تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصارها على مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لليوم الثامن على التوالي، فيما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها على حواجز القدس، في وقت واصلت التضييق على الفلسطينيين في عناتا ومخيم شعفاط. واحتجزت قوت الاحتلال عشرات العائلات الفلسطينية من بلدات محافظة نابلس، ومنعت سكان بلدة سالم الدخول إلى أراضيهم، حيث احتجزتهم عند أحد البوابات العسكرية، في أول يوم لهم لقطف ثمار الزيتون شرق الشارع الاستيطاني. ويأتي ذلك، فيما تواصل قوات الاحتلال التضييق على الفلسطينيين في محافظة نابلس، وحصار الميدانية لليوم الثامن على التوالي، من خلال إغلاق بعض الحواجز والطرقات. وأغلقت قوات الاحتلال، غالبية الحواجز الرئيسية والفرعية، ومنعت الفلسطينيين أمام حركة المركبات من داخل نابلس إلى خارجها. وتمنع قوات الاحتلال، حركة المركبات في الكثير من الأحيان عبر الحواجز والطرق المختلفة، وخاصة في قرى جنوب وشرق المحافظة. وفي منطقة القدس، شددت قوات الاحتلال، من إجراءاتها بحق المقدسيين على بعض الحواجز العسكرية. ومنعت قوات الاحتلال طلاب وطالبات المدارس من المرور عبر حاجز مخيم شعفاط، وشددت تلك القوات من عمليات التفتيش على الحاجز نفسه، ما تسبب بأزمة خانقة في المكان.وعمدت قوات الاحتلال الى التنكيل بالسكان، من خلال اتباع إجراءات تفتيش دقيقة، وذلك مع توجه آلاف العمال والموظفين وطلبة المدارس الى أماكن الدراسة والعمل.واتخذت إجراءات مماثلة على حاجز عناتا، وحاجز حزما، حيث منعت قوات الاحتلال بعض الشبان من الخروج عبر الحواجز، واجبرتهم على العودة دون سبب.واقتحمت قوات الاحتلال بمركباتها وفرقها المختلفة مخيم شعفاط وبلدة عناتا بعد منتصف الليل، وانتشرت في الشوارع واعتلت أسطح البنايات، وداهمت أحد المنازل. كما اقتحم مستوطنون متطرفون، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته. وأوضحت أن المستوطنين أدوا طقوسًا تلمودية في باحات الأقصى، وأمام بابي الأسباط والقطانين، وفي المنطقة الشرقية منه، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال. وتواصل شرطة الاحتلال فرض قيودها على دخول المصلين الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، وتحتجز هوياتهم عند بواباته الخارجية. وخلال «عيد العرش» اليهودي، والذي استمر لمدة ثمانية أيام، اقتحم 5094 مستوطنًا المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته وعند أبوابه الخارجية، وسط قيود فرضتها شرطة الاحتلال على دخول المصلين للمسجد، ومنعت دخول من هم دون ال50 عامًا. واعتدت قوات الاحتلال على المرابطات بالدفع والضرب في طريق باب السلسلة بالبلدة القديمة، وأبعدتهن عن المكان بالقوة، تزامنًا مع اقتحامات المستوطنين. من جهة ثانية، أطلقت قوات الاحتلال، قنابل الغاز صوب الأراضي الزراعية، شرقي بلدة خزاعة في خان يونس (جنوبغزة). وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال قامت بإطلاق عدد من قنابل الغاز بشكل مفاجئ، صوب مزارعين في منطقة حي النجار شرقي خزاعة، ما أجبرهم على الانسحاب خشية على حياتهم. يشار إلى أن هذه المنطقة تشهد بشكل شبه يومي اعتداءات من قبل قوات الاحتلال؛ فيما تشهد معظم المناطق الحدودية اعتداءات مماثلة. من جهة أخرى، لاقت دعوة مجموعات عرين الأسود لأهالي مدينة نابلس بالضفة الغربيةالمحتلة، بالخروج فوق أسطح المنازل والاحتشاد والتكبير، استجابة واسعة امتدت لعدد كبير من مدن الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين.وخرج آلاف الفلسطينيين تلبية لدعوة «عرين الأسود» الذي أطلقتها في بيان لها الليلة الماضية، إلى «النفير العام» وإطلاق التكبيرات، موجهة النداء «لكل مواطن يستطيع حمل السلاح.. وكل من يستطيع القتال بأي شيء» للجاهزية. وبعد دقائق من الدعوة انطلقت في أحياء المدينة وضواحيها صيحات «الله أكبر»، مع إطلاق نار كثيف سُمع في أنحائها. وشهدت عدة مدن وقرى بالضفة الغربيةالمحتلةوالقدس تكبيرات ومسيرات وتجمعات، ففي جنين، انطلقت تكبيرات ومسيرات دعماً للمقاومين في نابلس. وخرج الأهالي في مدينة نابلس التي شهدت استنفاراً كبيراً بعد دعوة «عرين الأسود»، إلى أسطح المنازل في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف فجرا، وأطلقوا هتافات التكبير، كما سمعت أصوات إطلاق الرصاص وعدة تفجيرات. كما تجمع عشرات الشبان على دوار الشهداء وسط نابلس، تلبية لدعوة «عرين الأسود»، وسط انتشار لمركبات الأجهزة الأمنية في المكان. وخرجت في بلدة بيتا جنوب نابلس صدحت سماعات المساجد بالتكبيرات، وخرجت مسيرة مركبات جابت شوارع البلدة، فيما اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال عند مدخل البلدة. ويأتي الاستنفار في ظل التهديدات التي يطلقها الاحتلال بقرب شن حملة عسكرية واسعة في مدينة نابلس للقضاء على مجموعات «عرين الأسود» المقاومة في البلدة القديمة. وفي رام الله تجمع المئات من الشبان وسط مدينة رام الله وأطلقوا هتافات مؤيدة للمقاومة ولعرين الأسود، فيما شهدت مناطق عدة في مدينة القدس وضواحيها تكبيرات ومسيرات، لا سيما في سلوان ومخيم شعفاط وبلدة عناتا المجاورة. وفي مخيم الدهيشة للاجئين قرب مدينة بيت لحم، انطلقت مسيرة حاشدة استجابة لنداء المجموعات المقاومة في نابلس. وشهدت مناطق طولكرم وطوباس وبلدات ومخيمات شمال الخليل مسيرات وهتافات مؤيدة لعرين الأسود. كما لبى الدعوة المواطنون في عدة مناطق منها قطاع غزة، والخليل، وطولكرم وأريحا، وقلقيلية.