في السابع عشر من جمادى الأولى 1351ه الموافق 19 سبتمبر 1932 صدر أمر ملكي بتوحيد البلاد بمسمى المملكة العربية السعودية اعتباراً من 21 جمادى الأولى 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932، وأصبحت دولة واحدة تحت راية العز السعودية، وأصبح يوم 23 سبتمبر من كل سنة يوماً وطنياً. وعندما نحتفل بمناسبة اليوم الوطني 92 نجد أنها مناسبة عظيمة تحتشد فيها المشاعر الوطنية المليئة بالفخر والاعتزاز والانتماء.. ولا يلام الإنسان بحبه لوطنه.. وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي بوصف الشعور تجاه الأوطان، وحب الأوطان من الإيمان وحب الوطن غريزي يأتي مع الولادة، والوطن هو بمثابة السند لمن لا ظهر له. توحد هذا الوطن العظيم بعد أن خاض البطل المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- كفاحاً مسلحاً وتضحيات وجهوداً جبارة لمدة تجاوزت 30 عاماً يعاونه أبناء شعبه المخلصون حتى تكللت جهوده العظيمة بتوحيد هذا الكيان الشامخ، وتمكن من تحقيق أول وأطول وحدة عربية وهي الدولة العربية الأولى التي توحدت وأنجزت الهوية الوطنية وكانت من المؤسسين لعدد من المنظمات الدولية مثل هيئة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وغيرها. وعندما نحتفل بهذا اليوم الوطني المجيد نشعر أن كل شيء في هذا الوطن الكبير يدعو للفخر والاعتزاز ويعزز القيمة الكبرى لبلادنا في نفوسنا، بالإضافة إلى ما لدينا من منجزات عظيمة ومزايا جليلة.. وعندما نتأمل خارطة العالم نجد أن الموقع الاستراتيجي المميز والمساحة الشاسعة وعدد السكان النوعي والمميز يؤهلها لتكون دولة عظمى بالفعل، والموقع الجغرافي المميز مهم لتوظيف الجيوبوليتيك (الجغرافيا السياسية) للحصول على التأثير السياسي القوي ويكفي أن المملكة تتميز بموقعها الاستراتيجي وعمقها الجغرافي ولدينا سواحل بحار ممتدة ومتنوعة، وكما يقول الاستراتيجيون: العظمة الوطنية مرتبطة بوجود الدولة على بحار يمكن استخدامها تجارياً أثناء السلم والسيطرة أثناء الحرب. واليوم الوطني السعودي هو يوم النصر والعز والسؤدد نحتفل بالماضي الذي حققنا فيه النصر على التشتت والجهل والتخلف ونحتفل بحاضر حققنا فيه قفزات هائلة إلى الرفعة والمجد وننتظر مستقبلاً ساطعاً مشرقاً بطموح لا حدود له ويعانق السماء. ونحن كسعوديين في هذا الوطن العظيم نمتلك ثلاثة من مرتكزات القوة لأي وطن تتمثل في قيادتنا وشعبنا وعقيدتنا، فقيادتنا منا وفينا وفية مع أبناء شعبها وتعمل جاهدة لمصلحتهم ورفعتهم، وشعبنا عربي أصيل وفيّ مع قيادته وشديد الانتماء والاعتزاز لوطنه، وعقيدتنا إسلامية صحيحة تعزز إيماننا وتؤكد قوتنا للانطلاق بثقة نحو مزيد من المجد. وفي يوم الوطن يتبادر إلى ذهني سؤال، ماذا يجب أن نقدم للوطن؟ وليس ماذا قدم لنا، فالوطن قدم لنا كل شيء أمن وأمان وتعليم وصحة وحياة كريمة، الإنسان بدون وطن لا شيء، انظر حولنا لبعض البلاد ماذا يحدث لهم من انعدام الأمن والكرامة وتفشي الفوضى والجوع، كل هذا بسبب انهيار الدولة الوطنية التي يسعى لها الأعداء. بالنهاية أقول: نحمد الله على نعمة هذا الوطن العظيم بقادته العظماء ورجاله الأوفياء الذين حققوا منجزات أشبه بالمعجزات وأمجاداً تروى، وقاوم هذا الوطن الشامخ بصمود وقوة كل التحديات والأخطار وحقق ازدهاراً ونهوضاً أصبحا مضرباً للمثل. كلنا ثقة بالجهود الجبارة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان للنهوض والتقدم والنماء لهذا الوطن الغالي. نسأل الله الحي العظيم أن يحفظ قيادتنا الرشيدة وشعبنا الوفي ويحفظ وطننا من كيد الكائدين.. ودام عزك يا وطني..