيز تأثيره، سعياً لتوفير الممكنات اللازمة لتحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وأعلنت المملكة عن مبادرة إقليمية لحلول الوقود النظيف، لأغراض الطهي، من أجل توفير حلول غذائية نظيفة لأكثر من 750 مليون شخص حول العالم، بالإضافة إلى تأسيس صندوق استثمار إقليمي مخصص لتمويل الحلول التقنية لاقتصاد الدائري للكربون، وزراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء المنطقة، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي غير الصالحة للزراعة، أي ما يعادل 5 %، من هدف التشجير العالمي، مما سيساهم في خفض مستويات الانبعاثات الكربونية حول العالم بنسبة 5.2 %. وتعتبر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر أول تحالف من نوعه في المنطقة، بهدف التخفيف من تأثيرات تغيّر المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتقدم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر خارطة طريق طموحة وواضحة للعمل المناخي الاقليمي، مما يضمن تنسيق الجهود واتباع نهج موّحد لمواجهة تبعات تغير المناخ على دول المنطقة، وتضمن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر خلق فرص اقتصادية ضخمة في المنطقة، كما ستؤدي التنمية المستدامة الناجمة عنها إلى دفع عجلة التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل وتحفيز استثمارات القطاع الخاص في عموم المنطقة، مما يعود بالنفع على الأجيال المقبلة ويفتح الآفاق أمام المستقبل الأخضر. جدير بالذكر، لا تتجاوز حصة إنتاج الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط 7 %، وأن التقنيات التي تستخدم في إنتاج النفط في المنطقة ليست ذات كفاءة، وستعمل المملكة مع هذه الدول على نقل المعرفة ومشاركة الخبرات مما سيسهم تخفيض انبعاثات الكربون الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة بأكثر من 60 %، وأن هذه الجهود المشتركة ستحقق تخفيضاً في الانبعاثات الكربونية بما نسبته أكثر من 10 % من المساهمات العالمية.