أعادت الشاعرة فوزية أبو خالد، تدوير ذاكرة الشاعر البحريني قاسم حداد، واستنطاق ماضيه الشعري خاصة والكتابي عامة واستنفار رؤاه الأدبية، وخلْق حديثٍ ممزوجٍ بالقصيدة، في لقاء عنوانه: "جنة الأخطاء.. تاريخ قاسم" ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، لتشكل إحدى أيقونات برنامجه الثقافي "حديث الكتاب". بُدئ اللقاء بعرض مرئي لمجموعة من قصائد الشاعر قاسم حداد، تبعها قصيدة وكلمةللشاعرة فوزية أبو خالد قدمتها احتفاءً بالضيف صاحب الإصدارات العديدة التي ترجم بعضها للغات أجنبية، إلا أن هناك إصداراً أحبه وفضله عن سائر إصداراته وهو "ورشة أمل" وقال: أصبحت أحبه أكثر من أي كتاب، لا أعرف السر، لربما لأنه سرد روائي رغم أني لست ماهرًا فيه". وعبر تجربة شعرية لقاسم حداد المولود عام 1969، امتدت عقودًا من الزمن أوجدت لديه قناعات منها "أن خصم الشاعر هو الآخر في الشاعر" وعلق: لا بد أن يكون هو الناقد القوي بنفسه، واكتشاف نقطة الضعف فيه قبل الآخرين" وأكمل: لا أعتقد أن هناك أعداء للشعر، ولا أحد من الآخرين مهما بلغت عداوتهم كارهون للشعر. وقال: "في كتابة الشعر لا تكفي الموهبة، بل لا بد من دمجها بالمعرفة، وهذا مهم جدًا، لذلك يتطلب من الشاعر إذا تحققت موهبته أن يثريها بالمعرفة" وزاد: "فكرة أن الشاعر يُعبر أصبحت قديمة وأقل من المسؤولية، فبعد التحولات البنيوية للكتابة يستوجب عليه أن يُقنع القارئ أن ما يكتبه شعرًا مذكراً بجمالية الشعر العربي وموسيقاه الخلابة. وعن الأم في حياة قاسم ومشروعه الشعري أوضح: "في حياتنا الأم تخلق الحياة بما فيها، أعترف بأنني حاولت أن ألمس الأم في حياتي بأشكال مختلفة" وكان إيذانًا لإلقائه قصيدة في والده ووالدته أسماها "خديجة زعفران منديلها" وبوصف إنساني وليس رمزياً كما قال. تحدث قاسم عن جوانب عدة، منها ولعه بالمشاريع الأخرى الرافدة لمشاريعه الكتابية، ممتدحًا تجربته مع الفنان خالد الشيخ، وعن تجربة تدريسه طلبة الدراسات العليا في ألمانيا، قال:" تعلمت هناك احترام الدول الأوروبية للثقافة العربية، وساهمت أحداث شهدها العالم العربي في إقبال الأوروبيين على التعرف بالجوانب الأدبية والثقافية عند العرب.