إن التطور السريع لنمط الحياة ومع ما نشاهده من أحداث عالمية من حولنا حدثت أو تحدث أو قد تحدث مستقبلا، مما يحدث تغييرا في النظرة والتفكير والإدراك والمشاعر والاتجاهات نحو هذه الأمور ونحو الموضوعات الأخرى التي ترتبط به ونحو العالم المحيط بالفرد والجماعة. ومن الأهمية بمكان عدم الاستجابة للتشاؤم والإحباط واليأس، أتمنى مع بداية القرن الواحد والعشرين أن يخترع فيتامين التفاول، فينبغي علينا أن ننشر ثقافة التفاؤل ونجعلها أسلوب حياة، بالإمكان أن أكون متفائلا ومحققا الاكتفاء الذاتي دون أن تتوقف حياتي على مساعدة أنتظرها من هنا أو هناك، كما لا بد من الابتعاد قدر الإمكان عن الإنسان النكدي، أين نحن من ثقافة التفاؤل؟ وهل سعينا إلى غرس هذه الثقافة لدى نفوس النشء؟ وما دور المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك؟ كل تلك التساؤلات زادتني اقتناعًا أن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس. يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل، الأمل هي تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها إلا أنها تفتح آفاقا واسعة في الحياة، أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسرا من الأمل على نهر من اليأس، مع ضغوطات الحياة غير نظرتك للأشياء السلبية كالمشكلات والعقبات التي تكون في محيطك أو تواجهك، فالنظر دوما للجزء الفارغ من كوب الماء لن يروي عطشك بإيجاد حل أو التخلص من الحالة النفسية التي تعتريك، جرب أن تزيح ناظريك عن ذلك الجانب المتشائم إلى جانب أكثر تفاؤلا وإيجابية، انظر إلى الجزء الممتلئ من الكوب وإن كان قليلا. فكر بالأمور التي أنجزتها وليس بما لم تستطع القيام به، فربما قد أنجزت الكثير لكنك شعرت بالإحباط بسبب الأمور البسيطة التي لم تتمكن من إكمالها، ومن غير العدل في حق نفسك أن تتجاهل الأمور الكثيرة التي أنجزتها فقط لأنك لم تتمكن من أحدها، حاول مجددا ولا تيأس أو تجاوزها إن لم تكن مهمة لتحقيق إنجازات أخرى. أنا شخصيا أتمسك ببارقة الأمل من أجل الحياة، واستشعار أن بعد العسر يسرا، وأن بعد الحزن فرحا، والتحدي أمام صعوبات الحياة ومجالدة اليأس بالعزيمة القوية. وأخيرا من باب التفاول آمل أن تتوصل البشرية إلى سلام وأمن وأمان ووفاق وتعاون.