أعلن الجيش الروسي إرسال تعزيزات جديدة باتجاه خاركيف في أوكرانيا، ردا على خرق حققته القوات الأوكرانية في هذه المنطقة، الواقعة عند الحدود مع روسيا. وأعلنت كييف أنها استعادت حوالى ألف كيلومتر مربع، في هذه المنطقة، الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا، في الأيام الأخيرة ولا سيما مدينة بالاكليا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن قوات كييف استعادت 30 بلدة من القوات الروسية في شمال شرقي البلاد، حيث أرسلت موسكو تعزيزات لمواجهة هذا الهجوم. وقال زيلينسكي في مقطع مصور بث على الشبكات الاجتماعية: "في الوقت الراهن، حررت القوات المسلحة الأوكرانية وسيطرت على أكثر من ثلاثين بلدة، في منطقة خاركيف". ومن بروكسل، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن نشر موسكو تعزيزات يظهر أن روسيا تدفع "ثمناً باهظاً." على الجانب الأوروبي، أعطى وزراء مال الاتحاد الأوروبي ال27 الضوء الأخضر، لتقديم مساعدات جديدة بقيمة خمسة مليارات يورو لأوكرانيا في شكل قرض، من أجل مساعدتها على التعامل مع تداعيات الحرب. في بلدة غراكوفي قرب خاركيف، التي تمت استعادتها من القوات الروسية قبل يومين، شوهد الدمار الواسع الذي شهد على ضراوة المعارك، بينما شرعت الشرطة في نبش جثث لضحايا من الحرب. ورغم مكاسب القوات الأوكرانية، حضّ حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينغوبوف، السكان الذين غادروا على عدم العودة، بسبب أزمة الكهرباء والغاز. من جهتها، أفادت وسائل إعلام روسية عن نشر تعزيزات في هذا الاتجاه، وبثت مقاطع فيديو تظهر مدرعات ومدافع وشاحنات تسير بأعداد كبيرة على طرق لم يحدد مكانها. ولم تعلق موسكو على هذا الانتشار، واكتفت بذكر الخسائر التي ألحقها الجيش الروسي بالقوات الأوكرانية. كما أعلنت السلطات الموالية لروسيا إجلاء السكان إلى مناطق أخرى، خاضعة لسيطرة موسكو أو إلى روسيا. معارك شرسة قال المسؤول الكبير في القيادة الحربية الروسية فيتالي غانتشيف، لقناة روسيا 24: إن "معارك شرسة" تدور حول مدينة بالاكليا، التي ذكرت كييف أنها استعادتها. وأضاف: "لم نعد نسيطر على بالاكليا، ومحاولات طرد القوات الأوكرانية قائمة، لكن المعارك هناك شرسة وقواتنا عند أطراف المدينة". وذكر أن معارك تدور أيضا قرب بلدة شيفتشينكوفي في منطقة خاركيف. وأضاف: "تحاول القوات المسلحة الأوكرانية اختراق خطوط الدفاع، وتم إرسال جنود احتياط من روسيا إلى هناك وقواتنا ترد بحزم." وتقع خاركيف عاصمة المنطقة والمدينة الثانية في أوكرانيا، في شمال شرقي البلاد عند الحدود مع روسيا مباشرة، وتقاوم منذ بداية الحرب في 24 فبراير. من جهتها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "انقطاع كامل للتيار الكهربائي" في بلدة إنرغودار الأوكرانية، حيث تقع محطة زابوريجا للطاقة النووية، وهو وضع "يؤثر في سلامة العمليات". وحدة حلف الأطلسي بالإضافة إلى الاختراق في هذه المنطقة، أعلنت "كييف" أيضا الخميس انتصارات في الجنوب والشرق، مؤكدة أنها استولت على مناطق وبلدات عدة. وفي حال تمّ تعزيز هذه المكاسب الأوكرانية، فهي ستُعدّ الأهم بالنسبة إلى كييف، منذ انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف في نهاية مارس. وفي حوض دونباس للتعدين شرقي أوكرانيا، حيث دارت أعنف المعارك في الأشهر الأخيرة، أكدت كييف الخميس أنّ قواتها تقدّمت مسافة كيلومترين إلى ثلاثة، قرب كراماتورسك وسلوفيانسك واستعادت السيطرة على بلدة أوزيرني. وعلى بعد 45 كيلومترا في باخموت، قتل ثمانية أشخاص وأصيب 17 آخرون في ضربات روسية، بحسب السلطات الأوكرانية. وبحسب الحاكم المحلي بافلو كيريلينكو، فإن باخموت التي كان عدد سكانها 70 ألفا قبل اندلاع النزاع، محرومة من الماء والكهرباء لليوم الرابع تواليًا. وخلال زيارة لبراغ، أشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى أن الأسلحة الغربية، تم استخدامها لتغيير المعادلة في ساحة المعركة. وقال: "نشهد الآن نجاحا في خيرسون (جنوب) وفي خاركيف ولهذا السبب الأمور مشجعة للغاية". أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فوصل إلى بروكسل لحضور اجتماع مع حلف شمال الأطلسي، وينوي التشديد على "وحدة" أعضاء المنظمة، لضمان أن يكون التحالف قويا قدر الإمكان، لردع روسيا عن أي عدوان جديد. ومن جانب متصل، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى كييف أمس السبت، في زيارة غير معلنة، تسعى من خلالها كما قالت، إلى إظهار دعم برلينلأوكرانيا. وقالت في بيان: "توجهت إلى كييف لأظهر أن بإمكانهم الاعتماد علينا. وسنواصل وقوفنا إلى جانب أوكرانيا، طالما كان ذلك ضروريا من خلال إمدادات الأسلحة والدعم الإنساني والمالي، "وهذه ثاني زيارة للوزيرة الألمانية منذ بدء الحرب". وكان موقف ألمانيا الذي بقي لفترة مبهما، وإحجام برلين عن توفير الدعم العسكري لكييف، أثارا غضب حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. إلا أن الوضع تحسن بعد ذلك، حيث أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أنه يريد أن تتولى بلاده "مسؤولية خاصة" في مساعدة أوكرانيا وتعزيز قدراتها المدفعية ودفاعاتها الجوية. ويبدو أن حقبة جديدة أقل توترا في العلاقات الثنائية بدأت، وتمثل ذلك بوصول سفير أوكراني جديد إلى برلين، بعد أن انتقد سلفه أندريي ملنيك موقف ألمانيا.