نظم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ندوته الأسبوعية تحت عنوان (تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء) بمقر المركز بمدينة الرياض، واستضاف اللقاء كلا من الأكاديمية والباحثة في أدب الطفل د. وفاء بنت إبراهيم السبيل، والأكاديمية وكاتبة الرأي د. نادية بنت عبدالله الشهراني، وأدار اللقاء مدير الاعلام والاتصال بالمركز إبراهيم بن سعود الحوتان. وتناولت الندوة عدة محاور أهمها مفهوم الهوية الوطنية ومكوناته، وأهمية دعم الشعور بالوطنية للمحافظة على استقرار المجتمع بما يسهم في حماية النسيج المجتمعي، والطرق والأساليب التربوية لدعم الشعور بالوطنية لدى النشء، ومبادئ رؤية المملكة في تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء، وأهمية الشراكة والتكامل المؤسسي والمجتمعي لدعم الشعور بالهوية الوطنية والمحافظة عليها في ظل المتغيرات الحديثة. واستهلت الدكتورة وفاء بنت إبراهيم السبيل اللقاء بالحديث عن تعريف مفهوم الهوية الوطنية والصفات والسمات التي يتميز بها الفرد وتعبر عن شخصيته وانتمائه واعتزازه فهي الصورة التي تعكس معتقداته وعاداته واتجاهاته وفكره وقيمه، وأشارت أن المقصود بالهوية الوطنية هي عبارة عن مجموعة من العادات إضافة إلى اللغة والتاريخ والقيم والدين والأشياء المادية المشتركة التي تكون مصدرا للوفاق والتضامن الاجتماعي بين الأفراد، واعتبرت أن الهوية السعودية تتكامل مع مبادي الدين الإسلامي السمح، وأشارت إلى أهمية مشاركة مؤسسات المجتمع المدني كفاعل أساسي إلى جانب التعليم في بناء مجتمع المواطنة وتكوين الهوية وتحقيق الأمن وبناء مجتمع يعتز بهويته الوطنية. فيما أشارت الدكتورة نادية الشهراني حول أهمية تعزيز الهوية الوطنية في مرحلة التنشئه مع التركيز على الهوية الوطنية السعودية ومكامن قوتها، وبيان الدور الذي تنهض به المناهج التعليمية في تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء في ضوء رؤية السعودية 2030. واستعرضت الشهراني مشروع تعزيز الشخصية السعودية كأحد برامج الرؤية من خلال إعداد مجتمع حيوي لتؤكد أن الثروة الحقيقية للوطن تكمن في المجتمع بأفراده الممثلين للهوية الوطنية بعمقها العربي الإسلامي والحضاري، ولتؤكد أننا نفتخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي وتدرك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الهوية الوطنية. وحذرت الشهراني من المؤثرات الخارجية كالإعلام والمجتمع المدرسي في حال عدم وجود الوعي الكافي في تشكيل هوية الأبناء وشددت على أهمية تكامل الجهود بين جميع المؤسسات والهيئات في تحقيق الهدف المطلوب وهو تعزيز الهوية الوطنية، معتبرة أن التعليم له دور هام في تربية النشء وغرس القيم الوطنية منذ السنوات الأولى لتكريس الثوابت الوطنية وترسيخ ثوابتها ودعائمه الأساسية. وتحدث الضيوف، عن أهمية دور الأسرة الصغيرة والممتدة في تنمية روح الوطنية والمواطنة في نفوس أطفالها من خلال غرس السلوكيات والممارسات العملية الدالة على حب الوطن والانتماء له، مؤكدين أن الأسرة المستقرة هي التي تشبع حاجات الطفل وتعد عاملا مهما من عوامل سعادته واتزانه وتكامل شخصيته، ومن ثم قدرته على التفاعل بشكل إيجابي مع المجتمع. وحظي اللقاء بالعديد من المداخلات والمقترحات من المشاركين والمشاركات مؤكدين على ضرورة تعزيز الهوية والثقافة الوطنية بنقل المفاهيم للطفل، وبث الوعي فيه بتاريخ وطنه وإنجازاته، وتثقيفه بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن إلى جانب تعويده على العمل المشترك وحب العمل لخدمة وطنه.