تصاعد التوتر بين إيران ودول الغرب، بشأن حملة القمع الدامية التي ينفذها النظام، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، التي كانت موقوفة لدى شرطة الأخلاق. حيث قتل 41 شخصاً على الأقل وأوقف أكثر من ألف محتج، في الاضطرابات التي اندلعت إثر وفاة الشابة الكردية البالغة 22 عاماً، بعدما بقيت ثلاثة أيام في غيبوبة، عقب توقيفها بسبب لباسها. وخرج متظاهرون غاضبون في أنحاء إيران، وأطلقوا شعارات مناهضة للمرشد الأعلى ونظام الملالي، وهتفوا ب "الموت للديكتاتور". وردد المتظاهرون شعارات مثل "حياة، حرية، كرامة" بينما أحرقت نساء إيرانيات أغطية الرأس، وقامت بعضهن بقص شعرهن دلالة على احتجاجهن على قواعد اللباس، التي تفرضها الحكومة. كما أوقف قرابة 450 من المحتجين في محافظة مازندران، بعد يومين على توقيف أكثر من 700 شخص في محافظة غيلان. وانتقد الاتحاد الأوروبي إيران وقال: "إن الاستخدام غير المتكافئ للقوة في حق المتظاهرين مرفوض وغير مبرر، وفقاً لبيان مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل". وقال بوريل: "إن الاتحاد الأوروبي سيواصل دراسة كل الخيارات المتاحة، قبل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية، والطريقة التي ردت بها القوى الأمنية الإيرانية على التظاهرات. كما استدعت الحكومة الألمانية سفير إيران في برلين، بشأن قمع الاحتجاجات. وفي أكبر تظاهرات تشهدها إيران منذ ثلاث سنوات، استخدمت قوات الأمن العصي وخراطيم الماء، كما أطلقت أعيرة نارية وذخيرة حية على متظاهرين، ألقوا حجارة وأضرموا النار في آليات للشرطة ومبان حكومية. في حين أفادت منظمة "إيران هيومن رايتس" بمقتل 57 متظاهراً على الأقل، لكنها أشارت إلى أن تغطيتها محدودة بسبب حجب الانترنت وحظر خدمات واتساب وإنستغرام، وقبلهما فيسبوك وتويتر وتيك توك وسواها. ولقيت التظاهرات الإيرانية تضامنا في عدة مدن بأنحاء العالم، حيث اندلعت مواجهات في باريسولندن، عندما حاول متظاهرون الوصول إلى السفارتين الإيرانيتين. حيث أوقف 12 شخصا، وأصيب خمسة من عناصر الشرطة على الأقل بجروح خطرة بحسب شرطة لندن، بعد إلقاء حجارة وزجاجات ومقذوفات، تسببت بإصابة عدد من العناصر بجروح وكسور. أما في باريس، فقد نزل الاف الأشخاص إلى الشارع، وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام في طهران، قبل أن تطلق شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع، لمنعهم من الوصول إلى مقر البعثة الدبلوماسية. الى ذلك حيا الرئيس الأميركي جو بايدن المتظاهرين، وأكد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "التضامن مع نساء إيران، اللواتي يتظاهرن من أجل ضمان حقوقهن ".