أكد مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة طيب أن الهوية هي الانتماء، والانتماء فخر واعتزاز، «وهويتنا جميعاً ترتبط بثوابت لا نحيد عنها مهما تقلبت الأحوال، ودارت الأزمنة». وأوضح طيب خلال افتتاحه فعاليات ملتقى هويتي في الجامعة يوم أمس ويستمر ثلاثة أيام «أن هويتنا هي مجموعة من المكارم، العقيدة والدين، واللغة واللسان، والتاريخ والأصالة، والثقافة والاجتماع، إضافة إلى الأرض»، لافتاً إلى أن تعزيز الهوية هو الطريقة المثلى والمنهج القويم في بناء الشخصية السوية، وتلك أدوات ناجحة لغرس القيم العالية في نفوس النشء، ودعمها في نفوس الكبار. وأشار إلى أن التمسك بالقيم الدينية والاجتماعية والثقافية من قبل الفرد هو صمام الأمان، من أجل مجتمع وطني له من الاهتمامات العالية والأخلاق الرفيعة، وما يتباهى به المجتمع عزاً وافتخاراً بأبنائه وبناته. وطالب طيب بتأصيل هذه القيم العالية في نفوسهن، وتطبيقها في حياتهن العامة والخاصة، وقال «هذا يقودنا إلى مجتمع معافى من كل العوائق النفسية والأمراض الاجتماعية التي لن يتأتى إلا بتدعيم القيم الإسلامية في حياتنا، فهي المحك الأساسي لكل نجاح في تعميق مفهوم الهوية لدى بناتنا الطالبات». من جانبها، أكدت عميدة شطر الطالبات الدكتورة هناء النعيم أن الأمة لا ترقى ولا تتميز بين الأمم إلا إذا كانت لها هويتها الخاصة وبصمتها التي ليس كمثلها بصمة، وتميز الأمة بهويتها يبنى على تميز أفرادها واعتزازهم بهويتهم وشعورهم بالانتماء إلى كيان كبير يضمهم وقيم رفيعة تجمعهم. وقالت "لابد أن تغرس الهوية في النفوس منذ الصغر، ثم تعزز بالسقيا والرعاية لتكون قادرة على مواجهة أي تيار، وعلى الصمود أمامه". ولفتت إلى أن الجامعة تقدم خلال هذا الملتقى ندوات ودورات، ومحاور مختلفة، إيماناً ًمنها بدورها التوعوي وكونها إحدى مؤسسات المجتمع التي تصب جهودها فيما فيه خير وصلاح هذا الوطن الغالي. بدورها، حددت وكيلة عميدة شؤون الطالبات منال مديني أهداف هذا الملتقى وقالت ل «الحياة» يهدف هذا الملتقى إلى غرس الهوية بمعناها الحقيقي في وعي ومشاعر الجميع، لتشكل لهم منظومة حياة تؤثرفي طريقة حياتهم وحياة الآخرين المحيطين بهم، وتوضح أهمية الأسرة في بناء الإنسان وتشكل هويته، وكيف أنها أولى اللبنات في هذا البناء. وأضافت أن الملتقى يهدف إلى العمل على نقل مفهوم الهوية من النظريات الفكرية المثالية، إلى التطبيق كمنظومة حياة تمتد إلى جميع نواحي حياة الإنسان كالملبس والمسفر والمناسبات المختلفة، إضافة إلى أن يشعر كل مسلم أن نفسه مليئة بالعزة، فلا يخجل من إظهار شعائر دينه في أي مكان. وأشارت مديني إلى أن الإقبال كان كبيراً جداً في فعاليات الملتقى ومن جميع الفئات، ولم يقتصر الحضور على طالبات الجامعة فقط بل حضرت إلى الملتقى أكاديميات وسيدات مجتمع وربات منازل. ومن جانبها، شددت عضو اللجنة العلمية كوثر كابلي على أن الملتقى بالنسبة لليوم الأول يعد ناجحاً، كونه شهد مشاركة العديد من الخبرات والأكاديميين المتمرسين كالناشط الاجتماعي الدكتور ميسرة طاهر والدكتورة فوز كردي واستطاعا توضيح العديد من النقاط وإيصال معلومات مهمة وبأسلوب شيق ورائع، وفق أسلوب علمي وديني. وكانت الدكتورة فوز كردي ناقشت طرق تعزيز مشاعر الانتماء لدى المعلمات للدين والوطن من خلال التحفيز على بذل الجهد لأداء المسؤولية بإتقان و إبداع، والتعريف بميثاق أخلاقيات مهنة التدريس وأهمية التزامه والتعريف بمعوقات التفاعل النشط المطلوب في قاعة الدرس. إضافة إلى أبرز المهارات المطلوبة من أجل تعليم يصنع أجيالاً. ولفتت كردي إلى أهمية دعم القدرة على التفريق بين الثوابت والمتغيرات في الحياة اليومية وحسن التعامل معها، وقالت «لابد من الشعور بأهمية الثوابت في الهوية والأخلاق والتعاملات الاجتماعية والتعريف بنماذج من المتغيرات في الحياة اليومية وكيفية التعامل معها وتعميق الفهم لكون التغيير إرادة كونية، ومراعاة الثوابت إرادة شرعية، إضافة إلى توضيح منهج التربية الأصيلة في التعامل مع المتغيرات بلا انبهار ولا انغلاق».