لمحة تاريخية: عُدَّت حَجْر اليمامة العاصمة السياسية والاقتصادية لبلاد اليمامة، ومنبرها أحد المنابر الأساسية في الجزيرة العربية؛ كونها منزل السلطان والولاة والجماعة عبر العصور الإسلامية. قامت مدينة الرياض على أنقاض مدينة "حَجْر اليمامة" العاصمة التاريخية لهذا الإقليم في وسط الجزيرة العربية التي ورثت مسمى العاصمة المكانية القديمة؛ "ولهذا فتاريخ المدينتين واحد". وعرفت بين المسميين الحديث (الرياض) والعتيق (حَجْر اليمامة) بعض البلدات والقرى خلال القرن العاشر الهجري، ضمن هذا الموضع الجغرافي، أهمها: بلدتا مقرن، ومعكال، إضافة إلى أحياء أخرى كالصليعاء، والبنية، والعود، وجبرة، وصياح، والخراب، وهذه المواقع قريبة المسافة فيما بينهما لموضع حَجر القديم، الذي أطلق عليه أهالي المدينة اسم مسمى الخراب. أخذ اسم حَجْر اليمامة الذي عرفت به العاصمة التاريخية لهذا الإقليم بالاختفاء تدريجياً، وسمي الموضع الأصلي بالخراب؛ بينما اقتصرت بعض المسميات في القرون المتأخرة على مواضع ملاصقة لأسوار مدينة الرياض في ناحيتها الشمالية الشرقية، وعرفت عند أهلها إضافة إلى وثائقها القديمة ب(بئر حَجْر اليمامة) أو ببعض الأسماء الأخرى ك(قبّة حَجْر) وهذه المواضع كانت أحد أحياء حَجْر القديمة. وخلال القرن العاشر الهجري ظهر التنافس على السيادة بين بلدتي مقرن ومعكال؛ من حيث اتساع حدودهما على مساحة واسعة ضمن الموضع الجغرافي والتاريخي لحَجْر اليمامة وقصباتها؛ ويعود سبب الخلاف بينهما إلى وقوع صراعات وصدامات قديمة بينهما. وأطلق اسم الرياض على المدينة في القرن الثاني عشر الهجري بصفة عامة، وليس على ما ذكره بعض المؤرخين (كالمنقورت 1125ه) في حوادث عام 1049ه بقوله: "وفي سنة تسعٍ وأربعين وألف، مات الشيخ أحمد بن ناصر قاضي الرياض"، فإن إطلاق كلمة الرياض هو بحسب مدلولها في عهد المؤرخ، لا في عهد من ترجم له، وهذا هو الصحيح؛ بالمقابل لم يختفِ اسم الموضعين: مقرن ومعكال عند الأهالي أو يندرس في الوثائق، أو يخفى على بعض الشعراء الذين أشاروا إلى ذلك خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين. أما الأسر الحاكمة لمدينة حجر -مقرن فيما بعد في القرنين التاسع والعاشر الهجريين فكانت أسرة آل درع، وأبرزهم الأمير عبدالمحسن بن سعيد الدرعي الحنفي، الذي كان له اتصال مع جد الأسرة السعودية مانع المريدي الحنفي عندما كانوا في شرق الجزيرة العربية، وقد مدحه الشاعر العارضي جعيثن اليزيدي الحنفي. انتقل الحكم بعد ذلك إلى أسباطه من أسرة آل عساكر، وأبرزهم عبدالله بن عساكر الذي قتل عام 1015ه. لم تكن هناك سلطة قوية عليا قادرة على كبح جماح الأمراء الطامحين إلى السلطة من أسرة متعددة وفرض سيادة الأمر الواقع، ولهذا عانت المدينة من القلاقل والخلافات، حيث تمكن آل مُفرّج من الاستيلاء على الحكم قبل سنة 1033ه ولكن لم يطل بهم المقام؛ إذ تمكن آل مديرس من الاستيلاء على السلطة عام 1037ه. كما أشارت المصادر إلى إن الحكم في مقرن انتقل إلى آل مهنا سنة 1056ه. وبعد مدة وجيزة تمكنت أسرة آل زرعة تولي الإمارة عام 1099ه. ومن أهم الأحداث الخارجية التي تعرضت لها بلدة معكال الملاصقة لمقرن عندما كانت تحكمها أسرة آل فضل تعرضها لغزو من الشريف حسن بن أبي نمي عام 986ه/1578م، بجيش كبيرٍ، وقام بحصارها مدة من الزمن، ثم استولى عليهما، وقتل من أهلها رجالاً، وأخذ أموالاً، وأمّرَ على البلدة رجلاً منهم يقال له: محمد بن عثمان بن فضل. تمكن دهام بن دواس بن عبدالله آل شعلان في عام 1146ه تقريباً؛ الأمير الجديد من حكم مدينة الرياض، التي ضمت البلدات الأخرى من محلاتها القديمة، وذلك تحت سلطته ونفوذه. وعند تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139ه/1727م، حاول قادتها ضم أمير الرياض إلى تلك الدعوة، والقبول بمبادئها، ولكن دهام بن دواس عارض ذلك؛ خوفاً على مركزه ونفوذه؛ فاندلعت شرارة الحرب بينهما، واستمرت قرابة ثمانية وعشرين عاماً (1159ه - 1187ه)، تخللتها بعض السنوات التي قبل فيها أمير الرياض الهدنة أو الإذعان لشروط الدرعية. ونتيجة للانتصارات المتتابعة، وخصوصاً في أوائل العقد التاسع من القرن الثاني عشر الهجري، ولتسارع نمو الدولة السعودية، واتساع نفوذها تمكنت أخيرًا من دخول مدينة الرياض، فهرب أميرها دهام بن دواس إلى الخرج، ثم اتجه إلى منطقة الأحساء عام 1187ه - 1773م. ودخلها الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود "1218ه" وقت العصر في 19 ربيع الآخر عام 1187ه، وأصبحت تابعة للدولة السعودية الأولى. وعين الأمير عبدالعزيز أميراً عليها من قبله وهو الأمير عبدالله بن مقرن بن محمد بن مقرن، ثم وليها في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود "ت 1229ه" عبدالله بن حسن الفاضلي. وكان أمير الرياض عند سقوط الدولة السعودية الأولى 1233ه؛ الأمير ناصر بن حمد بن ناصر العائذي الذي قتل في معركة الحائر سنة 1237ه، ثم خلفه أخوه عبدالله بن حمد بن ناصر حتى عام 1240ه. ونشير هنا إلى أن مدة حكم هذين الأخوين قد تخللتها سيطرة وقتية للإمام تركي بن عبدالله أو غيره على مدينة الرياض؛ نتيجة الظروف العسكرية التي كانت تعيشها المنطقة على يد قوات محمد علي بعد سقوط الدرعية. الرياض خلال عهد الدولة السعودية الثانية توافرت الإمكانات، لاختيار الرياض عاصمة جديدة للدولة السعودية الثانية بما لم يتوافر لغيرها من المدن، من حيث الكثافة السكانية، والمساحة الجغرافية، وموقعها الاستراتيجي، وتاريخها القديم؛ إضافة، إلى الولاء الذي يكنه أهلها للأسرة السعودية والتعهد بالوقوف إلى جانبها، ولهذا أدرك الإمام تركي بن عبدالله ثقلها؛ وحرص على جعلها مركزًا للدعوة والدولة ولتكون مركز نجد كما كانت قبل ذلك. وقد أشار بلجريف إلى الأهمية الاستراتيجية للمدينة، والحس السياسي للإمام تركي بن عبدالله بقوله: "وبحس سياسي سليم ركز تركي اهتمامه على الرياض؛ كون هذه المدينة تصلح من جميع النواحي لأن تكون العاصمة فضلا عن أنها تقع وسط رقعة من الأرض التي تتمتع بخصوبة غير عادية...". ومنذ اللحظة الأولى عمل الإمام تركي بن عبدالله على توطيد نفوذ الدولة في منطقة نجد منطلقًا من عاصمته الجديدة حتى امتدت إلى الأنحاء الشرقية من الجزيرة العربية، وفي آخر ذي الحجة من عام 1234ه، قتل الإمام تركي بن عبدالله على يد الأمير مشاري بن عبدالرحمن بن مشاري بن سعود ولما علم ابنه الإمام فيصل بن تركي بهذا الحدث وهو في الأحساء عاد إلى الرياض، وتمكن من السيطرة على مقاليد الأمور بعد مدة قصيرة ثم توافد المبايعون له من رؤساء البلدان وزعماء العشائر. بدأت ملامح الخطر الخارجي تعود مجددًا إلى المنطقة من محمد علي باشا الذي وجد في أحد الأمراء من آل سعود غطاء لتحقيق أهدافه وتنفيذ خططه؛ وذلك باختيار الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود لتولي السلطة الذي تمكن من السيطرة على مقاليد الحكم بمساندة قوات الإمام فيصل بن تركي، واستطاعت السيطرة على المدينة وتمكنت بعد المفاوضات من أسر الإمام وإرساله إلى مصر في عام 1254ه. وبهذا الحد أسدل الستار على المرحلة الأولى من حكم الإمام فيصل بن تركي وأصبح الأمير خالد بن سعود حاكمًا للبلاد النجدية متخذًا من الرياض عاصمة له ومقرًا لإمارته، ووجد فيه محمد علي أداة وستارًا، لتحقيق غاياته ومقاصده في المنطقة إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً، ففي عام 1256ه/1840م وقعت معاهدة لندن، وتضمنت بنودها سحب القوات المصرية الموجودة في منطقة نجد والجزيرة العربية، باستثناء عدد من الجنود بقوا في الرياض مع الأمير خالد بن سعود، وعلى أثر ذلك انتهز الأمير عبدالله بن ثنيان الفرصة وعمل على تقويض إمارة خالد بن سعود، والقضاء على ما تبقى من النفوذ الأجنبي في المنطقة وبدأ في الإعداد لذلك، ووقوع الصدامات بين الطرفين إلى أن تمكن ابن ثنيان في نهاية الأمر من التغلب عليه، وتولى الحكم ودخل مدينة الرياض عام 1257ه/1841م. وفي الوقت نفسه بعث خطابًا إلى السلطان العثماني في جمادى الأولى عام 1258ه/1842م معلنًا الولاء له، وممهورًا بتوقيعات بعض علماء نجد وأعيانها. لم يستمر ابن ثنيان في الحكم طويلاً، لأن الإمام فيصل بن تركي تمكن من مغادرة منفاه في مصر مع بعض أفراد أسرته، ووصل نجدًا في شهر صفر من عام 1259ه/1834م والنواحي المختلفة من نجد والأحساء للانضمام تحت حكمه، ولا سيما أهل الرياض وبعد أن ضرب حصاره على مدينة الرياض، وفشل المصالحة مع ابن ثنيان، تمكن من إلقاء القبض عليه والسيطرة على المدينة في 26 /4 /1259ه -1843م-. وهكذا بدأت المرحلة الثانية من حكمه التي استمرت ثلاثة وعشرين عامًا، وفيها تمكنت الدولة السعودية من مد نفوذها إلى كثير من البلدان والمناطق ووصفت تلك الحقبة بأنها من أفضل الحقب التي شهدتها البلاد مع بعض المصاعب الداخلية، توفي الإمام فيصل بن تركي في شهر رجب من عام 1282ه/1865م مخلفًا أربعة أبناء: عبدالله، وسعود، ومحمد وعبدالرحمن. تولى الحكم من بعده أكبر أبنائه الإمام عبدالله بن فيصل، ولم يمضِ عام واحد حتى بدأت الفتنة الدهماء بين الأخوين عبدالله وسعود معلنة بداية الصراع والشقاق بينهما على الاختلاف في مسبباته. في عام 1283ه، خرج الأمير سعود من الرياض متجهاً إلى محمد بن عايض في بلاد عسير مؤملاً دعمه ومساعدته، لكنه اعتذر عن ذلك. ثم اتجه إلى نجران، وفيها وجد الترحيب والمساندة، وانضمت إليه بعض القبائل، واتجه إلى وادي الدواسر، وبها انضم إليه مؤيدون ومساندون. وقد تعامل الإمام عبدالله مع تحركات أخيه بحزم، فأرسل جيشاً لملاقاته في المعتلى، وجرت المواجهة وانتصر عليه في ذي الحجة من عام 1283ه، ووقعت بعد ذلك مناوشات عدة بين الطرفين. وبعد مرور أربع سنوات تصادم الفريقان سنة 1287ه في موقعة كبيرة في جودة، حيث هزم فيها الإمام عبدالله بن فيصل، وقتل معه عدد كبير من أهل العارض وغيرهم بسبب خيانة من بعض القبائل، كانت هذه المعركة من أكبر ما أصيب به أهل العارض في حروبهم، وعلى إثرها تمكن الأمير سعود بن فيصل من دخول الرياض ومعه خلائق كثيرة من قبيلة العجمان، فنهبوا البلدات وقتلوا الأهالي. جهزت الدولة العثمانية قوات عسكرية حين استولى الأمير سعود على الأحساء، وأخرجت أخاه محمد بن فيصل الذي سجن في الأحساء بعد وقعة جودة وأسره، متطلعة إلى ضم هذه المنطقة. عندئذ تشجع الموالون للإمام عبدالله في الرياض، وتمكنوا من إخراج الأمير سعود من الرياض، ومنحه الأمان، وتولية الأمير عبدالله بن تركي بن عبدالله بن محمد سعود، حتى قدم الإمام عبدالله بن فيصل من الأحساء بعد فراغه من مقابلة والي بغداد، وتوليه مقاليد الأمور بالرياض عام 1288ه. انطلق الأمير سعود بن فيصل من الأفلاج بعد ترتيب أموره ودعم قواته هناك، مقرراً الزحف على الرياض ومواجهة أخيه، فالتقت تلك القوات في موضع يسمى الجزعة، وذلك في المحرم من عام 1290ه، ودارت الدائرة على الإمام عبدالله بن فيصل، مما مكن أخاه من دخول مدينة الرياض ومبايعة أهلها له، وقامت قواته بأعمال التخريب والنهب والقتل حتى طالت الجهات الشمالية من مدينة الرياض. توفي الأمير سعود في الرياض بتاريخ 18 /12 /1291ه، فتولى أخوه الأمير عبدالرحمن بن فيصل الإمارة، ثم تنازل لأخيه الإمام عبدالله بن فيصل في أوائل عام 1293ه، إلا أن هذا التنازل لم يرضِ أبناء الإمام سعود بن فيصل الذين غادروا إلى الدلمجنوبالرياض. وعلى الرغم من استعادة الإمام عبدالله بن فيصل الحكم في الرياض إلا أن نفوذه لم يتعد العارض، نتيجة الضعف الذي لحق به من جراء الصراعات والفتن التي جرت بينه وبين أخيه الأمير سعود إضافة إلى بروز منافس جديد للحكم من خارج الأسرة السعودية المتمثل في طموحات محمد بن عبدالله بن رشيد، أمير حائل. وتشير الأحداث إلى أن بوادر هذا الاحتكاك مع ابن رشيد بدأت في عام 1293ه، حين توجه الإمام عبدالله بن فيصل إلى القصيم للإيقاع بأمير بريدة حسن بن مهنا أبا الخيل الذي لجأ إلى ابن رشيد، فوصل إليها الإمام عبدالله، وعسكرت جيوشه بها، فاتفقوا على الصلح في عام 1293ه. بعد عدة سنوات وقعت بين الإمام عبدالله وخصمه ابن رشيد مواجهة عسكرية عام 1301ه سميت ب"أم العصافير"، وأسفرت عن هزيمة الإمام عبدالله بن فيصل. وترتب على هزيمته دخول أبناء الإمام سعود بن فيصل مدينة الرياض، نظراً للضعف الذي أصبح عليه حال عمهم الإمام عبدالله بن فيصل؛ وهكذا تمكنوا من الاستيلاء على الرياض، وحبس الإمام، وذلك في المحرم من عام 1305ه. طلب الإمام عبدالله بن فيصل من الأمير محمد بن رشيد نصرته ومساعدته ضد أبناء الإمام سعود بن فيصل، فلبّى ابن رشيد ذلك متظاهراً بصداقته للإمام عبدالله، وتقديراً لكبر سنه وكونه مصاهراً لابن رشيد، وبعد وصوله الرياض وقع الصلح بينهم، وتضمن خروج أبناء الإمام سعود بن فيصل من الرياض إلى الخرج مع أموالهم وسلاحهم، وفي الوقت نفسه تعيين سالم بن سبهان على الرياض ممثلاً لابن رشيد، كما قام بإجراء آخر لتتمة هذا الصلح تمثل في مغادرة الإمام عبدالله بن فيصل وبعض آل سعود معه إلى حائل، وذلك في جمادى الأولى من عام 1305ه. وبعد مرور سنتين أذن ابن رشيد للإمام عبدالله بن فيصل وأخيه عبدالرحمن بالعودة إلى مدينة الرياض عام 1307ه، لكن الإمام عبدالله بن فيصل توفي بعد عودته بيومين، بعدها تمكن الإمام عبدالرحمن بن فيصل من تولي زمام الأمور بعد أن سجن أمير الرياض ابن سبهان إلا أن محمد بن رشيد توجه إلى الرياض وحاصرها، وبعد مفاوضات جرى صلح بينهما، وذلك في ربيع الأول من عام 1308ه، على أن يطلق الإمام عبدالرحمن ابن سبهان من سجنه، وأن يطلق ابن رشيد سجناء آل سعود في حائل. وإثر ذلك خرج ابن رشيد من الرياض، وتوجه إلى حائل، ومنها إلى القصيم لقتالها، حصلت بينهما وقعتان: الأولى تكللت بانتصار أهل القصيم، ووقعت الأخرى بعدها بعشرة أيام، وهي وقعة المليداء، التي انتصر فيها ابن رشيد انتصاراً قوياً، وقتل على إثرها خلق كثير من أهل القصيم، وذلك في 1308/6/13ه، وخلال هذه المعركة توجه الإمام عبدالرحمن؛ لنجدة أهل القصيم ونصرتهم، وفي مسيره إليها علم بما حدث، فرجع إلى الرياض، ثم خرج منها إلى بادية العجمان، وبعد ذلك سار إلى الدلم، وتمكن من طرد أميرها المعين من ابن رشيد والاستيلاء عليها في أول عام 1309ه، ثم توجه إلى الرياض التي كان أميرها أخوه محمد بن فيصل من قبل ابن رشيد، فدخلها بغير قتال وملكها. ونتيجة لذلك زحف ابن رشيد بجيشه المكون من البادية والحاضرة جنوباً إلى الرياض، والتقى بقوات الإمام عبدالرحمن في معركة حريملاء، وكانت الغلبة لابن رشيد فاتجه الإمام إلى قطر؛ للإقامة بها مؤقتاً، ثم الكويت للاستقرار فيها. واصل محمد بن رشيد سيره إلى الرياض، وبعد أن دخلها قام بإزالة أسوارها، وهدم قصرها القديم والجديد، وذلك في شهر صفر من عام 1309 ه/ 1891م وعين الأمير محمد بن فيصل بن تركي أميراً عليها. وبذلك أسدل الستار على هذه الحقبة التاريخية للدولة السعودية الثانية. الرياض خلال عهد الدولة السعودية الثالثة خلال الدولة السعودية الثالثة فقد بدأت بواكرها بدخول الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- إلى الرياض في الخامس من شوال عام 1319ه، حيث تمكن الملك عبدالعزيز في شبابه ذلك الوقت بالدخول إلى هذه المدينة وفق خطة محكمة في سبيل استعادة ملك آبائه وأجداده، واتخذ من الرياض مقراً له، وسعى بعد ذلك لإدخال المدن النجدية تحت حكمه، ثم بعد ذلك سعى في عام 1331ه في السيطرة على منطقة الأحساء، ودخول هذه الأخيرة جسد أهمية كبرى في إيجاد منفذ جديد للمملكة العربية السعودية في إطلالها على البحار، ثم تمكين الملك عبدالعزيز من ضم المدن والأقاليم الأخرى كأقاليم الحجاز في عام 1343ه، وطد الأمن في أنحاء الجزيرة العربية، إلى أن تم إعلان مسمى تأسيس المملكة العربية السعودية 1351ه، بعد ذلك سعى الملك عبدالعزيز إلى تأسيس بعض الوزارات القيادية في المملكة كوزارة الخارجية ووزارة الداخلية وغيرها من الوزارات ذات السيادة، كما عمل الملك عبدالعزيز في تكوين هذه الدولة على عنصر بارز ومهم في نشأة أي مجتمع وتطويره والحفاظ عليه ومن ذلك تأسيسه لبعض المؤسسات الأمنية مثل: الشرطة، والسيادية مثل: الدفاع، وغيرها من الوزارات. واستمر الملك عبدالعزيز في عملية التطوير والوحدة والبناء واستتباب الأمن في أرجاء هذه البلاد حتى وفاته رحمه الله في عام 1373ه. *مؤرخ وباحث في تاريخ المملكة العربية السعودية جانب من سوق المقيبرة عام 1356 الرياض عام 1917 شارع في الرياض عام 1937 العمارة التقليدية في الرياض