«هيئة الطرق»: مطبات السرعة على الطرق الرئيسية محظورة    هل اقتربت المواجهة بين روسيا و«الناتو»؟    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    الشاعر علي عكور: مؤسف أن يتصدَّر المشهد الأدبي الأقل قيمة !    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    أرصدة مشبوهة !    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    «المسيار» والوجبات السريعة    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موضع أم تينة بين الوثيقة والقصيدة
من وثائق وأشعار بلدة مقرن (إحدى بلدات الرياض القديمة) في القرن الحادي عشر الهجري
نشر في الجزيرة يوم 07 - 12 - 2020

تعد الوثيقة وعاءً مهماً يغترف منه المؤرِّخون المزيد والجديد وتنال من عتبتها مسك المفاتيح وتأمل الحقيقة وتُستقى العبرة ويُستدعى التاريخ للبحث والحفظ والضبط ويستنهض المجتمع ذاكرته من المصادر والوثائق والروايات الصحيحة.
لعبت مدينة الرياض دوراً أساسياً بالنسبة لوسط الجزيرة العربية عبر أطوارها التاريخية المتعاقبة، فكلما سُدت فجواتها رويداً رويداً وتحت أي ظرف استقبلت جزءاً جديداً من تاريخها وكشفته فأصبحت محطة من محطات العبور حتى تنطلق رحلتها الأخرى مشاركة في صنع حياه المدينة وتاريخها القديم.
تنطلق بنا الوثيقة المكانية والأبيات الشعرية للدلالة على أحد شواهد الأسماء في مدينة الرياض القديمة وهذا الموضع والمكان (أم تينة) يرتبط بوثيقة وقصيدة من تاريخ مدينة الرياض في القرن الحادي عشر الهجري.
حملت الوثيقة ثلاثة أسماء لموضع واحد في بلدة وهي:
1 - مقرن (البلدة الرئيسة).
2 - «أم تينة». سُميت بذلك لوجود شجرة التين في هذه الجهة.
3 - بئر العمراني. (البئر الخاصة بأم تينة).
فأما مقرن: بلدة كبيرة من بلدات حَجْر اليمامة وعرفت بهذا الاسم في القرن العاشر الهجري وقامت على أنقاضها مدينة الرياض الكبرى وجاء ذكر مقرن منذ القرن العشر الهجري في عدد من المصادر والوثائق والقصائد النبطية القديمة. وعدّت مقرن من أشهر المراكز العلمية في نجد وخاصة في القرن العاشر والحادي عشر الهجريين. كما اتسعت حددوها المكانية وتداول على أمرتها عدد من الأسر الحاكمة منذ القرن العاشر الهجري.
في عام 1187ه دخلت الرياض تحت الدولة السعودية الأولى وعندما تمكن الإمام تركي بن عبدالله من إعادة تكون الدولة السعودية الثانية وجعل الرياض عاصمة للبلاد وشرع في إجراء عدد من الإصلاحات والإضافات المعمارية للمدينة (الحياة العلمية في مدينة الرياض في عهد الدولة السعودية الثانية، الرياض، دار عالم الكتب, 1441ه, 40).
الحدود الجغرافية لبلدة مقرن
يحد بلدة مقرن من الشرق وادي الوتر (البطحاء) ومن الغرب أحياء المشيقيق والعجلية وغيرهما. ومن الغرب الجنوبي قليلاً بلدة حجر اليمامة القديمة التي عرفت بالخراب.
ومن الجهة الشمالية: ظهار الوشام (الوشم) ومن الجنوب بلدة معكال. وقد تتداخل بعض الجهات الجنوبية الغربية قليلاً بين البلدتين نظراً للطرق القديمة العابرة بينهم ضمن النخيل الممتدة على هذه الجهة.
معلومات حول وثيقة أم تينة وبئر العمراني
عرفت بعض الوثائق القديمة لبلدة مقرن في القرن العاشر الهجري ومنها وثيقة الكبيشية الخاصة بالأميرة جليلة بنت الأمير عبدالمحسن بن سعيد الدرعي الحنفي ورغم أن حكم الوقفية حدث في هذا التاريخ-969ه- إلا أنها تعود إلى منتصف القرن التاسع الهجري (للمزيد حول الوثيقة. مجلة دارة الملك عبدالعزيز. من وثائق الوقف في مقرن عام 969ه، لعام 1425ه).
وهناك مجموعة من الوثائق الخاصة للمدينة وأحكام قضاتها نقلها الشيخ أحمد بن محمد المنقور في كتابه الفواكه العديدة، كما أن هناك عدداً آخر من الوثائق والفتاوى التي تشير إلى بعض القضايا حول الأملاك الزراعية في مقرن ومعكال بخط الشيخ محمد بن ربيعة العوسجي وغيرهما من الوثائق المحفوظة لدى الكاتب.
تعد الوثيقة أم تينة -كذلك- من أقدم الوثائق الخاصة في بلدة مقرن (الرياض) وتزداد أهميتها بذكرها إحدى آبارها القديمة التي تعود للفترة الزمنية لمسمى (حَجر اليمامة) قبل إطلاق مقرن على هذه المواضع في القرن العاشر الهجري.
وموضع أم تينة داخل فيه بئر العمراني وقد يقتصر على أحد الاسمين مفرداً أو جمعاً كأم تينة وبئر العمراني، أو أم تينة، أو العمراني. وإلا فإن المرجح قدم اسم العمراني على أم تينة كونها بئراً مشهورة وقد تتغير أسماء الأملاك المجاورة لها بتقادم السنين والقرون.
يحيط بموضع أم تينة (أو العمراني) الذي نتحدث عنه عدد من الأملاك الزراعية المعروفة لدى أهل الرياض ويتذكروها حتى عهد قريب، فقد كان الشارع الرئيسي (الكباري) والممتد حتى شارع الخزان من الشمال إلى الجنوب تخترقه المزارع مع وجود بعض الأبراج والآثار القديمة حتى تمت أزيلتها بسبب تخطيط الشارع ولاسيما عام 1396ه ثم وسع الشارع مرة أخرى لمشروع طريق الملك فهد الذي بدأ عام 1406ه وافتتح في عام 1410ه. ويحيط بموضع أم تينة حسب وثيقتها الثانية في القدم والمدونة بتاريخ: 1335ه. التالي: الناحية الشمالية: السوق (معبر طريق) والجنوبية: الداخلة ومن الشرق خندق. ومن الغرب حدد بموضع الأثلة. وهذه الحدود تتغير لكن حدها الجنوبي المسمى (الداخلة معروف حتى اليوم).
وبقراءة بعض الوثائق الأخرى التي تشير إلى توسع الحقول الزراعية في الرياض خلال فترات تاريخية وحقب مختلفة نجد أن حدود أم تينة أو حدود أي مزرعة أخرى يطرأ عليها التغير فيما يحيط بها. ففي القرن الرابع عشر الهجري وحسب الوثائق والروايات قد نقارب الوصف العام بحدود موضع أم تينة (أو العمراني) بالتالي:
ورد في الوثيقة أن أم تينة يحدها غرباً الأثلة «شجر الأثل المعروفة». لكن بالاطلاع على الوثائق والروايات المقاربة نجد أن غرب الأثلة هو موضع البازمي، أما من الغربي الجنوبي فهو موضع الشريعة ثم الشعبة ثم القلعة -التي كانت مشهورة في القرن الثاني عشر الهجري والتي تملكتها أسرة آل جوينان ثم آل عثمان ثم آل الشقري في عام 1226ه، وبجوارهم غرباً مزرعة أسرة الشويعر، كما أن بجوار القلعة جنوباً أرض العسلية التي تعدد ملاكها وانتقل جزء منها للملك عبدالعزيز في العقد الثالث من القرن الرابع عشر الهجري.
ويحد أم تينة من الجنوب مباشرة الداخلة وهو حي معروف ويوجد له بقية وهو المسجد المجدد حالياً الواقع في جنوب شارع الإمام تركي «جنوب الشميسى الجديد «. ومن الشمال معبر طريق. وعن موضع أم تينة شرقاً - خندق كما جاء في الوثيقة لكن أقرب المزارع شرقاً عن أم تينة هي سبيكة وقديماً المسماة الكبيشية وهي الموضع المشهور الذي كان ملكاً للأميرة جليلة بنت أمير الرياض عبدالمحسن بن سعيد الدرعي ثم وهبتها لأختها مريم ومنها لأبنائها راشد وعساكر قبل عام 969ه. (حول وقف الكبيشية انظر مجلة دارة الملك عبدالعزيز لعام 1425ه للكاتبة) وهذه الحدود كما وردت في بعض الوثائق إضافة إلى ما نقلة المرحوم الأستاذ خالد السلميان عن بعض الرواة- في كتابه معجم مدينة الرياض وهي تقارب بعض ما ورد في الوثائق القديمة. (انظر الرسم التقريبي).
ويظهر أن بئر العمراني نسبة إلى شخص يسمى عمران. ولا أعلم هل هذا الاسم نسبة إلى جدّ أسرة آل عمران المعروفة في الرياض أم إلى غيره.
وأسرة آل عمران من أقدم الأسر في مدينة الرياض وهم ينتسبون إلى قبيلة بني حنيفة (وثائق محفوظة لدى المؤلف) وأقدم ما عثرت على أسم آل عمران فقد كان ضمن مخطوط: صحيح مسلم وهو ثلاثة أجزاء قد أوقفها جد أسرة آل عمران في أواخر القرن الحادي عشر الهجري تقديراً واسمه: صالح بن حمد بن عمران (الحياة العليمة في مدينة الرياض في عهد الدولة السعودية الثانية، دار عام الكتب، الرياض، 1441ه، 580).
(للتنبيه: أخطأت فيما تكلمت عنه في يوم الجمعة 2/أكتوبر/2020م عن طريق الفيديو مع الأستاذ الباحث الكريم محمد الحوطي أن بئر أم تينة هو البئر الذى تم كشفه في شارع الشميسي القديم بجوار عمارة ابن كليب بعد إزالة بعض العمائر الخاصة وقد تبيَّن لي خطأ ذلك فبئر أم تينه تقع محاذية لشارع الشميسى الجديد. والصحيح أن البئر التي تحدثت عنها هي بئر البديّع الخاصة بالإمام عبدالرحمن الفيصل ثم آلت لبعض أبنائه وقد بعثت بتقرير عن ذلك مع وثائقها لمعالي أمين مدينة الرياض وفَّقه الله الذي اهتم مشكوراً بذلك وسيسعون إلى تطوير البئر إن شاء الله).
معلومات حول وثيقة بئر العمراني في أم تينة
كتبت الوثيقة على أحد هوامش كتب الفقه النجدية وهي منقولة من الأصل الذى كتبه العلاَّمة الشيخ إبراهيم بن سليمان بن مشرف، وربما اكتفى ناقلها بالمضمون ولم يشر للشاهد المعنى به كونه نقل نصها ضمن حاشية أحد الكتب الفقهية. وهذا كان متبعاً في كثير مما نقلة العلاّمة الشيخ أحمد المنقور في كتابه «الفواكه العديدة في المسائل المفيدة» عن وثائق الرياض وأحكامها الفقهية من شيخه العلاَّمة الفقيه المجدِّد عبدالله بن ذهلان -رحمه الله تعالى -. والوثيقة تشير إلى الاتفاق بين الشيخين إبراهيم بن سليمان بن مشرف الذي كان مشرفاً على الأرض وبين الشيخ عبدالرحمن بن ذهلان على زرع أرض أم تينه من بئر العمراني وشرط عليه بالأجرة أن يكون بسُبع الشيء أي أخذ سبعُة أجزاء متساوية). كما اتفقا أن يقوم الشيخ ابن ذهلان ببناء وإصلاح مجرى وسقيا الأرض (راباه) للمشتري وأن يبنى لأم تينة من بئر العمراني مطوية بالحجر ويخرج الماء من اللزاء الخاص بالعمراني حتى يصل إلى أم تينة لسقي الزرع. (واللزاء: هو ما يصب فيه الماء ويكون بجانب البئر عند إخراج الماء ويكون شكلها مربعاً وهو مرتفع عن الأرض بمقدر (50 سم) تقريباً.. فعندما ترفع الدواب الماء من البئر فإنها تضعها في هذا الموضع (اللزاء).
وهذه الوثيقة المهمة: بئر العمراني (في أرض تينة) يستدل بها الشيخ إبراهيم بأنها وغيرها في بلدة مقرن تعود إلى قرون ماضية وأن مثل هذا الحكم للمُلك والبئر شبيه بالأحكام التي جرت في الآبار التي تماثلها في القديم مثل بعض آبار بلدة أشيقر كبئر: السديس والمديبغة والربيعيّة وهذه الآبار شاهدتها في زيارتي لأشيقر عدة مرات ولا زالت موجودة وجميع هذه الآبار تسقى عدداً من المزارع والحيطان المشهورة بها. وقد دوّنت وثائق تلك الآبار في أشيقر منذ مئات السنين, وأنها مثل بئر العمراني التي تعود إلى ما قبل القرن السابع الهجري. وبالتالي يتضح أن هذه البئر (العمراني) تعود إلى أكثر من سبع مائة سنه مضت (700 سنه). وقد أثبت هذه الورقة بعد أن نقلها الشيخ إبراهيم بن سليمان بن مشرف وحكم بها وكتب بموجبها تلك الوثيقة - ثبوت مشرب أم تينة من بئر العمراني المذكور- ضمن نقولات فقهية عند دراستهم على عالم الرياض الفقيه النبيه الشيخ عبدالله بن ذهلان (ت 1099ه).
نص وثيقة أم تينة للشيخ ابن ذهلان المدونة قبل عام 1099ه:
(وجدت بخط الشيخ إبراهيم بن سليمان:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم مضمونه انه ثبت عندي بشهادة فلان وفلان (الحرف الأول بن ساقط) أن العمراني شمالي بلد مقرن الكل مشهور ومعلوم مستيقن بالشهرة عن التحديد ان الشيخ الفاضل عبدالرحمن بن محمد بن ذهلان زرع أم تينه من بئر العمراني وراباه سقى أرض المذكور وفي بير العمراني المذكور فانا يا كاتبه رابيت الشيخ عبدالرحمن المذكور بسبع من أم تينه من بئر العمراني يبنى له العمراني ماد ؟ مطوى بحجر متصل يخرج عليه الماء من لزا العمراني يجري في القايد إلى أم تينه. قال ذلك وكتبه وصح عنده وحكم بثبوت مشرب لام تينه من بير العمراني المذكور كاتبه الفقير الحقير إبراهيم بن سليمان وذلك من بعد سؤال من له ذلك وصلى الله على سيدنا محمد وآله. وهذا في مثل الأملاك المتقادمة التي لا يعلم ابتداء الأملاك فيها مثل السديس في وشيقر وملك المديبغة والربيعية ففي مقرن مثل ذلك وأما إذا علمنا ذلك ابتدأ فلابد من معرفة قدر الجزء من أملاكه لها).
العلماء الذين ذكروا في وثيقة أم تينة قديماً، ورد عدد من العلماء في الوثيقة المذكورة قبل عام 1099ه وهم:
1 -عبدالرحمن بن محمد بن ذهلان أحد علماء الرياض في القرن الحادي عشر الهجري وهو الذي اشترى قليب العمراني بأم تينة كما أنه أخو الشيخ عبدالله بن محمد بن ذهلان وكلاهما توفيا في ذي الحجة من عام 1099ه. وآل ذهلان من آل سحوب من بني خالد ولهم بعض الأملاك الأخرى في الرياض ومنفوحة والمصانع.
2 - الشيخ الفقيه إبراهيم بن سليمان بن علي بن مشرف المولود عام 1070ه وكان والده قاضياً للعيينة. وتولى الشيخ إبراهيم القضاء في أشيقر ودرس في الرياض وأخذ عن شيخه عبدالله بن محمد بن ذهلان وله كتابات وأقضية متعددة في الرياض ويحتمل انه كان قاضياً فيها لفترة. توفي الشيخ إبراهيم في عام 1141ه.
وثيقة أخرى لأم تينة لكن في القرن الرابع عشر الهجري.
تتابع تدوين هذه الموضع المهم لأم تينة وبئرها العمراني حتى وصلت إلى مالكها الجديد من أسرة آل مقيرن وهم من الأسر المشهورة والمعروفة في الرياض قديماً فقد أوقف عبدالرحمن بن مقيرن جد أسرة آل مقيرن اليوم أم تينة وذلك قبل عام 1327ه كما سجلت شهادة شرعية أخرى للأرض عام 1335ه. وكتب كلا الوثيقتين الشيخ ابراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ قاضي الرياض المتوفى عام 1329ه والوثيقة الثانية أثبتها الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ عام 1335ه ونقل كلا الوثيقتين مع زيادات أخرى حول ترتيب بطون أسرة آل مقيرن التي تختص بالوقف الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ مع نقل كلا الوثيقتين في عام 1377ه.
نص وثيقة أم تينة لآل مقيرن التالي
(استفتاني عبدالرحمن بن مقرن بن مقيرين في فاضل وقف جده عبدالرحمن بن مقيرن المعرفة في نخله المسمى بأم تينة وهو الرأس الذي بيع لمسوغ شرعي وجعلت قيمته فى بيتين صارا وقفاً بدل الأصل وابرز وثيقتين أحدهما بقلم الوالد إبراهيم رحمه الله وعليها ختمه ونصها: «بسم الله الرحمن الرحيم شهد عندي عبدالرحمن بن غنام وسلطان بن عبدالله أن مقرن بن مقيرن أقر عندهما أن وقف والده المعروف في الحيالة وقف على أولاده الذكور والإناث ومن بعدهم ذريتهم بعد ما يخرج منها الضحية والدهن والوزان وأقر عندي عبدالعزيز بن مقيرن بما ذكروا أعلاه وأن وقف والده على ما أقره أخوه حتى لا يخفى قاله كاتبه إبراهيم بن عبداللطيف سنه 1327ه غرة ذا) (الختم).
والوثيقة الأخرى بقلم الشيخ محمد بن عبداللطيف رحمه الله وعليها ختمه ونصها:
(بسم الله الرحمن الرحيم شهد عندي عبدالعزيز بن عبدالرحمن وحسن بن سليمان بن مقيرن وعبدالمحسن بن محمد بن غنام بأن مضمون وصية عبدالرحمن بن مقيرن أن موصي بالرأس المعروفة في نخله المسمى أم تينة قبلي حلة الرياض وتحديده قبله الأثل ومن شمال السوق ومن جنوب الداخلة ومن شرق الخندق- يوجد ثلث السطر ممسوح- الوقف وانه أوقف المذكور على ذريته وذريتهم ما تعاقبوا وتناسلوا وقدم فيه أضحية له ولوالديه على الدوام، وعشرين وزنة لضعفاء آل مقيرن، ونصف صاع ودك لمسجد العطايف، وخمس وزان لإمامه، ما ذكر مقدم على الذرية وليس لهم إلا ما فضل بعد المعينات هكذا شهدوا وأثبت شهادتهم الفقير إلى الله محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن سامحه الله وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم، حرر في 1335ه 29ذا) (الختم). وبعد الوثيقة الإشارة إلى ترتيب بطون أسرة آل مقيرن.. ثم آخرها قاله ممليه الفقير إلى عفو ربه محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، حرر في: 10/11/1377ه (الختم).
وذكر لي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن مقرن بن عبدالرحمن بن مقرن آل مقيرن (1352ه / 1441ه) أن والده عبدالرحمن بن مقيرن توفي عام 1398ه وأن جد والده عبدالرحمن بن مقرن آل مقيرن توفي في أيام الإمام عبدالله بن فيصل ت 1311ه.كما ذكر لي الشيخ عبدالعزيز ضمن لقاء مسجل أن لجده عبد الرحمن بن مقرن ملكين مشهورين فى الرياض وهما: ملك النجيمي (الواقع عن حارة ابن عيسى غرباً. والملك الآخر هو أم تينة) وذكر ان أم تينة يحدها من الشمال سوق ثم القلعة وكذلك غرباً القلعة لأسرة الشقري. وشرقاً سبيكة وجنوباً والعسيلة. وحددها آخرون قريباً من ذلك باختلاف معتبر كإفادة العلامة الشيخ ابراهيم بن محمد بن عثمان والشيخ المعمر عبدالعزيز الحقباني والشيخ عبدالعزيز العسكر وغيرهم وكذلك ما أورده الأستاذ المرحوم خالد السليمان في كتابه المعجم. ويبدو أن بئر أم تينة قد استأجرها صالح بن عبدالله بن سلطان ثم (أصفت) أي تعطلت لخلوها من الماء. وقام الشيخ الوجيه عبدالعزيز بن حسن أحد تجار الرياض المشهورين بالصرف على البئر وصيانتها وتعميق حفرها لكيلا تتعطل حيث نقل الأستاذ خالد السليمان -رحمه الله تعالى- أنه وجد وثيقة لدى الأستاذ ناصر الحسن ونصها التالي « يعلم من يراه أنه لما أصفت قليب آل مقيرن التي لصالح بن عبدالله بن سلطان وفيها شراكة والقليب مسماه العمراني أمرت عبدالعزيز بن حسن لينفق عليها لأجل المصلحة وعدم تعطيل الشركاء. أملاه عبدالله بن عبداللطيف وكتبه عن أمره صالح بن سليمان بن سحمان وصلى الله على نبينا محمد وسلم: 13/محرم /1337ه. « (خالد السليمان، معجم مدينة الرياض, ط 3، 165).
أم تينة في الشعر الشعبي المحلي في الرياض.
يقول أحد الشعراء:
ما يرجع كود الأموات يحيون
وتنقل كذلك باختلاف يسير:
وترد بصيغه أخرى مثل:
وقد أصبح هذا البيت (الله يا عصر مضى لام تينة) مضرب المثل في الرياض ونجد لمن عاش في رغد العيش والنعمة وكانت له فيها صولة وجولة من الذكر والشهرة وطيب المعيشة ثم غشية الخراب والنسيان والدمار في زمن آخر. إن رصد ودراسة القصيدة القديمة تعد وثيقة تاريخية لكون الشعر مرآة لثقافة وعادات المجتمع، والابيات الواردة في قصيدة أم تينة لم يصل إلينا سوى هذا البيت، الذي ركز على الارتباط على وجدان المكان والماضي ضمن صورة واحدة. أما تاريخ هذه القصيدة فلم أظفر بنص أو شاهد يحدد زمنها وقد يعود إلى ما قبل القرن الحادي عشر الهجري فقد تداول العارفون وكبار السن من أهل الرياض وغيرهم هذا البيت الذي يرويه الأبناء عن الآباء عن الأجداد في زمن لم تقف عليه والبيت متداول في الذاكرة الشعبية والجمعية لدى أهل الرياض. واسم هذا الموضع (أم تينة) معروف في الرياض منذ القدم كما بينته هذه الوثيقة علماً أن اسم أم تينة ليس مقتصراً على هذا المكان وقد يتم تصغير هذا الاسم من أم تينة إلى أم إتيينة (بكسر الألف) فالاسم له ذكر في الجهة الغربية من الرياض على وادي حنيفة، وفي بلدة منفوحة (وهو عبارة عن أسهم تملكتها عدد من الأسر ولدى الكاتب عدد من وثائقها بتواريخ مختلفة وأشرت لذلك في كتاب منفوحة) وهناك مواضع لاسم أم تينة في بلدة ملهم وفي بلدة العيينة وغيرهما. والملاحظ أن هناك عدة قصائد متداولة في الرياض حملت بيتاً شعرياً واحداً ومع ذلك فإنها كشفت عن أحداث تاريخية للمدينة وبها أستعين على توثيق بعض تواريخها وهذه القصائد جميعاً تعود إلى القرن العاشر الهجري مثل:
أو كقول الشاعر:
وكذلك مطلع قصيدة:
وغير ذلك من القصائد.
والحديث عن الآبار والمساقي والعيون في مدينة الرياض (حَجْر اليمامة) مشهور ومعلوم وذكرها في كتب التاريخ والأدب يعود إلى أكثر من ألفي عام مضت ولنا جولة مستقبلية في ذلك إن شاء الله تعالى.
** **


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.