تعيش المملكة العربية السعودية هذه الايام الذكرى الثانية والتسعين لتوحيدها وهي ذكرى اليوم الوطني المجيد. المتأمل في تاريخ المملكة العريق يجد أن عمر هذه البلاد المبارك يحسب باليوم لا بالعام ذلك ان المملكة دولة فاعلة ومؤثرة على المستوى الإقليمي والدولي ولا يكاد يمر عليها يوم إلا ولها موقف ايجابي يخلد على كل صعيد وفي كل مجال سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ورياضيا وعلى مستوى علاقاتها الثنائية او متعددة الأطراف فتاريخها العريق يشهد بمبادراتها الدولية ومساهماتها الفاعلة في تأسيس المنظمات الدولية والأقليمة ومواقفها المؤثرة في الأحداث ونصرتها لقضايا الأمتين العربية والإسلامية ودعمها للأمن والسلم الدوليين وسخائها الذي لا يبارى ولا يجارى في تمويل مشروعات التنمية في الدول النامية ودعمها القوي للدول العربية والاسلامية لتخطي أزماتها السياسية والاقتصادية دون منة أو أذى أو ثمن انطلاقا من مبادئها الأساسية التي قامت عليها وحددت مسارات سياستها الخارجية الثابتة والمستقرة والواضحة ولطالما كانت المملكة وما زالت عنصراً قوياً ومبادراً في دعم التعاون الدولي والاقليمي وتحقيق أهدافه وتبنت افكارا ومبادرات ومشاريع أدت إلى تعزيز التعاون وبالتالي تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقليص الفجوة بين دول العالم الغنية المتقدمة والففيرة النامية. وعلى الصعيد الأمني فإن المملكة لم تذخر جهداً في الدفاع عن أراضيها بالطرق المشروعة وحماية جيرانها والمنطقة من كل عدوان فتحملت بصبر وأناة أعباء الدفاع وفق مقتضيات مصلحتها وواجباتها وفي اطار القانون الدولي الذي تحترمه وتعضده . مع حفاضها على هويتها الدينية والثقافية وتحفظها على الاتفاقات والقرارات التي تتعارض مع مبادئها وهويتها الاسلامية ووقفت بحزم امام هجوم كل التيارات الثقافية والاعلامية عليها. ولا يمكن تجاهل جهود المملكة الجبارة المنطلقة من مقاصدها النبيلة في محاربة الإرهاب الدولي وإجتثاث جذوره وتجفيف منابعه وتبني وقيادة جهود التعاون الدولي لمحاربته والقضاء عليه وقد نجحت نجاحاً منقطع النظير عزز من ثقة المجتمع في مقاصدها وسياساتها كدولة قوية مؤثرة يعتمد عليها . لقد مارست المملكة سياستها الخارجية عبر تاريخها المشرف مستندة الى المبادئ التي قام عليها نظام الحكم الرشيد وفي إطار من الأخلاق الإنسانية السامية والصدق والأمانة والموضوعية. هذا غيض من فيض بما يتيحه المجال للإشارة الى مواقف وجهود بلادنا العزيزة وحكومتها الرشيدة الرصينة في ظل القيادة الراشدة منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الى العهد الزاهر الذي نعيشه في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أيدهما الله بنصره وأخذ بأيديهما لما فيه خير ومصلحة الوطن والأمتين العربية والاسلامية . وكل عام ونحن وبلادنا في أمن وعزّ وتمكين وسؤدد وإزدهار . سفير متقاعد